على مدى 40 عاما، ظل أميركي طليقا بعد جريمة قتل وفرار من السجن واختطاف طائرة. لكن يد العدالة طالته مؤخرا في فيلا أنيقة بالبرتغال وفقا لما أعلنه مكتب التحقيق الفيدرالي laquo;إف بي آيraquo;.


لندن: أفلح الأميركي جورج رايت في الفرار ndash; مع أربعة من زملائه ndash; من سجنه بنيوجيرسي في 1970 بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل. وبعد سنتين على هذا اختطف طائرة بعدما تنكر في زي قسيس، وهكذا نجح في الوصول الى الجزائر.

ورغم أن رفاقه الأربعة أُعيدوا الى العدالة بعد سنوات قليلة، فقد ظل رايت نفسه طليقا حتى الأسبوع الحالي. فيوم الاثنين ألقت السطات البرتغالية القبض عليه بطلب من الحكومة الأميركية، ويقول كمتب التحقيقات الفيدرالي laquo;إف بي آيraquo; الآن إنه تقدم اليها بطلب رسمي لترحيله الى الولايات المتحدة.

كان رايت قد أدين العام 1962 بقتل مالك محطة وقود للسيارات في وول، نيوجيرسي، وصدر بحقه حكم بالسجن 30 عاما في معتقل باي سايد، ليسبيرغ، بالمقاطعة نفسها. فأمضي منها 8 أعوام قبل أن يتمكن من الهرب مع أربعة من رفاقه.

وقال laquo;إف بي آيraquo; إن رايت انخرط بعد ذلك في صفوف laquo;جيش التحرير الأسودraquo; السرّي. وفي 1972 اختطف مع رفاقه الأربعة طائرة تابعة لخطوط laquo;دلتا ايرلاينraquo; كانت في رحلة لها من ديترويت الى ميامي. وقالت التقارير الإعلامية إن رايت، الذي كان في التاسعة والعشرين من عمره وقتها، تنكر في زي قسيس وأطلق على نفسه اسم laquo;إل بيرجيسraquo;.

وسمح رايت وبقية الخاطفين بهبوط الطائرة في ميامي حيث طلبوا مبلغ مليون دولار فدية لإطلاق سراح الركاب وعددهم 86 شخصا، وهو ما حدث فعلا. ثم وجهوا الطائرة الى بوسطن حيث زودوها بالوقود وانضم شخص آخر الى طاقم القيادة بناء على طلبهم. ومن هناك طارت بهم الى الجزائر. وهنا أعادت السلطات الطائرة ومال الفدية الى السلطات الأميركية لكنها سمحت للخاطفين أنفسهم بالبقاء على أراضيها، فغادروها بعد حين الى فرنسا.

وفي 1976 أفلحت السلطات الفرنسية في إلقاء القبض على زملاء رايت الأربعة فحوكموا وأدينوا. لكن رايت نفسه ظل طليقا مطلوبا من القانون. ولفترة 25 عاما ظلت قضيته laquo;مجمّدةraquo; وإن كانت غير منسيّة.

وبعد انقضاء هذه الفترة شكلت نيوجيرسي قوة خاصة لتعقب المجرمين الفارين وكان على رأسهم رايت. وبالتعاون مع laquo;إف بي آيraquo; تنصتت على مكالماته الهاتفية مع أفراد أسرته ومعارفه داخل الولايات المتحدة في محاولة لتعقب مصادرها وبالتالي مكان اختبائه.

وكان بين الأماكن المحتملة عنوان في البرتغال لم يثر الانتباه كثيرا في بادئ الأمر. لكن التعاون مع السلطات البرتغالية أثمر شيئا مهما بعد مراجعة هذه الأخيرة خزائن معلوماتها الإلكترونية.

والواقع أن رايت ارتكب خطأ بإغفاله تغيير مظهره أو بصمات أصابعه، وكان هذا هو المنفذ الذي ظلت السلطات الأميركية والبرتغالية تبحث عنه. ويوم الاثنين طرق رجال الشرطة باب مسكنه في بلدة سينترا الجميلة قرب لشبونة فأسدلوا ستار الختام على فصل طويل في تاريخ الإجرام الأميركي.