على خطى laquo;البِدعraquo; الرأسمالية الغربية، حوّلت موسكو رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى رجل خارق، وجعلت من الرئيس ديمتري ميدفديف مساعدًا له، على غرار الرجل الوطواط ومساعده روبن.


ميدفديف يوظف الآي باد لانتزاع القنبلة

صلاح أحمد من لندن: ستخوض روسيا انتخاباتها لاختيار رئيس جديد في العام المقبل. وتتابع أعين المراقبين بشكل خاص رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وlaquo;غريمهraquo; الرئيس ديمتري ميدفديف، لاستكشاف ما إن كان أي منهما ndash; أو كلاهما ndash; سيخوض هذه الانتخابات، ويتربّع على عرش الكرملين حتى عام 2018، رغم الإجماع على أن بوتين هو الرئيس المقبل بلا شك.

تتركز بقعة الضوء على هذه المسألة الآن بشكل خاص، لأن روسيا استيقظت على مسلسل مصوّر جديد، يجعل من بوتين بطلاً خارقًا في فنون الجودو، وميدفديف مساعدًا له على غرار الرجل الوطواط ومساعده روبن.

ورغم أن الجهة التي تقف خلف المسلسل تقول إنه منزّه من الغرض، يقول أولئك المراقبون إنه جزء من حملة رئاسية مقنّعة. وذهب البعض إلى القول إن الكرملين نفسه ربما كان هو الواقف وراء الفكرة.

في موضوع مشابه لمادة الفيلم الأميركي Speed laquo;سرعةraquo; (1994)، من بطولة كيانو ريفز وساندرا بولوك، تُظهر الحلقة الأولى بوتين بعباءة الجودو، وهو ينقذ ركاب حافلة من إنجار قنبلة مخبأة فيه، ومبرمجة على الانفجار، في حال قلّت سرعة الحافلة عن 80 كيلومترًا في الساعة.

وبينما يسرع البطل بوتين بالحافلة، يتلقى مساعدة من مساعده ميدفيديف، الذي يشقّ سترة كان يظهر بها على شكل دب صغير، ثم يستخدم جهاز laquo;آي بادraquo; لانتزاع القنبلة من مكانها قبل أن يلقي بها خارج الحافلة.

ويقول بعض المراقبين إن ظهور بوتين بعباءة الجودو يهزأ من ولعه بفون القتال باليد، وإن استخدام ميدفديف للآي باد يهزأ أيضًا من ولعه بالاختراعات التكنولوجية الحديثة. لكن البعض الآخر يذهب للقول إن هذه السخرية متعمدة لتبديد أي شكوك في أن الرجلين هما اللذان دبّرا أمر المسلسل.

بوتين البطل الخارق أمام المِقود..

تستمر المغامرة.. فتعترض سبيل الحافلة مجموعة من مصاصي الدماء، وهي تهتف laquo;فلننتخب الحكامraquo;، وlaquo;اطلقوا سراح (ميخائيل) خودروفسكيraquo; (كان أثرى أثرياء روسيا، ويقضي عقوبة بالسجن يقال إن الكرملين دبّرها له). فيتصدى لها بوتين في هذا الجزء الختامي ويدحرها.

ونقلت laquo;تليغرافraquo; البريطانية عن سيرغي كالينيك (25 عامًا)، كاتب السيناريو، إن إنجاز الحلقة استغرق أسبوعين، وإنه لم يتلق أي مقابل مادي عنها. وقال: laquo;أردنا تحريك الساحة السياسية الروسية الكئيبة وخلق نوع من الحوارraquo;. وأضاف قوله إن بعض دور النشر رفض التعاون مع فريقه لأن ميدفديف يظهر قزمًا في القصة. وكان الفنانون المشاركون في هذا العمل قد أنتجوا في السابق قصة تسخر من رئيس مجلس النواب الروسي بوريس غريزلوف.

يذكر أن الأسبوع الحالي شهد أيضًا ظهور بوتين في لعبة فيديو على أحد المواقع الروسية على الإنترنت، بطلاً قاهرًا لمخلوقات غريبة تبدو كمصاصي الدماء أيضًا. وسارع المنتقدون الروس إلى القول إن اللعبة laquo;من قبيل فن العلاقات العامة المقصود به تلميع صورته أمام الناخبينraquo;.

وقال أحد هؤلاء: laquo;مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فمن المحتم لنا أن نرى العديد من مغامرات الرسوم الكرتونية الخيالية وألعاب الفيديو التي تمجّد بوتين أو ميدفديف. أعتقد أن هذه فكرة غبيّة تفتقت عنها قريحة (فلاديسلاف سيركوفraquo; (وهو مستشار يعتبر منظّر الكرملين).

.. في لحظات تأمل

كما يذكر أن laquo;إيلافraquo; أوردت قبل حوالي أسبوعين أن بوتين صار موضع تبجيل طائفة نسائية روسية غير مألوفة لأنها تعتبره متقمصاً للقديس بولس، الذي يعتبر في التاريخ المسيحي الشخصية الثانية بعد السيد المسيح.

ونقلت عن مؤسسة الطائفة، التي تسمي نفسها فوتينا، قولها: laquo;تبعًا للكتاب المقدس فقد كان القديس بولس في البدء قائدًا حربيًا وشريرًا آل على نفسه مطاردة عيسى المسيح واضطهاده قبل أن يتوب ويبدأ نشر التعاليم المسيحية هنا وهناك في أرجاء العالم. وفي عصرنا هذا أتى بوتين أيضًا بأفعال شريرة عندما كان عميلاً في laquo;كيه جي بيraquo;.

لكنه ما إن صار رئيسًا حتى تخللته الروح القدس، و بدأ - مثله مثل القديس بولس - يقود قطيعه بحكمة. الأمر شاق عليه، لكنه سينجز مهمته السماويةraquo;.

وترتدي أعضاء الطائفة النسوية زيّ الراهبات، ويصلين من أجل إكمال بوتين مهمته أمام أيقونات الكنيسة الأرثوذكسية التقليدية التي يضعنها حول صورة بوتين. وبدلاً من التراتيل الكنسية المعتادة، تصدح laquo;الراهباتraquo; بالأناشيد الوطنية السوفياتية القديمة.

وعملاً بقيم بوتين، الذي أعلن الحرب على طبقة الأوليغارك الأثرياء، تعيش أولئك النسوة حياة متقشفة، ويكتفين من الطعام بالجزر واللفت والبازلاء والحنطة.