نائب الرئيس السوري سابقا شبلي العيسمي

بيروت: التقى وفد من عائلة نائب الرئيس السوري سابقا شبلي العيسمي اليوم، رئيس بعثة الامم المتحدة في لبنان الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة روبرت واتكنز في مقر الامم المتحدة، في سياق تحرك تقوده عائلة العيسمي وأقربائه في لبنان، بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على خطفه من أمام منزله في مدينة عاليه.

وخلال اللقاء أشار واتكنز إلى أنه quot;تم إيصال ملف العيسمي الى أعلى المراجع القضائية الدوليةquot;، فيما أكد الوفد quot;متابعة لجنة حقوق الانسان في الامم تفاصيل مرتبطة بخطفه للضغط على النظام السوري من أجل الكشف عن مصيره واخلاء سبيله بسرعةquot;.

وسلم الوفد الى واتكنز رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون، جاء فيها: quot;نود إعلامكم والطلب من معاليكم النظر في موضوع خطف الديبلوماسي السوري المعارض شبلي العيسمي. نحن نناشد اهتمامكم الشخصي والفوري لمساعدتنا على إطلاق والدنا البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاما، وحالته الصحية متدهورة، مع الأخذ في الاعتبار أن كل الجهود المحلية التي بذلت في القضية لم تأت بأي نتيجة.

لقد مرت ثمانية أشهر منذ خطف والدنا في تاريخ 24 أيار / مايو 2011 من عاليه، وكان قد وصل من واشنطن مع والدتنا لزيارة كريمته قبل خمسة أيامquot;.

وتابعت الرسالة: quot;شبلي العيسمي هو أحد مؤسسي حزب البعث (1947-1992) ونائب الرئيس السوري السابق وسياسي سوري بارز. وقد تبوأ مراكز رسمية عدة في الحكومة السورية بين عامي 1950 و1960، منها وزارة التربية ووزارة الزراعة. وهو عضو مؤثر في المجتمع الدرزي السوري حيث له نفوذ كبير. وقد أعلن اللواء أشرف ريفي، المدير العام لقوى الامن الداخلي في مؤتمر للجنة مجلس النواب اللبنانية لحقوق الإنسان، أن والدنا قد خطف من قوات المخابرات تحت غطاء السفارة السوريةquot;.

وختمت الرسالة: quot;عائلتنا بحاجة لمساعدتكم، ونعتقد أنكم ستعملون ما بوسعكم لإنقاذه. نشكركم على تبني قضيتنا ودفاعكم عن العدل وحقوق الإنسانquot;.

وفي هذا الاطار، سيلتقي وفد من العائلة يوم الاثنين المقبل مسؤول لجنة حقوق الانسان فاتح عزام من أجل مواصلة التحرك وايصال الصوت الى مختلف مؤسسات حقوق الانسان الدولية.

وأشار بيان العائلة في لبنان الى أن quot;نجل العيسمي المهندس بشار العيسمي في الولايات المتحدة التقى ايضا مساعد الامين العام في الامم المتحدة ومدير شؤون الشرق الاوسط هورست هايتمان وقدم له شرحا وافيا عن ظروف خطف والده، وكذلك نائبة المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي وطلب المساعدة والضغط على النظام السوري للافراج عنهquot;.

ويذكر ان العيسمي خُطف من مدينة عاليه حيث كان يمارس هوايته في رياضة المشي قرب منزل ابنته المتزوجة من لبناني والمقيمة في المدينة.

ومنذ تلك اللحظة استعاد اللبنانيون من عارفي العيسمي ذكريات كثيرة عن الرجل فيما بات الآخرون ممّن لم يعرفوا عنه الكثير مهتمين بتقصي سبب إخفاء الرجل التسعيني العمر.

وممّا لا شك فيه أن غالبية اللبنانيين والعرب ربطوا بين اختطاف العيسمي وبين ما يجري في سوريا من أحداث وتظاهرات منذ قرابة 11 شهرا.

وبحسب ما تناقله بعض المتابعين للحادثة، فإن إبن العيسمس المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، تحرّك تأييداً للثورة الشعبية في سوريا وانخرط في عملية هدفها quot;مقاضاةquot; النظام السوري على quot;جرائم القمعquot;، فعمدت السلطات السورية إلى إرسال سفير دمشق في بيروت علي عبد الكريم علي إلى العيسمي في عاليه طالباً منه إصدار بيان يدعم فيه النظام السوري ويدين فيه quot;التخريبيينquot; الذين يتحركون في quot;الداخل والخارجquot;.

إلا أن العيسمي رفض ذلك، قائلاً إنه توقف منذ سنوات طويلة عن العمل السياسي، وبالتالي فإن إصدار بيانات مماثلة لا يتناسب مع سلوكياته في الإبتعاد عن الملفات السياسية، وتضيف هذه الرواية أنه بعد أيام على هذا الرفض اختفى شبلي العيسمي.

وذكر حينها أن سيارات داكنة الزجاج أقدمت على نقل العيسمي نحو الطريق المؤدية الى الحدود اللبنانية - السورية واختفت هناك وأن العيسمي أصبح في دمشق فعلاً.