تظهر نتائج استطلاع للرأي نفذته quot;إيلافquot; أن معظم الإماراتيين يؤيدون ضرب إيران عسكريا لمنعها من امتلاك السلاح النووي، لكن في المقابل هناك من يعتقد أن الدبلوماسية هي الطريقة المثلى لمعالجة الأزمة لأن الحرب ستكون عواقبها وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.


دبي: استطلعت quot;إيلافquot; آراء عينة كبيرة من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة حول سؤالين يشكلان حديث الساعة في منطقة الخليج العربي الآن وهما: هل تؤيد فكرة تحول دول مجلس التعاون الخليجي الست من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة؟، وهل تؤيد ضرب إيران عسكريا حتى تتخلى عن امتلاك السلاح النووي، أم أن هناك سبلا أخرى يمكن اتباعها لحل تلك المشكلة الخطيرة؟.

وأسفرت نتائج الاستطلاع عن عدم وجود اتفاق بين الإماراتيين حول السؤال الأول الذي حمل فكرة quot;تحول دول الخليج من التعاون إلى الاتحادquot;، فالفريق المؤيد لذلك الطرح يرى أهمية حيوية في اتحاد دول الخليج وتكوين جيش خليجي موحد وتبني سياسة واحدة وصوت واحد حتى يمكن لأعضاء ذلك الاتحاد أن يمتلكوا القدرة الكافية لمواجهة كافة الأخطار المحدقة بهم، وخاصة مواجهة الخطر الإيراني الذي يحاول العبث دائما بأمن واستقرار دول المنطقة.

وفي المقابل، يرى الفريق المعارض أن فكرة تكوين اتحاد خليجي قد لا تنجح لعدة أسباب من بينها وجود عدد من الخلافات الجوهرية بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، موضحين أن بعض تلك الخلافات خاصة الحدودية منها يجب حلها أولا قبل المضي قدما نحو مرحلة الاتحاد، وأضافوا أنه قد يحدث اختلاف أيضا حول الدولة التي سترأس هذا الاتحاد وتتولى إدارة شؤونه داخليا وخارجيا ومدى صلاحيات كل دولة في ظل الاتحاد.

هذا وقد أوضحت نتائج العينة التي تم استطلاع رأيها عن السؤال الثاني الخاص بـ: هل هناك حاجة ماسة لضرب إيران عسكريا للتخلي عن السعي إلى امتلاك السلاح النووي؟ إن معظم الإماراتيين يؤيدون ضرب إيران عسكريا لمنعها من امتلاك السلاح النووي، لافتين إلى ضرورة بناء حائط صدّ صاروخي quot;درع صاروخيquot; على طول السواحل الغربية للخليج العربي لصد ومنع أي صاروخ قد تطلقه إيران من النزول في أراضي دول الخليج.

حاملة طائرات أميركية في منطقة الخليج

وأشاروا إلى ضرورة تدمير إيران قبل أن تصل لغايتها وتمتلك السلاح النووي الذي إن استطاعت الحصول عليه، فلن يمكن لدول الخليج أن تقف أمامها أو تواجهها، الأمر الذي يشكل خطرا بالغا حينئذ على أمن الخليج واستقراره.

فيما يرى البعض الآخر أن ضرب إيران حاليا قد يعود بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة، موضحين أن بدء حرب جديدة في المنطقة قد يؤدي إلى تدمير الحياة فيها إذا أطلقت طهران صواريخها تجاه دول الخليج. وقالوا إنه ينبغي اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية وممارسة المزيد من الضغوطات على إيران وفرض المزيد من العقوبات لحثها على التوقف عن امتلاك السلاح النووي.

وفي التفاصيل، نعرض لآراء بعض من أفراد العينة من المواطنين الإماراتيين الذين استطلعت quot;إيلافquot; موقفهم حول السؤالين سالفي الذكر على سبيل المثال وليس الحصر.

الاتحاد الخليجي

حيث ذكر مطر عبدالله quot;موظف حكوميquot; أن اتحاد دول مجلس التعاون أو تحالفهم سيعود بفائدة كبيرة على شعوب المنطقة، كما سيشكل ذلك الدرع الواقي لمواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون. مؤكدا ضرورة التكاتف والتجانس والوحدة بين دول التعاون الست في عالم اليوم الذي يحتاج إلى التكتلات من أجل درء الأخطار والاستمرار بقوة على الصعيد العالمي.

