تنظر إدارة اوباما فيإجراء محاكمة عسكرية بالولايات المتحدةلأحد قادة حزب الله المحتجز حالياً في العراق، علّها تقدم حلاً لمشكلة قانونية صعبة بالنسبة لها.

القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق

القاهرة: كشف مسؤولون أميركيون يعملون في قطاع مكافحة الإرهاب عن أن إدارة الرئيس باراك أوباما تفكر في إجراء محاكمة عسكرية بالولايات المتحدة لأحد قادة حزب الله، المحتجز الآن في العراق، مستعرضين بذلك إستراتيجية مقاضاة محتملة سبق لها أن باءت بالفشل، لكنها قد تقدم حلاً لمشكلة قانونية صعبة بالنسبة للحكومة الأميركية.

وفي الوقت الذي لم تتخذ فيه الولايات المتحدة قراراً بهذا الشأن، فإن المسؤولين أوضحوا أن إقامة محاكمة في إحدى القواعد العسكرية الأميركية ربما تكون الوسيلة الأفضل للتعامل مع علي موسى دقدوق، الذي اعتقل في العراق عام 2007.

وسبق أن وُجِّهَت إليه اتهامات تتعلق بارتباطه بالحكومة الإيرانية، وتورطه في إحدى الهجمات التي أسفرت عن اختطاف وقتل أربعة جنود أميركيين في مدينة كربلاء العراقية عام 2007.

ومن الجدير ذكره أنه لم يتم عقد أي لجنة عسكرية على الأراضي الأميركية منذ هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001. وسبق للرئيس جورج بوش أن حاول التحفظ على عدد قليل من الإرهابيين المشتبه بهم في قواعد عسكرية بداخل الولايات المتحدة، لكن كان يتم إطلاق سراح كل معتقل في نهاية المطاف أو يتم نقله إلى محاكم مدنية. بينما قال الرئيس أوباما إنه يدعم اللجان العسكرية بعد التغييرات التي أدخلت عليها وأتاحت للمساجين المزيد من الحقوق، وأكد أنه ينظر إليها على أنها خيار في الحرب التي تخوضها بلاده ضد الإرهاب.

وفي هذا السياق، أشارت اليوم صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية إلى أن إجراء محاكمة عسكرية لدقدوق من المحتمل أن تثير الانتقادات من جانب الليبراليين، الذي يشددون على أهمية المحاكم المدنية، وكذلك من جانب المحافظين، الذين لا يريدون إحضار إرهابيين مشتبه بهم إلى الولايات المتحدة، بغض النظر عن مكان الدعوى.

وفي مقابل ذلك، رفض جون برينان، المستشار لدى إدارة أوباما في مجال مكافحة الإرهاب، أن يجري مناقشات بشأن الخطة التي تعتزم الإدارة تنفيذها بالنسبة لدقدوق. وخلال سؤاله مؤخراً عما إن كانت تفكر الإدارة بشكل عام في عقد لجان عسكرية بالولايات المتحدة، قال برينان :quot; لم أسمع أن أحداً قد استبعد أمر كهذا من قبلquot;.

هذا وقد سبق لإدارة بوش أن خططت لمحاكمة دقدوق في محكمة مدنية أميركية، لكن ذلك لم يتم بعد معارضة الجمهوريين أنفسهم، الذين وجدوا موطئ قدم سياسي في انتقادهم أوباما لرغبته في جلب أشخاص مشتبه في انتمائهم لتنظيمات إرهابية إلى الولايات المتحدة من أجل محاكمتهم. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه من الضروري الآن اتخاذ قرار سريع بهذا الشأن. وفي غضون ذلك، قال نواب جمهوريون بالكونغرس إن دقدوق يجب أن يتم نقله إلى القاعدة العسكرية بغوانتانامو في كوبا، علماً بأنه لم يسبق أن تمت محاكمة أي من عناصر حزب الله هناك.