القاهرة: اكد شاهد الاثبات الثامن في قضية الرئيس المصري السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ان قيادات وزارة الداخلية كانت تعلم ان التصدي للمتظاهرين في 28 كانون الثاني/يناير الماضي سيوقع قتلى.
وقال الشاهد، وهو المقدم عصام حسنى عباس الضابط بالادارة العامة لشؤون المجندين بوزارة الداخلية، خلال الجلسة الخامسة لمحاكمة مبارك انه quot;امر بديهي جداquot; ان العادلي وقيادات وزارة الداخلية الذين اجتمعوا في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي كانوا quot;يعلمون علم اليقينquot; اثناء مناقشتهم لخطة التصدى للمظاهرات يوم الجمعة 28 من الشهر نفسه ان التدابير الامنية التي اقرت في هذا الاجتماع وحشد القوات وطبيعة تسليحها quot;كانت ستؤدي حتما الى سقوط قتلى وجرحىquot;.
واضاف ان قيادات وزارة الداخلية quot;بما لها من خبرات امنية طويلة باعتبار انهم جميعا تجاوزوا سن ال60 كانت على دراية كاملة ومعلوم لديها علم اليقين ان اتخاذ هذه القرارات سيفضي الى ما لا تحمد عقباه وان مواجهة المتظاهرين يوم الجمعة (28 كانون الثاني/يناير) سينتج عنها بما لا يدع مجالا للشك وقوع قتلى وجرحى سواء من المتظاهرين او قوات الامنquot;.
وتابع ان quot;هذا ما حدث في 25 يناير حيث قتلوا بعضهم البعض (المتظاهرين والشرطة) في السويس ولم يحرك وزير الداخلية ساكناquot;.
يذكر ان العديد من القتلى سقطوا في مدينة السويس (شمال شرق القاهرة) في اول ايام الانتفاضة المصرية التي اطاحت مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي.
وقال المقدم عباس ان quot;وسط البلد كان مليئا باسلحة رشاشة (الية) في ايدي الشرطة وكان فيه فوضىquot; في يوم 28 كانون الثاني/يناير المعروف بquot;جمعة الغضبquot; والذي كان من اكثر الايام دموية اثناء الانتفاضة المصرية.
واكد ان quot;الوحدات الخاصة (التابعة لوزارة الداخلية) دائما مزودة باسلحة الية وهؤلاء كانوا امام المنشآت الحيويةquot; في وسط المدينة.
لكن الشاهد قال انه ليس على علم مباشر بصدور تعليمات رسمية من حبيب العادلي او مساعديه باطلاق النار على المتظاهرين.
وكانت المحكمة التي بدأت النظر في القضية في الثالث من اب/اغسطس الماضي، قررت الاربعاء استدعاء المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الممسك بالسلطة حاليا، ورئيس اركان القوات المسلحة المصرية سامي عنان والرئيس السابق لجهاز المخابرات اللواء عمر سليمان للشهادة الاسبوع المقبل.
واعلن رئيس المحكمة انه تقرر استدعاء طنطاوي الاحد وعنان الاثنين وسليمان الثلاثاء على ان تعقد جلسات الاستماع الى اقوالهم quot;سرية لاعتبارات تتعلق بالحفاظ على الامن القومي المصريquot;، كما قرر quot;حظر نشر محليا ودولياquot; لهذه الجلسات الثلاث.
واستمع رئيس محكمة جنايات القاهرة القاضي احمد رفعت كذلك الى الشاهد التاسع ثم انتهت الجلسة على ان تستأنف المحاكمة الاحد المقبل.
ووجهت النيابة الى مبارك تهمة quot;القتل العمدquot; للمتظاهرين وهي تهمة، اذا ثبتت، تصل عقوبتها الى الاعدام.
وادى قمع الانتفاضة التي بدأت في 25 كانون الثاني/يناير الماضي واستمرت 18 يوما الى سقوط اكثر من 850 قتيلا وجرح ستة الاف معظمهم من الشباب.
التعليقات