وأشار سلطان يوسف quot;مدير شركة تجاريةquot; إلى أن بناء اتحاد خليجي سيعيد التوازن في منطقة الخليج من جديد ويعطى الغلبة والسيطرة لدول التعاون في مواجهة الخطر والمد الشيعي الإيراني في المنطقة، مضيفا أنه لا ينبغي على دول الخليج أن تكون متحدة فقط إنما يجب عليها أيضا أن تسعى إلى امتلاك السلاح النووي لتردع به إيران ومن يقف إلى جانبها من ناحية، ولكي توقف كل محاولات طهران الفاشلة لإثارة الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطني دول الخليج من ناحية أخرى.

أحد اجتماعات دول مجلس التعاون

وأوضح يوسف أن تحقيق وحدة على شاكلة الاتحاد الأوروبي يمكن أن تقدم المزيد من التقدم والإنجازات لدول مجلس التعاون الخليجي، لاًفتا إلى أن هذا الاتحاد لن يمسّ استقلالية دول المجلس أو قوانينها حيث سيكون هناك اتحاد سياسي واقتصادي ودفاعي يمكنه أن يحقق الاحتياجات الاستراتيجية لدول التعاون، وذلك دون الحاجة إلى مساعدة جيوش الدول الأجنبية.

وأشار محمد سالم quot;مدير تقنيquot; إلى أنه من الصعب تحول دول مجلس التعاون إلى مرحلة الإتحاد، موضحا أن كل دولة من دول المجلس لها حدودها المستقلة وثرواتها ومصالحها الخاصة بها وتوجهاتها، وأنه من غير الوارد أن تتجانس أفكار ومصالح دول المجلس الست، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن تتوصل دول المجلس إلى ذلك التجانس دون حل الكثير من الخلافات الحدودية بالأساس والتي ما زالت عالقة بين بعض من دول المجلس.

وقال سالم إنه لابد كذلك أن يتم التحول نحو الاتحاد بشكل تدريجي، وليس فجائيا بحيث يتم أولا الاتفاق على إقرار عملة خليجية موحدة وعمل اتحاد جمركي واحد ثم شيئا فشيئا يأتي الاتحاد.

ضرب إيران عسكريا

وعن إمكانية ضرب إيران عسكريًا، قال راشد عبيد quot;مدير ماليquot; إنه لابد من ضرب إيران عسكريا، لأنه لو تم منح مزيد من الوقت لها فسوف تقوم بتصنيع القنبلة الذرية ومن ثم يمكنها أن تهدد دول الخليج وأن تستغل امتلاكها ذلك السلاح أسوأ استغلال، ليس عسكريا فقط ولكن سياسيا وأمنيا أيضا.

مضيفا أن إيران التي تمثل خطرا كبيرا على دول الخليج وتدخلا في أمنها حاليا دون أن تمتلك السلاح النووي بعد ستكون أكثر شراسة وتدخلا في أمن المنطقة واستقرارها إن استحوذت على السلاح النووي، حيث إنه إذا حان ذلك الوقت فلن يكون هناك أي رادع يمكنه إيقاف إيران وغطرستها ومدها الشيعي الخطير.

وفي المقابل، أوضح جاسم عبدالعزيز quot;رجل أعمالquot; أنه يجب تنحية استخدام الخيار العسكري مع إيران جانبا لأن المنطقة لا تحتمل تدخلات عسكرية جديدة بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، مشيرا إلى أن أي هجوم على إيران قد يقابله رد فعل تخريبي من قبلها تجاه دول المنطقة، الأمر الذي سيضطر دول الخليج إلى الرد على طهران، ومن ثم قد تدخل المنطقة في حرب طويلة تقضي على الأخضر واليابس فيها. وأضاف أنه حتى لو تم ضرب طهران عسكريا فقد تتمكن من الاستحواذ على السلاح النووي في حالة إنشائها معامل نووية تحت الأرض أو في الجبال، داعيا إلى ضرورة اللجوء للحلول الدبلوماسية وتفعيلها لتحجيم إيران وخطرها.