نيويورك: يسعى وزراء خارجية غربيون الثلاثاء في الامم المتحدة الى تجاوز الجمود الذي يسود مجلس الامن الدولي حيال سوريا لكن لا يتوقع اجراء تصويت حول مسودة قرار يدعمها الاوروبيون والدول العربية، بحسب دبلوماسيين.
واعلنت باريس رسميا مشاركة الان جوبيه ولندن مشاركة وليام هيغ. وافاد دبلوماسيون ان نظيرتهما الاميركية هيلاري كلينتون ستحضر الجلسة كذلك الى جانب نظيريها الالماني والبرتغالي.
لكن روسيا والصين اللتين تعرقلان منذ اشهر اي مشروع قرار يدين القمع في سوريا عبر حق النقض سيمثلهما سفيراهما في الجلسة.
ويشكل اجتماع الثلاثاء فرصة quot;لاثبات وحدة المجتمع الدوليquot; بخصوص سوريا لكن quot;المفاوضات ستتواصل لاحقاquot; بهدف التوصل الى اتفاق في المجلس quot;في اسرع وقت ممكنquot;، على ما اكد دبلوماسي غربي.
واقر جوبيه الاثنين في لقاء صحافي بان quot;ظروف تبني قرار غير متوافرة بعد لان روسيا تواصل المقاومةquot;.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية ان quot;روسيا لا يسعها الاستمرار في عرقلة الامم المتحدة وتغطية القمع الوحشي الذي يمارسه النظامquot;.
ويستمع اعضاء المجلس ال15 الثلاثاء الى عرض من الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لمبادرة الجامعة لحل الازمة السورية. وعلى اساس هذه الخطة التي تنص على وقف العنف ونقل سلطات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه صاغ الاوروبيون والعرب مشروع القرار.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي اليوم ان quot;الزيادة الوحشيةquot; لمعدلات quot;العنف والقمعquot; في سوريا خلال الايام القليلة الماضية ادى الى تغير في مواقف عدة دول في مجلس الامن حول صدور قرار في الشأن السوري.
واضاف المصدر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان عشر دول في مجلس الامن اصبحت تدعم مشروع قرار يجرى بحثه غدا في نيويورك وذلك من اجمالى الدول الاعضاء البالغ عددها 15 دولة.
واوضح المصدر الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه ان تطورات الاوضاع التي شهدتها سوريا مؤخرا ادت الى هذا التغير في المواقف مشيرا الى ان هذا التغير يرجع بصورة رئيسية للضغط الذي مارسته الدول العربية لدفع الامور قدما. وقال quot;الامر يرجع بصورة كبيرة الى الجامعة العربية التي ضغطت من اجل هذاquot;.
التصويت قبل نهاية الأسبوع
وأكد دبلوماسي في مجلس الأمن اليوم حضور وزراء خارجية أميركا والدول الغربية المناقشات التي سيجريها مجلس الأمن غدا حول الوضع في سوريا واستعراض خطة الجامعة العربية.
وتوقع الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن هويته أن تلقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها من فرنسا والبرتغال والمملكة المتحدة كلمات في جلسة الغد تؤيد مشروع القرار العربي بشأن سوريا خلال مناقشات في مجلس الأمن بحضور كبار المسؤولين بجامعة الدول العربية.
ومن المقرر أن يعرض أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي الخطة على المجلس بحضور رئيس لجنة المتابعة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم.
وقال رئيس المجلس في دورته الحالية سفير جنوب أفريقيا باسو سانغكو للصحافيين انه بعد العرض (من العربي وجاسم) سيعلق السفير السوري بشار الجعفري يليه مداخلات من أعضاء المجلس فيما لم يتأكد بعد حضور وزير خارجية المغرب (العضو العربي الوحيد في المجلس).
وكان السفير المغربي محمد لوليشكي قدم الى المجلس يوم الجمعة الماضي مشروع قرار يدعم الخطة العربية التي تدعو الرئيس بشار الأسد لتسليم السلطة الى نائبه وبدء محادثات مع خصومه في غضون أسبوعين والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون شهرين وعقد انتخابات وطنية بعد ذلك والتي رفضها الأسد وأيدته في ذلك روسيا.
فيما قال السفير الروسي فيتالي تشوركين يوم الجمعة الماضي ان ثمة خطوط حمراء تعداها مشروع القرار في اشارة الى نقل السلطة لكنه قال ان وفده مستعد للمشاركة في جلسة الغد.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم على مستوى الخبراء لاستكمال صياغة المشروع لا سيما الجزء الخاص ببعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية والتي علقت عملها يوم السبت الماضي بسبب زيادة العنف في سوريا.
