كانو: فشلت السلطات النيجيرية حتى الان في احتواء دوامة العنف الدامي المنسوب الى حركة بوكو حرام الاسلامية في محاولة زاد في صعوبتها الفساد، وسط مشهد سياسي معقد والملامح الغامضة لهذه الحركة.

وعمت الفوضى الجمعة اثر سلسلة من الهجمات المثيرة والمنسقة التي نفذتها بوكو حرام في كانو، ثاني كبرى مدن البلاد واسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 185 قتيلا، وذلك في اشنع هجوم.

وابرز هذا المشهد مجددا الصعوبة التي تلقاها السلطات في مواجهة الاسلاميين، لا سيما ان الهجمات استهدفت بالمتفجرات والاسلحة النارية عدة مراكز شرطة.

وفي خطوة تعتبر استفزازا في حين كانت كانو، كبرى مدن شمال البلاد حيث اغلبية السكان من المسلمين، لا تزال تحت الصدمة، هاجم عناصر مفترضون من بوكو حرام مجددا مركز شرطة مساء الثلاثاء ما اثار تساؤلات حول رد الحكومة.

ويرى البعض ان الفساد المستشري في الشرطة يعتبر عائقا كبيرا.

وقال ابو بكر تساف الذي كان قائدا محترما في شرطة العاصمة التجارية لاغوس ويقيم حاليا في كانو ان quot;الناس يهمهم المال الذي قد يكسبونه اكثر مما يهمهم عملهمquot;.

وتهز نيجيريا، البلد الاكثر سكانا في افريقيا واكبر منتجيها للنفط، سلسلة من الاعتداءات التي ترتبكها بوكو حرام منذ ثلاثة اشهر ضد الامم المتحدة والكنائس وحتى رموز الدولة (كالجيش والشرطة ورجال السياسة).

وتنذر هذه الاعمال بعنف طائفي في بلد يتعايش فيه المسلمون خصوصا في الشمال والمسيحيون، الاكثر عددا في الجنوب، حتى ان البعض تحدث عن مخاطر اندلاع حرب اهلية.

واعلن الرئيس غودلاك جوناثان الخاضع لضغط كبير، بعد عدة تصريحات غامضة، الاربعاء اعادة تنظيم الشرطة بشكل كبير.

وأقال مديرها حافظ رينجيم وستة من مساعديه وعين محلهم محمد ابو بكر من قدماء الشرطة.

ووصف الرئيس المهاجمين بانهم quot;ارهابيونquot; لكن بدون شروحات والتزم بالحديث على ملاحقة الاشخاص الذين يقفون وراء بوكو حرام دون تحديد مبرراتهم.

كما اكد ان انصارهم متواجدون في الحكومة وقوات الامن بدون ان يشرح لماذا لم يعتقل هؤلاء اذا تم التعرف عنهم.

واكدت منظمة العفو الدولية الثلاثاء ان quot;انتهاكات خطيرة وقعت في رد النظام القضائي (...) على بوكو حرامquot;.

وتسري فرضيات كثيرة حول هوية حركة بوكو حرام الغامضة الملامح، والذين يدعمونها.

ويؤكد البعض انها اقامت علاقات مع فرع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بينما يقول البعض الاخر انها مرتبطة اصلا بمشاكل محض نيجيرية.

ويشير هؤلاء الى نسبة البطالة المرتفعة في بلد ينخره فساد نخبة لا تكترث باغلبية السكان التي تعيش باقل من دولارين في اليوم.

كما يذكر هؤلاء باحباط الشمال الذي يعتبر ان الرئيس الذي انتخب في نيسان/ابريل 2011 كان يجب ان يكون من منطقته وذلك بناء على قاعدة صادق عليها اكبر الاحزاب وتنص على تداول على السلطة بين الشمال والجنوب، وجوناثان مسيحي من الجنوب.

وفي محاولة تفسير ظاهرة بوكو حرام يقارنها البعض بما جرى من اعمال العنف في منطقة دلتا النيجر (جنوب) قبل عفو سنة 2009.

وقد شارك ناشطون وانتهازيون وعصابات موالية لرجال سياسة في ذلك النزاع في معظم الاحيان تحت راية حركة تحرير دلتا النيجر.

لكن ذلك الصراع لم يشهد عمليات انتحارية او هجمات عنيفة على المدنيين.

وقال جون كامبل السفير الاميركي السابق في نيجيريا ان quot;حركة تحرير دلتا النيجر كانت دائما تريد المالquot;.

واضاف quot;وبالتالي تمكنت الحكومة من شراء مختلف قادة الحركة (...) لكن بوكو حرام تريد الحكمquot;.

ولا يتوفر الكثير من المعلومات عن هذه الحركة التي ابتعدت عن الاضواء اثر قيام الجيش بسحق انتفاضتها عام قبل ان تعود الى الساحة في 2010 وتشن عمليات اكثر تنظيما ضد اهداف مختلفة.

ولخص احد سكان كانو بالقول ان quot;الجميع حائرونquot;.