اثار وصول أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى تونس ردود فعل متفاوتة الحدة في الشارع بين مرحب بهذه الزيارة quot;الحدثquot; ويأمل في غد يحمل العديد من الاستثمارات التي سيفرزها التعاون الثنائي بين البلدين، وبين رافض لهذه الزيارة وخلفياتها السياسية التي يلفها غموض أثار حفيظة العديد من القوى السياسية.

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي غداة استقباله أمير قطر يوم الجمعة

تونس: تصاعدت موجة الانتقادات لما اعتبر تدخلا من الدوحة في شؤون تونس، حيث دعا عدد من الناشطين الحقوقيين إلى تنظيم وقفة مساء الجمعة أمام سفارة قطر احتجاجا على هذه الزيارة، كما خرج عدد من المواطنين التونسيين في بعض المدن ليلتي الخميس والجمعة في تظاهرات احتجاجية.

فمنذ إعلان وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، والناطق الرسمي باسم الحكومة الموقتة سمير ديلو، مساء الخميس، أن أمير قطر سيشارك في الذكرى الأولى لثورة 14 كانون الثاني (يناير) استنكر تونسيون الأمر على خلفية أن دولة قطر منحت لصخر الماطري صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حق اللجوء اليها.

شبهات حول الزيارة

في هذا السياق، رأى المحلل السياسي الأستاذ نافع الزريبي أن هذه الزيارة تحمل في طياتها عدة أبعاد يجب التعامل معها بحذر شديد خاصة إذا حاولت دولة قطر التدخل في الشؤون السياسية لتونس.

ولفت الى انها غير مقبولة لا من ناحية التوقيت ولا من ناحية المغزى.quot;
واعتبر ان quot;الزيارة محاولة من حركة النهضة ودولة قطر لفرض أجندة السياسة الأميركية وتغليب كفتها على كفة الدول الأوروبية الحليف التقليدي والشريك الاستراتيجي لتونس.quot;

وحذر من انها quot;استراتيجية تستهدف الى جانب تونس كلا من ليبيا والجزائر في محاولة للسيطرة على المغرب العربي،quot; موضحا ان الشعب التونسي عانى الويلات من جراء سياسة بن علي الظالمة وهو اليوم غير مستعد لتحمل تبعات ميول سياسية جديدة.quot;

كما دعا quot;حركة النهضة الى التفاوض مع القطريين حول إعادة أموال الدولة التونسية التي نهبها صهر الرئيس المخلوع بدل استقطابهم.quot;

ترحيب بقطر واستثمارتها

وعلى الجهة المقابلة، يرى الإعلامي في إذاعة quot;الجوهرةquot; علي خلولي أنه من الضروري انتظار نهاية الزيارة وما ستفرزه من اجل للحكم على النتائج.

فالمهم في نظره أن تكون هناك مشاريع تعاون عاجلة على الأقل تستفيد منها المرأة في تونس على خلفية زيارة الشيخة موزة بعيدا عن الوعود و البروتوكولات الوهمية لان تونس اليوم في حاجة إلى كل من يريد مدّ يد المساعدة.

واعتبر ان quot;كما كان لبن علي ونظامه حلفاء في السياسة الخارجية، فمن حق الحكومة الجديدة أن تختار حلفاءها لكن دون المساس من سيادة و استقلال البلاد.quot;

وفي تصريح لـ(إيلاف)، رحب عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي الديمقراطي الدكتورعبد المجيد مسلمي بزيارة الامير القطري quot;لمشاركة الشعب التونسي فرحته، الذي يعول كثيرا على التعاون بين البلدين وتدعيم الاستثمارات القطرية في تونس في المرحلة القادمة.quot;

وأكد أن القطيعة التي كانت قائمة في العهد السابق وأيام حكم بن على بين الدولتين بسبب قناة الجزيرة يجب أن تزول اليوم.

ومن جهته، رأى عضو المجلس الوطني التأسيسي احمد نجيب الشابي، ان الزيارة القطرية من شأنها أن تعمق التوجه الاستثماري في تونس بعد الثورة وتمتّن علاقات التعاون والتآخي بين البلدين، داعيا الى عدم تسييس هذه الزيارة.

اذ طالب الا تأخذ الزيارةquot; شكل المكافأة على وقوف قطر إلى جانب حركة النهضة الفائزة في انتخابات المجلس الوطني.quot;

ولفت الى أن زيارة أمير دولة قطر إلى تونس يجب أن تكون مبنية على فرض المسافة بين دولة قطر والسياسات الحاكمة في تونس،quot; منبها قطر من quot;محاولة التدخل في الشأن السياسي لتونس لان ذلك لن يقبل به التونسيون بأي حال من الأحوال.quot;

ويعد امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني من ابرز المدعوين للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الأولى للثورة التونسية، بينما كانت قطر اول بلد اجنبي يزوره الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي بعد فوز حركة النهضة في انتخاب المجلس التأسيسي في 23 تشرين الاول/اكتوبر في تونس.

وخلال زيارة امير قطر، سيتم توقيع تسع مذكرات تفاهم بين البلدين في قطاعات تكرير النفط والكهرباء والتعاون المصرفي في دلالة على تنامي اهمية العلاقات بين البلدين.

وواجهت حركة النهضة خصوصا خلال حملتها الانتخابية اتهامات بتلقيها تمويلا من بلدان الخليج لكن الحزب نفى ذلك باستمرار.