ويتوقع أن ينص مشروع القرار بعد تعديله على quot;أسف quot; المجلس لعدم استكمال بعثة المراقبين لمهمتها.
ووفقا لدبلوماسي غربي فبعد مناقشة المجلس لمشروع القرار مساء غد الثلاثاء سيعقد أعضاء المجلس يوم الأربعاء جلسة على مستوى السفراء لتسوية ما تبقى من بنود في مشروع القرار على أمل أن يكون جاهزا للتصويت عليه قبل نهاية الأسبوع.
من جانبها قالت سفير الولايات المتحدة سوزان رايس للصحافيين في وقت لاحق اليوم انه quot;من المهم جدا أن يدعم مجلس الأمن الخطة التي طالبت بها جميع الدول المجاورة .. لأن البديل هو مزيد من العنف والفوضى وهو الحد الأدنى الذي يجب على المجلس القيام بهquot;.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت سوريا تعاني من حرب أهلية قالت رايس انها لا يمكنها الاقرار بذلك بيد أن الموقف الان حرج حيث تتصاعد أعمال العنف ما يبعث على بالغ القلق .. ومن الواضح أن الوضع يتدهور ما يتطلب وضع نهاية لذلكquot;.
وأشارت الى أن وفد بلادها يتطلع الى جلسة الغد والى quot;المناقشات المهمةquot; التي ستدور في المجلس لافتة الى أن مشروع القرار جاء quot;في الوقت المناسبquot; ولا يوجد أي سبب لاجراء مفاوضات موسعة.
وأوضحت أن مشروع القرار يخلو من أي عقوبات كما أنه لا يحوي تهديدا باستخدام القوة كما يزعم البعض.
وأضافت quot;لقد شاهدنا عواقب الاهمال والتراخي من قبل المجلس على مدى الأشهر العشرة الماضية نتيجة لعدم رغبة اثنين من أقوى أعضاء المجلس (الصين وروسيا) في اتخاذ موقف .. وقد يستمر الوضع على هذا النحو وهو ما سيتضح غير اني لا أرغب في اصدار حكم مسبق على ما سينتهي اليه الوضعquot;.
من جانبه قال السفير البريطاني مارك ليال غرانت للصحافيين ان خطة الجامعة العربية quot;محددة بجدول زمني واضح للغايةquot; حول كيفية بدء عملية السلام والتي quot; ندعمها بشكل كامل وهذا ما سنقوله غدا وما سنقوله في القرار الذي نأمل ان يجري عليه التصويت هذا الأسبوعquot;.
وبين أهمية الموقفين الروسي والصيني وضرورة دعم مشروع القرار بالاجماع لافتا الى اجراء محادثات مع جميع من لديه مخاوف حول الوضع الحالي في سوريا.
مشاورات أميركية روسية
ذكر البيت الابيض اليوم ان المسؤولين الاميركيين ليس لديهم تفاصيل بشأن تصريح ادلى به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال خلاله ان دمشق اعربت عن رغبتها في المشاركة في محادثات بوساطة موسكو لحل الازمة في سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض في تصريح للصحافيين quot;ولكن بشكل عام ندعم جهود التوصل الى حل سياسي يضع نهاية للعنف في سورياquot; مضيفا quot;نناقش مع الروس بصورة مكثفة التدهور الحقيقي الموجود على الارض في سوريا والزيادة المقلقة للغاية في معدلات العنف هناكquot;.
واشار الى ان المسؤولين الاميركيين يجرون مناقشات مع شركائهم في روسيا وغيرها من الدول بشأن افضل السبل لاستخدام الادوات المتاحة لدى المجتمع الدولي والامم المتحدة للضغط على الحكومة السورية لوقف quot;قمعها المروع والضار وغير الفعال على الاطلاقquot;.
وشدد على ضرورة ان يتخذ مجلس الامن تحركا بشأن الوضع في سوريا قائلا ان على المجلس ألا يسمح لنظام الرئيس السوري بشار الاسد بمهاجمة الشعب السوري بينما يرفض مقترح الجامعة العربية لايجاد حل سياسي للازمة.
وقال quot;اننا ندعم دور الجامعة العربية في هذه القضيةquot; مشيرا الى ان quot;الحكومات التي تعمل من اجل دعم نظام الاسد الوحشي ستجد انفسها اقلية صغيرة وسيتم انتقادها لتشجيعها على المزيد من انتهاكات حقوق الانسانquot;.
وشدد على ان سقوط الاسد quot;امر محتوم .. ولذا على الحكومات اتخاذ قرارات بشأن موقفها ازاء هذه القضية والخطوات الاضافية التي ينبغي اتخاذها تجاه وحشية نظام الاسدquot;.