بغداد: طالب العراق اليوم الجمعة القضاء الاميركي النظر بالحكم الصادر على الجندي الاميركي مرتكب مجزرة حديثة بغرب العراق عام 2005 وقتل 24 مواطنا عراقيا مؤكدا انه لا يرتقي الى مستوى الجرم الذي ارتكبه وحجم الكارثة الانسانية التي تسبب بها.

وقال رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي ان الحفاظ على ارواح المواطنين العراقيين وممتلكاتهم والعمل على منحهم كافة الحقوق التي كفلها الدستور العراقي هو واجب وطني وضرورة تحتمها السلطة المنوطة بمجلس النواب بوصفه ممثل الشعب والمخول بالمطالبة باسترجاع حق اي مواطن عراقي تعرض للهدر او الضياع.

وأضاف النجيفي في تصريح صحافي تسلمته quot;إيلافquot; انه في الوقت الذي يؤكد الاستنكار الشديد لاراقة اي قطرة من دماء العراقيين quot;فان من واجبنا المطالبة بحقوق من سقطوا شهداء تحت اي سبب من الاسباب او ذريعة من الذرائع ومن هنا نطالب القضاء الاميركي بضرورة اعادة النظر بالحكم الصادر على الجندي الامريكي الذي تعمد في ارتكاب مجزرة بدم بارد راح ضحيتها 24 مواطنا عراقيا في منطقة حديثة يتناسب مع حجم الجرم ويرتقي الى مستوى الفعل الذي اقدم عليه، وحجم الكارثة الانسانية التي تسبب بها وما يترتب عليها من كوارث اقتصادية وإنسانية مستقبلية لاسر وذوي الشهداء مع الاخذ بنظر الاعتبار السبل الرادعة في الحكم للحد من تكرار مثل هذه الجرائم التي تنكرها كل قوانين ومعايير حقوق الانسان في العالم.quot;

وأمس قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الموسوي ان العراق يزمع اتخاذ اجراء قانوني نيابة عن اسر ضحايا قتلوا بأيدي القوات الاميركية في مذبحة حديثة بعد افلات آخر جندي متهم في القضية من السجن بعد إقراره بالذنب بموجب اتفاق مع السلطات العسكرية.

وأثارت مذبحة حديثة التي قتل فيها 24 عراقيا الى جانب فضيحة سجن أبو غريب وحادث إطلاق النار من جانب متعاقدي شركة للأمن في بغداد في 2007 غضبا عالميا ضد الوجود العسكري الاميركي في العراق الذي استمر حوالي تسع سنوات.

فقد أفلت آخر جندي اميركي متهم في القضية السارجنت فرانك ووتريتش من السجن يوم الثلاثاء الماضي بعد ان أقر بالتقصير في أداء الواجب. وتم اسقاط التهم الأصلية بالقتل الخطأ.

واضاف الموسوي ان العراق سيلجأ الى الوسائل القانونية للمحافظة على حقوق المواطنين الابرياء الذين قتلوا في الحادث .. مشددا بالقول quot;سنلجأ الى أي مسار قانوني ممكنquot;. واكد ان الحكم لا يتناسب مع الجريمة.

وأثار الحكم غضبا في حديثة حيث وصفه قريب لأحد الضحايا بأنه quot;إهانة لكل العراقيينquot; حيث وصف شهود عراقيون وممثلو ادعاء حادث القتل بأنه مذبحة لمدنيين عزل بينهم نساء وأطفال نفذها جنود من مشاة البحرية أغضبهم مقتل فرد من وحدتهم في تفجير.

وكان ووتريتش متهما بتزعم مجموعة شنت سلسلة هجمات بالأسلحة النارية والقنابل اليدوية في التاسع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 قتل خلالها 24 مدنيا في حديثة بغرب العراق.