يعتقد الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان، أن فضيحة الاغتصاب التي يحاكم بسببها، بعدما فقد منصبه، مدبّرة من قبل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.


ستراوس كان

في كشف جديد ومثير على صعيد الملابسات الخاصة بقضية الاغتصاب، المتهم فيها الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، دومينيك ستراوس كان، في أحد فنادق نيويورك، قالت اليوم تقارير صحافية بريطانية،نقلاً عن أحد الزملاء المقربين من ستراوس- كان، قوله إن المسؤول المالي الرفيع، الذي كان مرشحاً ليكون رئيس فرنسا المقبل كان يعتقد أنه هدف لمؤامرة يرتبها وينظمها رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال هذا الزميل، وهو السياسي الفرنسي كلود بارتولون، إن ستراوس- كان أخبره أن الروس يسعون إلى الإطاحة به من رئاسة صندوق النقد.

وذكرت في هذا السياق اليوم صحيفة quot;ذا صنquot; البريطانية أن ستراوس- كان، الذي يبلغ من العمر 62 عاماً، ويواجه تهماً متعلقةً بمحاولة اغتصاب عاملة نظافة في نيويورك، قد اتهم فرنسا وروسيا بأنهما يقفا وراء مخطط لمنعه من الترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية.

وأوضح بارتولون أن ستراوس كان أخبره بذلك خلال الشهر الماضي. وأوردت الصحيفة عنه في هذا الشأن قوله: quot; قال إن الروس، وبخاصة بوتين، تحالفوا مع فرنسا، كي يقوموا بمحاولات ترمي إلى فصله من صندوق النقد الدولي، لمنعه من الترشح لانتخابات الرئاسة. وقال إنه إذا لم يترك الصندوق على نحو نظيف، فلن يتمكن من إعلان ترشحهquot;.

وتمت مواجهة ستراوس- كان بتهم متعلقة بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والاحتجاز الغادر في أحد فنادق نيويورك قبل بضعة أيام. وتم إطلاق سراحه بكفالة قدرها 600 ألف إسترليني، بعدما قضى 6 ليالي في محبسه. وفي الوقت الذي ينفي فيه كل هذه المزاعم، أكدت الصحيفة أنه يواجه عقوبة الحبس لمدة تصل إلى 25 عاماً، إذا أدين.

وقد رأى متخصصون أن محققين محنكين بدأوا التدقيق لحساب دومينيك ستروس-كان في ماضي عاملة التنظيف التي اتهمته بارتكاب جرائم جنسية، على أمل إسقاط شهادتها وتبرئة مدير صندوق النقد الدولي المستقيل.

وقد تعاقد السياسي الفرنسي مع بنيامين برافمن، الذي يعتبر من ابرز المحامين في الولايات المتحدة، وقد تولى الدفاع عن مشاهير أميركيين عدة. لكن تعاقده مع مجموعة من المحققين الخاصين - وهم مدعون سابقون ومحققون سابقون ومتقاعدون من جهاز اف.بي.آي- لم يحظ باهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام.

وافادت صحيفة نيويورك تايمز ان شركة غيدبوست سوليوشنز التي تعرض خدماتها الامنية والاستخباراتية تعمل لحساب برافمن. ورفض احد محامي ستروس- كان التعليق على هذا الخبر، لكن بعض المتخصصين في هذا المجال يرون ان التعاقد مع محققين خاصين امر عادي لدى المتهمين الاثرياء.

وتكمن مهمة المحققين الخاصين في البحث عن ثغرات في الوقائع التي قدمها المدعي، وكشف كل ما من شأنه إلقاء الشبهات على خادمة التنظيف (32 سنة) من أصل غيني، التي تتهم ستروس-كان بالاعتداء عليها جنسيًا، ومحاولة اغتصابها في 14 أيار/مايو في فندق سوفيتل في مانهاتن.

وأوضح تود هنري من مكتب محاماة يعمل مع محققين خاصين أن هؤلاء سيحاولون quot;معرفة المزيد حول مقدمة الشكوى. ومن هي؟، حيث لا أحد يعرف شيئًا عنها حتى الآنquot;. وقال quot;سيحاولون على الأرجح أن يعرفوا الايام والساعات التي كانت تعمل خلالها، وما اذا كانا (ستروس-كان والخادمة) يعرفان بعضهما بعضًا من قبل، وهل أقاما سابقًا علاقات جنسية أم لاquot; ليثبتوا أنهما كانا يعرفان بعضهما قليلاً على الاقل.

وسيحاول محققو ستروس-كان أيضًا معرفة ما إذا كانت المراة قد اعتقلت في السابق، وهل تتناول المخدرات، او إن كانت مدمنة على الكحول، وكل ما quot;من شأنه أن يسيء الى مصداقيتهاquot;، كما اضاف تود هنري. واعتبر فرانك برس استاذ القانون في معهد الحقوق في نيويورك، ان محققي ستروس-كان قد يذهبون أيضًا إلى غينيا، البلد التي تتحدر منه المرأة، للتحقيق.

وقال quot;انهم سيحاولون معرفة اكبر قدر ممكن من المعلومات عنها. لا احد يعلم ما الذي قد يتم العثور عليهquot;، مضيفًا quot;اذا كانت لديك الامكانيات، و(ستروس-كان) يملكها، فإن المحققين سيفتشون حيثما استطاعواquot;. وسيواجه بنيامين برافمن قيودًا تفرضها قوانين نيويورك لحماية ضحايا الاغتصاب المحتملين، فلن يسمح له على سبيل المثال بالتحدث عن العلاقات الجنسية التي تكون أقامتها المرأة في الماضي.

لكن بإمكان محققيه إمداده بمعلومات خلال محاكمة أو حتى قبلها، إذا حاول مثلاً المساومة حول عقوبة ما. وقد يحاول المحامي إقناع المدعي بالتخلي عن الاتهامات إذا حصل على معلومات محرجة جدًا. ويرى بو ديتل، الذي يعتبر من المحققين النافذين في نيويورك، أنه اذا أثبت محققو ستروس-كان أن الضحية المفترضة قد سبق وهددت رجالاً بالابتزاز وسلبهم أموالهم quot;فإن ذلك قد يؤدي إلى إقفالquot; ملف القضية.

وقد يلجأ فريق محققي ستروس-كان أيضاً إلى أطباء شرعيين لتحليل كل المعطيات المتوافرة، مثل عينات الدم واللعاب، وحتى المني أو آثار جروح. وقال ماثيو غالوزو المدعي السابق، الذي تحول الى ممارسة المحاماة quot;من النادر ان يكون افضل المحققين والخبراء في العالم في خدمة الموكلينquot;.

لكن أسوأ احتمال لفريق دفاع دومينيك ستروس-كان سيكون أن يكتشف أن الضحية المفترضة هي في الواقع مطابقة تمامًا لما قاله عنها محاميها، أي امرأة مهاجرة متواضعة، تقوم بعمل شريف من أجل حياة أفضل في أميركا. وقال تود هنري quot;قد تكون طبيعية تمامًا، وربما ليس هناك ما يؤخذ عليهاquot;.