يبدو أن الولاية الرئاسية الثالثة لرجل روسيا القوي فلاديمير بوتين، المتوقعة بعد انتخابات 2012، ستكون أكثر صعوبة في إدارتها من سابقتيها مع تزايد المشاكل الاقتصادية والفساد والازمة الديموغرافية كما يرى المحللون.
موسكو: مع الشعبية الجارفة التي يحظى بها تبدو فرص فلاديمير بوتين في اعادة انتخابه في اذار/مارس المقبل مضمونة مئة في المئة اذ يدين له الروس باخراج البلاد من الهاوية خلال فترة رئاسته (2000-2008) مع تحقيق الاستقرار الاقتصادي واقامة سلطة قوية انقذت البلاد من حالة الفوضى التي عاشتها في التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
لكن المراقبين يتوقعون غيوما تعكر آفاق الرئيس المقبل. فالصعوبات التي واجهها الرئيس الحالي ديمتري مدفيديف في quot;تحديثquot; الاقتصاد الروسي ومكافحة الفساد تظهر ان عملية الاصلاح في روسيا تتطلب نفسا طويلا.
وما يزيد الطين بلة ازمة الديون في اوروبا والولايات المتحدة التي تهدد بركود عالمي جديد لن يوفر روسيا التي تعتمد كثيرا على عائداتها النفطية والتي تواجه نقصا في الاستثمارات. واعترف نائب الرئيس الروسي ايغور شوفالوف الاحد بان quot;المعلومات التي تصلنا من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي تنذر بان السنوات القادمة ستكون شديدة الصعوبةquot;.
وتعاني روسيا من حاجة ماسة الى بنى تحتية جديدة كما اظهرت الكوارث الجوية التي تعرضت لها الصيف الماضي (اكثر من مئة قتيل في اربعة حوادث) وحادث غرق السفينة السياحية الذي اوقع 122 قتيلا في تموز/يوليو الماضي وسلسلة الحرائق في مستودات السلاح.
ويقول رسلان غرينبرغ مدير المعهد الاقتصادي لاكاديمية العلوم الروسية ان quot;المشاكل تتراكمquot; محذرا من quot;تضاعف الكوارثquot;. ويذهب البعض الى ابعد كثيرا من ذلك معتبرا ان النظام السياسي الاقتصادي يمكن ان ينهار تحت ثقل هذه المشاكل.
ويقول يولي نيسنفيتش الاستاذ في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو quot;سيكون هناك انفجار لكن من الصعب حاليا معرفة ما الذي سيشعلهquot; مضيفا ان quot;الدولة يمكن ان تنهار مثل الاتحاد السوفياتيquot;.
ومشكلة الفساد هي الاكثر تعقيدا فهذه الظاهرة المتجذرة تثير خوف المستثمرين وتثبط عزيمة الكثير من الروس وتلتهم موارد السلطات المالية. والادهى ان مهمة مكافحة هذه الافة عهد بها الى المستفيدين منها كما يرى عدد من الخبراء.
ويقول ميخائيل دلياغين مدير المعهد الروسي لمشاكل التحديث quot;لن يسعى احد الى التقليل من حجم هذه السرقات لان ذلك يعني تجريد الطبقة الحاكمة من مواردهاquot;. وهناك تحد اخر قديم هو مواجهة الازمة الديموغرافية التي بدات في التسعينات والتي يتوقع ان تتسارع وتيرتها في الاعوام الـ15 المقبلة.
فاذا كان فلاديمير بوتين قال منذ توليه الحكم العام 2000 ان من اولوياته العمل على زيادة النمو السكاني على المدى البعيد الا انه لا يملك حلولا فورية لهذه المشكلة. وتتوقع السطات انخفاض عدد القوى العاملة بحلول العام 2025 بما لا يقل عن عشرة ملايين شخص ما سيؤدي الى بطء اقتصادي وزيادة في النفقات الاجتماعية مع زيادة متوسط الاعمار.
وتوقع تقرير لوكالة quot;اس اند بيquot; صدر في شباط/فبراير الماضي ان يصل دين الدولة في حالة عدم اجراء اصلاحات الى 11,1% من اجمالي الناتج الداخلي العام 2015 والى 585% العام 2050 مع انخفاض نسبة النمو من 4% الى 1,5%.
وفي الوقت نفسه ومع وجود 52,9 مليون مستخدم للانترنت في روسيا، وفقا لدراسة اجراها معهد فوم، فان الطبقة المتوسطة والشبان هما الاقل تاثرا بوسائل الاعلام الرسمية. وقال دلياغين quot;عندما يتعلق الامر بالحياة وليس بالبقاء على قيد الحياة فان الناس يبدأون بالتساؤل عن سبب هذا الكم من عدم المساواة في عالمهمquot;.
التعليقات