لا يعوّل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على خيار التوجه للأمم المتحدة لقيام دولة فلسطينية تحسن من واقعهم.
فلسطينيون يتظاهرون دعماً للدولة الفلسطينية أمام السفارة الأميركية في بيروت |
صبرا وشاتيلا: في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت، لا يعوّل اللاجئون الفلسطينيون على طلب الاعتراف بـquot;دولة فلسطينquot; في الامم المتحدة لإحداث تغيير في واقعهم المزري، فالحلم الجميل الذي لازمهم طويلاً، سرقت وهجه عقود من البؤس والفقر والتهميش.
يسأل محمود ندوة (17 عاما) بإحباط واضح quot;ما الذي يمكن ان يغير الاعتراف بدولة فلسطينية في واقعنا؟quot;.
في الشارع الذي اجتاحته الوحول ومياه الصرف الصحي وامتزجت فيه بقايا الاطعمة مع روائح النفايات، يحمل قاسم ابو جموس (76 عامًا) بطاقة هوية تعود الى الانتداب البريطاني بفخر، ويقول quot;لا يمكن لأحد ان يغادر بلاده الى الابد. لقد رمونا في الشارع، هل هذا معقول؟quot;.
ثم يضيف بصوت متهدج وبتأثر quot;لا بد من حل... بأي ثمنquot;. وكما معظم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان، والبالغ عددهم ثلاثمئة الف تقريبًا، يعبّر قاسم عن الأمل في رؤية بلده الام مجددًا، ولا سيما بلدته عكا. لكنه يدرك في قرارة ذاته صعوبة تحقيق هذا الحلم، سواء تم الاعتراف بدولة فلسطين ام لا.
ويقول مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية في المخيم ابو ماهر ان quot;الاعتراف بدولة فلسطين امر ايجابي. لكن بالنسبة الينا، الاهم هو حق العودةquot;.
ويفترض ان يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة خطابا امام الجمعية العامة للامم المتحدة يتحدث فيه عن حق شعبه باقامة دولة، ثم يسلم رسالة طلب الاعتراف بـquot;دولة فلسطينquot; الى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون.
ويتوقع ان يواجه الطلب لدى احالته الى مجلس الامن بفيتو اميركي، في حال حصل على موافقة الاصوات التسعة المطلوبة في مجلس الامن.
ويتمسك فلسطينيو الشتات الذين اضطروا الى الخروج من ارضهم بعد انشاء دولة اسرائيل في 1948، بحق العودة الذي يعتبر من اكثر المسائل الشائكة في ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويطالبون بتطبيق القرار 194 الصادر في العام 1948 من الجمعية العامة للامم المتحدة.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حاليًا حوالى 4.3 مليون موزعين على الاردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظروف اجتماعية واقتصادية مأساوية في 12 مخيمًا تعاني كثافة سكانية، وتنتشر فيها مساكن ضيقة ومتلاصقة وبائسة.
ويقول محمود هاشم (44 عامًا)، وهو يملك متجرًا متواضعًا لبيع العصير، quot;اعرف في قرارة نفسي انني لن اعود ابدا الى فلسطينquot;.
ويضيف الرجل، الذي يتحدر من ترشيحا في قضاء عكا، quot;الدولة انجاز معنوي. انه رمز. لكن عمليًا، لا شيء سيتغير هناquot;.
ويحمل على القيادة الفلسطينية قائلاً quot;انها بعيدة عن فلسطينيي الشتات. ويجب ان يضخّ فيها دم جديدquot;.
ورغم ضآلة الآمال، حرصت المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي تعتبر حركة فتح الطرف الاقوى فيها، على المجاهرة بدعمها لخطوة الرئيس الفلسطيني.
فقد رفعت لافتات كبيرة حملت صورة مقر الامم المتحدة في نيويورك، مع صور لعباس وللزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعبارة quot;ايلول/سبتمبر: استحقاق الدولة الفلسطينية، حق لا رجوع عنهquot;.
في مخيم البداوي في شمال لبنان، تقول عايدة الناصر (53 عامًا) وهي تضع زهورًا على قبر والدها quot;وعدت بأن اخبره عندما يتم انشاء الدولة الفلسطينية او عندما اعود الى فلسطينquot;.
في مخيم برج الشمالي في الجنوب، يقول التاجر ابو بكري quot;لا يمكن اقامة دولة فلسطينية برؤوس عدة. لا بد من ان يتوحد الفلسطينيون اولاquot;.
واعلنت حركة حماس في الاراضي الفلسطينية رفضها التوجه الى الامم المتحدة لطلب عضوية دولة بحدود العام 1967، مطالبة بدولة فلسطينية quot;ذات سيادة كاملة من دون اي تنازلاتquot;.
وتظاهر في بيروت الخميس حوالى مئتي فلسطيني امام مقر الاتحاد الاوروبي مطالبين دول الاتحاد بدعم طلب الاعتراف بدولتهم.
وتقول هدى الاسمر، وهي ام لاربعة، quot;اريد ان اعود الى فلسطين، حتى لو كان الثمن ان اعيش في خيمة. ستون عامًا هذا يكفيquot;.
لكن الشاب محمود ندوة في مخيم شاتيلا يرفض العيش في الاوهام. ولو انه يتمسك برغبة وحيدة. quot;أود ان امتلك جواز سفر فلسطينيًا على الاقل. هكذا، لا يشار إليّ بعد اليوم باللاجىء، بل تكون لي جنسيةquot;.
التعليقات