لومارس: سيقرر الناخبون الجمهوريون في ايوا (وسط) الثلاثاء ما اذا كانوا يرغبون في ان يواجه المرشح المرجح ميت رومني الرئيس باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفبمر 2012، لتنطلق بذلك عملية انتخابية ماراتونية تنتقل من ولاية الى اخرى حتى الصيف المقبل.

ويتواجه سبعة مرشحين رئيسيين في الانتخابات التمهيدية الجمهورية هم: ميت رومني، رون بول، ريك سانتوروم، نيوت غينغريتش، ريك بيري، ميشال باكمن وجون هانتسمن. لكن هذا الاخير قرر عدم خوض الانتخابات في ولاية ايوا الريفية الصغيرة مركزا جهوده على نيوهامشر (شمال شرق) حيث سيجري الاقتراع في العاشر من كانون الثاني/يناير.

والهدف المشترك لجميع المرشحين هو اخراج الرئيس الديموقراطي من البيت الابيض من خلال اثارة غضب الناخبين المحافظين ازاء اقتصاد مأزوم وبطالة يبلغ معدلها 8,6%.

وتتوجه الانظار في البلاد باجمعها الى ايوا. لكن قلة من المواطنين فقط ستقرر اذ ان ما بين 120 و150 الف ناخب جمهوري من هذه الولاية سيدلون باصواتهم في مجالس كبار الناخبين (كوكوس) البالغ عددها 1774.

وهذه المجالس تشبه اجتماعات حي يحق لكل فرد الادلاء بصوته. واثناء الquot;كوكوسquot; بامكان المرشحين ان يأتوا بانفسهم ليتوجهوا الى الناخبين او ان يمثلهم انصار يكونون من المتطوعين او المسؤولين المحليين.

وميت رومني هو المرشح الجمهوري المرجح وكان سبق ان ترشح في 2008 واحتل المرتبة الثانية قبل اربعة اعوام. اما هذه المرة فقد قام بحملة اكثر هدوءا في ايوا. لكن مع اقتراب الاستحقاق كثف من جهوده في الايام الاخيرة لدى الناخبين في هذه الولاية.

وافاد استطلاع للرأي لquot;دي موين ريجسترquot; نشر السبت وشمل 602 ناخب جمهوري سيصوتون في ايوا، ان ميت رومني يحتفظ بموقعه كمرجح بفارق ضئيل مع 24% من نوايا التصويت.

من جهته ريك سانتوروم يتقدم بخطى كبيرة وقد احتل الموقع الثاني مع 21% من نوايا التصويت، بحسب هذا الاستطلاع الذي اجري بين الثلاثاء والجمعة. وهو يتقدم على رون بول الذي نال 18%.

وبحسب هذا الاستطلاع ايضا، فان 41% من الاشخاص الذين شملهم يؤكدون انهم قد يغيرون رايهم، ما يشير الى التردد السائد لدى الفريق الجمهوري.

وقد تكثفت الحملة الانتخابية منذ ايام عدة مع مرشحين ناشطين ينظمون لقاءات تقليدية في محاولة لاقناع المترددين.

ولا يوفر المرشحون ايا من الاماكن من فنادق ومقاه ومطاعم ومكتبات وحتى متاحف ليعبروا عن مواقفهم في محاولة اخيرة.

والسبت دعا ريك بيري وريك سانتوروم اللذان يأملان كسب اصوات هؤلا الناخبين الذين يحسمون رايهم في اخر دقيقة، الجمهوريين في ايوا الى عدم quot;التركيزquot; على شخص واحد، ملمحين بذلك الى ميت رومني الذي لقي صعوبة في اثارة حماسة الشريحة المحافظة في الحزب الجمهوري.

لكن تحقيق الفوز في ايوا لا يضمن الحصول على ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، بل يزيد من فرصه. اما الهزيمة فيمكن ان يكون تأثيرها كبيرا.

ففي 2008 فاز باراك اوباما لدى الديموقراطيين في مجالس كبار الناخبين في ايوا قبل ان يخسر الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر امام منافسته انذاك هيلاري كلينتون. وبعد معركة طويلة ومضنية تمكن من انتزاع الفوز بترشيح حزبه ثم هزم الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الرئاسية.

لكن في المقابل فاز مايك هكابي لدى الجمهوريين بquot;كوكوسquot; ايوا قبل ان ينهار بعد ذلك تاركا المجال حرا امام جون ماكين.

وبعد ايوا ونيوهامشر في العاشر من كانون الثاني/يناير، ستجرى انتخابات تمهيدية في كارولاينا الجنوبية في 21 كانون الثاني/يناير ثم في فلوريدا في 31 منه. وفي السادس من اذار/مارس ستحسم عشر ولايات موقفها في يوم معروف بquot;الثلاثاء الكبيرquot;.

وستتواصل الانتخابات التمهيدية وquot;الكوكوسquot; حتى الصيف ولو عرف اسم الفائز قبل ذلك. لكن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيعقد في تامبا بولاية فلوريدا من 27 الى 30 اب/اغسطس سيعلن رسميا المرشح الجمهوري الذي سيواجه الرئيس باراك اوباما المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.