أوباما لن يقبل على انتخابات جديدة وبلاده في حرب مع إيران

من غير الوارد أن يُقبِل الرئيس الأميركي باراك أوباما على انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وبلاده متورّطة في حرب حامية الوطيس مع إيران، لكن هناك مخاوف متزايدة من احتمالية أن تتخذ الأحداث الجارية ذلك القرار نيابةً عنه.


القاهرة: أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قبل بضعة أيام بأن قادة وزارة الدفاع الأميركية يشعرون بقلق متزايد من تأهّب إسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد إيران، وأنهم يكثفون الآن من خطط الطوارئ لتأمين المنشآت الأميركية في المنطقة، حال حدوث ذلك.

كما لفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين من إدارة الرئيس أوباما حثّوا نظراءهم الإسرائيليين على الإحجام عن القيام بعمل عسكري من جانب واحد.

فيما ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، من المقرر أن يزور إسرائيل يوم غد الخميس بهدف التأكد من نوايا إسرائيل.

ومن المحتمل أن يُحَمِّل الإيرانيون الولايات المتحدة مسؤولية قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضدها، وأن أي عملية انتقامية تشنّ ضد منشآت أميركية (أو حتى هجمات تتعرّض لها إسرائيل) قد تدفع بأميركا لتصعيد المواجهة من أجل إصابة قدرات إيران العسكرية بحالة من الشلل، وربما استهداف برنامجها النووي في تلك الأثناء.

وبينما سيود بالتأكيد قادة إسرائيل أن تقوم الولايات المتحدة بتلك المهمة، فإنهم لطالما حذروا من أنه في حالة فشل واشنطن في إيقاف تقدم إيران النووي، فإنهم قد يضطرون للقيام بالعمل العسكري بمفردهم.

ولفتت وسائل إعلام إسرائيليةأخيرًا إلى أن تدريبات عسكرية ضخمة بين القوات الإسرائيلية والأميركية لحفز مواجهة خطر قيام إيران بشنّ هجوم صاروخي سيتم إرجاؤها من جانب واشنطن، من أجل التخفيف من المستوى الخطِر للتوترات التي تكونت أخيراً مع طهران خلال الأسابيع الأخيرة.

ثم نوهت في هذا السياق مجلة التايم الأميركية إلى أن منع إسرائيل من القيام بعمل عسكري أحادي عن طريق تصعيد الضغوطات ذات الصلة بالعقوبات، كان من المحاور الرئيسة، التي ارتكزت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما في سياستها تجاه إيران.

وقال مسؤولون سابقون وحاليون إن أوباما سيلجأ إلى الخيار العسكري، إذا فشلت باقي الطرق في منع إيران من تطوير سلاح نووي، مع أن تقديرات المخابرات الأميركية تقول إن إيران لم تقرر بعد مسألة تطويرها السلاح النووي، رغم امتلاكها الوسائل التي تعينها على ذلك.

ورأى الإيرانيون أن الجولة الأحدث من العقوبات، التي تهدف إلى منع إيران من بيع النفط واستيراد البنزين، تعتبر إشارة دالة على أن الولايات المتحدة وشركاءها يسعون إلى الإطاحة بالنظام الخاص برجال الدين هناك.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قد تسببت في حدوث موجة من الجدل في الأسبوع الماضي بعدما نقلت عن مسؤول بارز من المخابرات الأميركية قوله إن الهدف الفعلي من وراء تلك العقوبات الجديدة هو تغيير نظام الحكم المطبق في طهران.

ثم مضت المجلة تقول إن أوباما لديه على ما يبدو القليل ليقوله بشأن ما إن كانت ستقوم إسرائيل بمهاجمة إيران، كما إن سيطرته على سياسة العقوبات الأميركية ربما تكون أقل مما يود.

وفي عام الانتخابات الرئاسية، التي تم فيها تصوير أوباما على أنه قائد ضعيف في ما يخص الملف الإيراني، تم التركيز على هذا الجانب باعتباره الجزء الأهم في نقاشات السياسة الخارجية للجمهوريين، في وقت يتعامل فيه النواب الديمقراطيون في الكونغرس بصورة أكثر حدّة مع الموضوع عن البيت الأبيض.

وإذا كانت العقوبات والهجمات الجوية الإسرائيلية محفزين محتملين لحرب لا تخضع لسيطرة مثالية من جانب البيت الأبيض، فإنه قد لا يجد حتى ما يقوله بشأن الحرب الخفية ضد إيران، التي قد تتسبب أيضاً في حدوث عداءات مكتملة.

ومن منطلق إدراكها أن الخيارات المتاحة أمام الإدارة أضحت محدودة، أدانت قبل أيام وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، واقعة اغتيال أحد علماء إيران النوويين في طهران.

وربما ما زاد من حدة الأجواء سخونة بينكل الأطراف، هو ما ذكرته مجلة فورين بوليسي الأميركية قبل بضعة أيام عن أن وثائق تابعة للمخابرات الأميركيةأشارتإلىقيام ضباطيتبعون للموساد الإسرائيلي بالعمل كجواسيس لدى السي آي إيه لتجنيد أعضاء من منظمة جند الله الجهادية السنية، من أجل شنّ عمليات بالوكالة في إيران.

ثم تابعت التايم بقولها إن من بين أبرز الأشخاص، الذين قد يتخذون قراراً ببدء الحرب بعيداً عن إرادة أوباما، هم الإيرانيون. ثم تحدثت المجلة باستفاضة عن خطر إقدام الجانب الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، وتداعيات خطوة كهذه على الأصعدة كافة.

وفي وقت تقتصر فيه المحادثات الدبلوماسية بين الإدارة الأميركية والجمهورية الإيرانية بشكل كبير على الإنذارات، فإن تركيا قد توسطت على ما يبدو لإجراء جولة جديدة من المحادثات بين إيران والقوى الغربية إلى جانب روسيا والصين.

كما وافقت إيران على استقبال وفد جديد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم عدم اتضاح مدى التعاون الذي تخطط طهران لإظهاره مع الوفد على هذا الصعيد.

في هذا الإطار، قال شاشانك جوشي، محلل لدى معهد الخدمات المتحدة الملكي في بريطانيا: quot;المشكلة الأساسية هي أن تلك اللعبة لعبة دبلوماسية، محصلتها صفر، وتحركات كل جانب تعتبر ذات استخدام مزدوج بطبيعتها، وتخضع بالتالي لأكثر التفسيرات خبثاًquot;.

وختمت التايم بقولها إن الوصول إلى مخرج دبلوماسي لتلك الأزمة أضحى خطوة ملحّة على نحو متزايد، وفقاً لوجهة نظر البعض في واشنطن وفي العواصم الحليفة. بيد أن الحلول الدبلوماسية ستتطلب تسويات، من غير الوارد أن تروق الأصوات الأكثر تشدداً.