حذرت الداخلية العراقية من تفعيل التنظيمات المسلحة لقواها وخلاياها النائمة خدمة لمشاريع الأقلمة والإقتتال الطائفي وقالت إن الإرهاب يحاول استغلال الأزمة السياسية الحالية لضرب الاستقرار الأمني واختبار قدرة الأجهزة الأمنية بعد انسحاب القوات الأميركية وجاهزية القوات الأمنية لمسك الملف الأمني.

عراقيون بالقرب من انفجار مفخخة في الرمادي

بغداد: أعلنت الحكومة التشيكية إلغاء زيارة كان سيقوم بها الى براغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد أعمال العنف في بلاده.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية اليوم الاثنين في أعقاب إحباط الأجهزة الامنية هجمتين مسلحتين في محافظتي الأنبار وصلاح الدين غرب البلاد اوضح انهما استهدفتا ايقاع عدد كبير من القتلى بين المواطنين وإشاعة الفوضى والخوف بين ابناء المحافظتين .. قال quot;ان الإرهاب يحاول استغلال الازمة السياسية الجارية في البلاد لضرب الإستقرار الأمني واختبار قدرة الأجهزة الأمنية بعد انسحاب القوات الأميركية وتأكيد المسؤولين الأمنيين على جاهزية القوات الأمنية لمسك الملف الأمنيquot;.

وحذر في تصريح صحافي تلقته quot;ايلافquot; من أن التنظيمات الإرهابية تستجمع قواها وتفعّل خلاياها النائمة في محاولة للإيحاء بأنها قادرة على تحقيق أهداف سياسية تخدم مشاريع الأقلمة والاقتتال الطائفي خصوصاً وأن هذه العمليات الإرهابية جاءت بعد سلسلة من الاعتداءات الانتحارية ضد زوار الإمام الحسين في المدن الجنوبية البطحاء والبصرة وبابل.

وكان مجلسا محافظتي الانبار وصلاح الدين قد قرّرا مؤخرا التحوّل الى إقليمين مستقلين اقتصاديا واداريا.

وأشار الى quot;أن هذه العمليات عرّت الذرائع السابقة التي كان يتذرع بها الإرهاب في استهدافه المواطنين العاديين والبنى التحتية عندما كان يدعي مقاتلة قوات الاحتلال أما الان وبعد أن انسحبت القوات الأجنبية ولم يبقَ إلا القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة تحمي أمن البلاد وسيادتها فإن هذه الإعتداءات تؤكد المخطط الطائفي العدواني الرامي الى إشاعة الفوضى والإحتقان الطائفي تمهيداً لمشروع أخطر وهو ضرب وحدة البلاد والعودة بها الى الصراع الطائفيquot;.

وقال إن يقظة طبقات الشعب وشيوخ العشائر ورجال الدين كفيلة بإحباط الأهداف الجديدة - القديمة ولذلك فإن quot;الأجهزة الأمنية تعاهد أبناء الشعب العراقي في كل جزء من أرض العراق أنها ستبقى سدّا منيعا يصون وحدة البلاد وسلامتها واستقرارها وأنها مستعدة لكل التضحيات في هذا السبيل وأنها تطمئن المواطنين إلى أن هذه الجهود البائسة ستبوء بالفشل كلما ازداد وعي أبناء الشعب وتعاونه وتلاحمه مع الأجهزة الأمنيةquot;.

وكان عشرة اشخاص قتلوا عندما اقتحم مسلحون يستخدمون أحزمة ناسفة، مبنى للشرطة يضم وحدة لمكافحة الإرهاب في مدينة الرمادي (110 كم غرب بغداد) أمس . وجاء الهجوم في محافظة الانبار التي يغلب السنة على سكانها في أعقاب تفجيرات وقعت على مدى أسابيع مستهدفة الشيعة بعد اندلاع أزمة سياسية تهدد بانهيار الحكومة الائتلافية وأثارت مخاوف من تجدد العنف الطائفي.

ففي الرمادي، تحصّن ستة من الإرهابيين في بناية قائمقامية المدينة قيد الإنشاء. بعدما فجروا عجلة مفخخة قرب سيطرة تابعة للصحوة ، ودراجة نارية مفخخة قرب الجامع الكبير حيث كان الهدف هو تهريب إرهابي خطير يدعى غانم هاشم كانت القوات الأمنية قد جلبته الى الرمادي من منطقة هيت ، وأسفرت العملية عن قتل الإرهابيين الستة وإعادة اعتقال الإرهابي المشار اليه فيما استشهد في العملية ثلاثة مدنيين وسبعة عناصر من الشرطة وجرح خمسة مدنيين.

أما في صلاح الدين شمال غرب بغداد فقد فجّرت الشرطة سيارة مفخخة كان يقودها إنتحاري فيما أوقف شرطي سيارة مفخخة شك فيها وأطلق عليها النار فانفجرت لتودي بحياته شهيدا كما فككت الشرطة عبوة ناسفة كانت تستهدف مدير مجاري المحافظة.

