الكونتيسة صوفي مع زوجها إيرل ويسيكس الأمير أندرو

درج أفراد العائلة المالكة البريطانية على تلقي مختلف الهدايا من رؤوس الدول وكبار مسؤوليها. ورغم أن هذه الهدايا تعتبر رسميا مملوكة للأمة، فقد أثار تقديم القصر الملكي البحريني مجوهرات لعقيلة الأمير أندرو حفيظة البريطانيين الذين نظروا اليها في إطار أحداث laquo;ربيع العربraquo;.


لندن: تُثار في بريطانيا ضجة إعلامية صاخبة حول قبول صوفي عقيلة الأمير أندرو (كونتيسة ويسيكس) مجموعتين من المجوهرات قُدمت لها من القصر الملكي في المنامة في مناسبتين منفصلتين مؤخرا. ويستند غضب المنتقدين الى الأحداث التي شهدتها البحرين في خضم laquo;ربيع العربraquo; والأنباء التي تواترت عن مواجهة المحتجين بالعنف الزائد عن اللازم.

وتبعا لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo;، التي كانت واحدة من عدد كبير من الصحف أوردت النبأ، فقد تلقت الكونتيسة هداياها خلال زيارة رسمية لها إلى المنامة الشهر الماضي مع زوجها الأمير اندرو.

وكانت هذه الهدايا تتألف من مجموعتين من الجواهر: الأولى مقدمة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والثانية من رئيس وزرائه الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، اللذين قدما هدايا ايضا للأمير اندرو، ايرل ويسيكس.

ورُفع النقاب عن هذه الهدايا يوم الجمعة في قائمة العطايا المقدمة لأفراد العائلة المالكة البريطانية، والمنشورة وفقا لما يقتضيه قانون البلاد. وتصدر الوزير السابق بوزارة الخارجية، دنيس ماكشين، ركب المنتقدين فتحدث بلهجة متشددة إزاء ما شهدته البحرين من أحداث دامية.

وقال إن على الأمير وعقيلته بيع ما تلقياه من القصر الملكي البحريني في المزاد العلني والتبرع بأموالها لأسر ضحايا ربيع العرب سواء داخل البحرين أو خارجها.

وأشارت الصحافة البريطانية الى أن ملك البحرين نفسه أمر بإعداد تقرير مستقل في أحداث بلاده، وأقر بعده بأن السلطات لجأت الى العنف الزائد والتعذيب والقصاص الفوري في تعاملها مع المطالبين بالديمقراطية واقتسام السلطة في البلاد. وأوضح رغبته في ألا يرى تكرارا للمعاملة القاسية من جانب قوات الأمن لأي مواطن وأنه لن يقبل أيضا بسوء معاملة السجناء. ويذكر أن الغرب يعد البحرين ضمن أكبر حلفائه في الشرق الأوسط، وأن البلاد تستضيف الأسطول الأميركي الخامس.

وكان الملك حمد قد زار العاصمة البريطانية الشهر الماضي أيضا لمباحثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وعدد من وزرائه دارت حول ما يمكن ان تقدمه بريطانيا من مساعدة في اصلاح النظامين الأمني والقضائي ببلاده. وكانت علاقات المنامة ولندن قد توترت بعدما انتقدت هذه الأخيرة ردة الفعل البحرينية إزاء المتظاهرين. وساءت الأمور إثر منع السفير البريطاني من التواصل مع الوزراء البحرينيين بسبب هذه الانتقادات وأيضا لكونه على اتصال منتظم مع رموز المعارضة.

الملك حمد مع الملكة البزابيث بقصر باكينغهام الشهر الماضي

ورغم أن تفاصيل هدايا قصر البحرين الملكي للزائريْن البريطانيين لم تكشف بعد، فقد قالت الصحافة إنها تشمل ساعة وقلما للأمير الزائر إضافة الى سجادة حريرية قدمها له الأمير سلمان ولي العهد. وكانت هدية هذا الأخير للكونتيسة كأسا من الفضة المطعمة باللؤلؤ.

يذكر أن أفراد العائلة المالكة البريطانية يتلقون مختلف الهدايا من رؤوس الدول وكبار مسؤوليها. لكنها - بموجب القانون البريطاني - لا تعتبر مملوكة لهم وإن كان يحق لهم استعمالها طوال حياتهم. وبعد الوفاة، تعود هذه الهدايا الى laquo;المجموعة الملكيةraquo; التي تضم نفائس قُدمت للقصر على مدى أكثر من خمسة قرون. وتشرف على هذه المجموعة laquo;الأمانة الملكيةraquo; التي تحفظها laquo;نيابة عن الأمةraquo;.

على أن قبول هذه الهدايا يخضع لإرشادات صارمة يرد منها ما يلي: laquo;يتعين قبل تسلم الهدية النظر بعناية الى مانحها، والأسباب التي حدت به لتقديمها، والمناسبة التي استدعت ذلك، إضافة الى طبيعة الهدية نفسهاraquo;. وفي هذا الإطار فإن الزيارات الملكية الخارجية تتم بالتنسيق التام مع وزارة الخارجية - ممثلة للشعب البريطاني - والاتفاق بين الطرفين حتى على أدق التفاصيل.