اعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية عاموس يادلين ان الرئيس السري بشار الاسد حصل على رخصة غير رسمية وغير مباشرة لقتل المتظاهرين المعارضين للحكومة، وهو على دراية بأنه، خلافاً لليبيا، لن يكون هناك قرار ضده من قبل مجلس الأمن.


بيروت: أجرت صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; مقابلة مع الرئيس السابق لجهاز الإستخبارات العسكرية الاسرائيلية، عاموس يادلين، الذي اعتبر أن الرئيس السوري بشار الاسد قد حصل على quot;رخصةquot; لقتل المتظاهرين المناهضين للحكومة لأن الأمم المتحدة فشلت في فرض نوع من التدابير الصارمة التي ساعدت في الاطاحة بالديكتاتور الليبي معمر القذافي.

وقال يادلين: quot;لسوء الحظ، حصل بشار على رخصةndash; غير رسمية وغير مباشرة ndash; لقتل شعبه، وهو على دراية بأنه، خلافاً لليبيا، لن يكون هناك قرار ضده من قبل مجلس الأمن لأن روسيا موجودة لحمايتهquot;.

في هذا السياق، اضاف الجنرال الاسرائيلي المتقاعد أنquot;بشار الاسد على يقين من أن جامعة الدول العربية لن تطلب من الولايات المتحدة أو حلف شمال الاطلسي أن يشن هجوماً عليه، لذلك فهو في مأمن من التدخل الدولي في سورياquot;، مضيفاً ان هذا سيعني انه يستطيع أن يفعل ما لم يسمح القذافي بفعله.

واشارت الـ quot;واشنطن تايمزquot; إلى المحاولات التي تبذلها روسيا والصين في عرقلة المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات في مجلس الأمن ضد الأسد، مضيفة أن روسيا هي واحدة من الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى سورية.

وبعد مرور ستة أشهر على بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا، يرى يادلين ان الأوضاع الأمنية والسياسية في حلب ودمشق، المدينتين الأكبر في سوريا، لا تزال هادئة جدا. كما أن الرئيس الأسد لا يزال يتمتع بولاء الجيش، على عكس الوضع في ليبيا، حيث تمرد عدداً كبيراً من الضباط وانضموا الى صفوف الثوار.

واعتبر يالدين أن الأسد يحاول السيطرة على الأقليات عن طريق إخافتهم بالقول: quot;أنظروا ماذا حصل للأقليات في العراق. انظروا الى ما حدث في لبنان. انظروا الى ما حدث للمسيحيين في مصر. وجودي في سوريا ضروري لمصلحتكمquot;.

وفي سياق آخر، أشار يادلين إلى أن نظام الأسد لن يكون باستطاعته أن يتحمل انهيار الاقتصاد، خصوصاً في ظل الشلل الذي اصاب قطاعي السياحة والاستثمار الأجنبي في البلاد، وفرض العقوبات الدولية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

لكن على الرغم من ذلك، اعتبر أن إيران، الحليف الوثيق لسوريا، يمكنها إنقاذ الاقتصاد السوري، مضيفاً: quot;اذا قام الايرانيون بدعم الاسد عبر كتابة شيكاً له بمبلغ 5 مليار دولار في السنة، فسيكون آمناًquot;.

وتوقع الجنرال الاسرائيلي أن مقاتلي حزب الله في لبنان لن يشعروا بأي تأثيرٍ يُذكر إذا تمت الاطاحة بالرئيس الأسد، ويعود ذلك إلى تراجع النفوذ السوري ضد اسرائيل.

وأضاف: quot;في السابق، كانت سوريا تسيطر على حزب الله بمساعدة ايران. أما اليوم، فتستخدم ايران الأراضي السورية كممر لايصال المساعدات والسلاح إلى حزب الله، وفي حال سقطت حكومة الاسد، ستقوم ايران بإرسال السلاح إلى حزب الله عن طريق تركيا أو من خلال البحر الأبيض المتوسط بدلا من إرسالها عن طريق مطار دمشق الدولي، وبالتالي لن يتأثر حزب اللهquot;.