وشهدت الرمادي وهي عاصمة محافظة الانبار بعضا من أسوأ اعمال العنف اثناء ذروة الحرب التي اعقبت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003. لكن شيوخ عشائر الانبار وآلاف المسلحين السنة تحولوا ضد تنظيم القاعدة وشكلوا مجالس الصحوة التي انضمت إلى القوات الاميركية في مواجهة مسلحي تنظيم القاعدة.

وجاء الهجومان بعد يوم من مقتل اكثر من 50 شخصا واصابة ما يزيد على 100 في هجوم على زوار شيعة عند نقطة تفتيش للشرطة في مدينة البصرة في جنوب العراق حيث زاد التوتر في العراق في الاسابيع الاربعة الاخيرة بعد انسحاب القوات الاميركية ودخول البلاد في ازمة سياسية اتخذت طابعا طائفيا خطيرا.

تشيكيا تعلن اعتذار المالكي عن زيارتها

أعلنت الحكومة التشيكية أن رئيس الوزراء نوري المالكي اعتذر عن زيارتها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد أعمال العنف في البلاد وقالت إن وفدا عراقيا سيزورها نهاية الأسبوع المقبل برئاسة نائبه حسين الشهرستاني للإطلاع على الطائرات المقاتلة التشيكية (L159) وبحث سبل تطوير أنابيب النفط وعمل المصافي العراقية.

وقال المتحدث باسم الحكومة التشيكية ييرجي بيس إن المالكي اعتذر عن رئاسة وفد رفيع المستوى لزيارة براغ في الثالث والعشرين من الشهر الحاليquot; مبينا أن quot;اعتذار المالكي كان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد وتصاعد أعمال العنفquot; كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز العراقية.

وأضاف بيس أن الوفد سيزور تشيكيا في الموعد المقرر برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ومشاركة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية روز نوري شاويس ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي بهدف تفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأشار المتحدث باسم الحكومة التشيكية الى ان وزير الدفاع التشيكي الكسندر فوندرا سيطلع نظيره العراقي على الطائرات المقاتلة التشيكية (L159)quot; لافتا إلى أن الوفد العراقي سيتناول مع حكومته سبل تطوير أنابيب النفط وعمل المصافي.

وكان المالكي أعلن في العاشر من الشهر الحالي أنه سيبدأ نهاية الشهر الحالي على رأس وفد وزاري كبير بزيارة رسمية إلى تشيكيا تستمر ثلاثة أيام مبينا أن الزيارة ستتضمن التباحث مع المسؤولين التشيك حول العديد من القضايا الاقتصادية والاستثمارية والتدريب المدني وسبل تطوير العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات المختلفة.

وكان وزير الدفاع التشيكي الكسندر فوندرا أكد خلال زيارته العراق في أيار (مايو) الماضي أن الحكومة العراقية وقعت اتفاقية على تجهيز القوات المسلحة العراقية بطائرات تدريبية تشيكية نوع نوع 159L و24 طائرة مقاتلة لافتا إلى أن المقاتلات التشيكية غير خارقة للصوت وهي اقل ثمنا من المقاتلة الأميركية F16 التي تعتبر خارقة للصوت.

ويأتي إلغاء زيارة المالكي لبراغ فيما تشهد بلاده انهيارا أمنيا وأزمة سياسية تهدد بتفجر العنف الطائفي وانهيار الحكومة الائتلافية بين السنة والشيعة والأكراد. وتزايدت حدة التوتر بعد ان سعت حكومة المالكي لاعتقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي القيادي في الكتلة العراقية ما اثار أزمة سياسية في البلاد بعد ايام من رحيل آخر القوات الأميركية عن العراق أواخر الشهر الماضي.

ويقول المالكي إن الاتهامات الموجهة للهاشمي بإدارة فرق إعدام هي اتهامات قضائية وليست لها اي دوافع سياسية لكن الهاشمي الذي أنكر الاتهامات رفض العودة إلى بغداد من اقليم كردستان في شمال العراق قائلا إنه لا يمكن أن تتاح له محاكمة عادلة في العاصمة.

وأمس قال متحدث باسم مجلس القضاء الاعلى إن الهيئة العامة في محكمة التمييز الاتحادية رفضت طلب الهاشمي نقل قضيته الى كركوك وقررت إبقاءها في بغداد الأمر الذي سيتيح للسلطات محاكمته غيابيا.

ويتفاوض القادة السياسيون حاليا من اجل انعقاد مؤتمر وطني عام يضم جميع القوى السياسية وقرروا عقب لقاء امس الاحد عقد اجتماع اخر الاحد المقبل لكنهم لم يتفقوا على تحديد موعد او مكان او الاعلان عن اي تفاصيل بشأن المؤتمر.

وقد تتيح المفاوضات استمرار بقاء الحكومة، لكن الخلافات الجوهرية عطلتها عن اتخاذ قرارات بشأن قضايا هامة مثل اختيار وزيري الدفاع والداخلية وانجاز قانون النفط الحيوي منذ تشكيلها اواخر عام 2010.