رسالة أميركا إلى إيران تساهم في تهدئة التوتر

كشف مسؤولون أميركيون وإيرانيون عن أن الرسالة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إيران ساهمت في تهدئة التوتر حول مضيق هرمز، الممر الرئيس للتجارة النفطية، والذي هددت إيران بإغلاقه أخيرًا. وأكد مسؤول إيراني أن بلاده استلمت الرسالة، والرد عليها ما زال قيد الدرس.


وكالات: كشف مسؤولون أميركيون وإيرانيون عن أن الولايات المتحدة بعثت برسالة إلى إيران أخيرًا، ساعدت في تهدئة التوتر بين الجانبين حول مضيق quot;هرمزquot;، في أعقاب تهديد طهران بإغلاق المضيق، الذي يُعدّ ممراً رئيساً للتجارة النفطية، حيثيمر عبرهنحو خمس الإنتاج العالمي من النفط.

وأكد مسؤول أميركي رفيع لـCNN، طالباً عدم ذكر اسمه، إن الرسالة النادرة تم نقلها عبر السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إلى المندوب الدائم للجمهورية الإسلامية لدى المنظمة الدولية، محمد خزاعي، ولم يفصح المصدر عن مزيد من التفاصيل.

وفي طهران، أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن بلاده تلقت بالفعل رسالة من الولايات المتحدة، إلا أنه ذكر أن الرسالة وصلت إلى إيران عبر الرئيس العراقي، جلال طالباني، بعدما أوصلتها رايس إلى السفير السويسري لدى إيران، الذي قام بدوره بتسليمها إلى الرئيس العراقي.

وقال المسؤول الإيراني، في تصريحات للصحافيين، أوردتها وسائل الإعلام الرسمية، إن رسالة أميركا أو فحواها المتعلّق بمضيق هرمز أُرسلت إلى إيران عن طريق الرئيس العراقي، ومندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة، والسفير السويسري في طهران.

ونقلت وكالة quot;فارسquot; للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله إنه quot;جاء في الأخبار ووسائل الإعلام أن الأميركيين بعثوا برسالة تتضمن قضايا، عن طريق وزير الخارجية التركي، خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، إلا أن الأمر لم يكن كذلكquot;، على حد قوله.

وأوضح أن الأميركيين بعثوا بهذه الرسالة أو فحواها إلى إيران عبر ثلاث طرق مختلفة، قائلاً إن quot;مندوبة أميركا الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس كانت قد قدمت رسالة إلى مندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة محمد خزاعي، وقام السفير السويسري بنقل هذه القضايا أيضاً، كما قام الرئيس العراقي جلال طالباني بنقل هذه القضايا إلي المسؤولين الإيرانيينquot;.

وفيما إذا كانت إيران قد ردت علي هذه الرسالة، قال مهمانبرست إن quot;هذه الرسالة قيد الدراسة، وسنرد عليها إذا اقتضى الأمر ذلكquot;.

وكانت طهران قد لوّحت بإغلاق مضيق هرمز، الذي يعتبر شرياناً أساسياً لتدفق النفط إلى الأسواق العالمية، في حال جرى فرض حظر على صادراتها النفطية، وذلك على لسان محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد.

وردت الولايات المتحدة بالقول إن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي quot;أمر غير مقبولquot;، وقالت آمي ديريك فروست، المتحدثة باسم الأسطول الأميركي الخامس، الذي يتخذ من البحرين قاعدة له، إن quot;كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي، فإنه من الواضح سيكون خارجاً عن المجتمع الدولي.. ولن يتم التسامح مع أي تعطيلquot;.

وأشارت فروست إلى أن البحرية الأميركية quot;تحتفظ بوجود قوي في المنطقة، لردع أو مواجهة أنشطة زعزعة الاستقرارquot;، وقالت: quot;إننا نجري عمليات الأمن البحري بموجب الاتفاقيات الدولية، لضمان الأمن والسلامة في المياه الدولية لكل السفن التجاريةquot;، بحسب قولها.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، ان المسؤولين الأميركيين يرون في التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز مناورة، ومحاولة للتأثير على أسعار النفط.

لكن مسؤولين في وزارة الدفاع يشيرون إلى أن إيران قادرة على إغلاق المضيق، بفضل الجهود التي بذلتها على مدى السنوات الأخيرة لاقتناء أسلحة، تمكنها على القيام quot;برد عسكري غير متوازquot; على القوات الأميركية.

وذكروا بأن الإيرانيين خبأوا ألغامًا وعددًا كبيرًا من القوارب العسكرية السريعة، إضافة إلى صواريخ مضادة للسفن على طول ساحلها المطل على مياه الخليج.