اتهم أنور مالك، العضو السابق في بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، رئيس البعثة محمد الدابي بالتواطؤ مع النظام السوري، داعيًا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى الاستقالة على خلفية ما حدث.
أنور مالك خلال أدائه مهمته في سوريا |
إسطنبول: اعتبر الصحافي الجزائري أنور مالك عضو بعثة المراقبين العرب السابق إلى سوريا أن quot;الجامعة العربية لا تزال تراوغ بشأن الأوضاع السورية، ولا تريد أن تعترف بالحقيقة، والتي مفادها أن البروتوكول الخاص ببعثة المراقبين ميت، وأن النظام السوري مخادع ،ورئيس بعثة المراقبين محمد الدابي متواطئquot;.
ورأى مالك في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; أن الجامعة العربية quot;حتى وإن جمّدت مهمة المراقبين في سوريا، فلن يفيد ذلك ما دام لم يتم الاعتراف بما ذكره يوم استقالته. وأضاف: quot;للأسف هبّوا إلى تكذيبي، والآن خجلوا بأن يعترفوا بمصداقيتيquot;.
وقال مالك quot;إن العنف في سوريا تصاعد في الأيام الثلاثة الأخيرة، بالرغم من أنه متصاعد منذ اليوم الأول، الذي وصل فيه المراقبون إلى سورياquot;. وأضاف: quot;بل مرت مراحل أكثر سخونةمما جرى أخيرًا، فيما يزعم الدابي في تقريره أن الأمور هادئةquot;.
وأكد مالك أن quot;الأخطر هو تواصل الكذب، وجعل المراقبين بين نارينquot;. وتابع: quot;هذه ليست الحقيقة، بل إن المدنيين تحت نيران كتائب بشار، كما إن المراقبين عاجزون عن فعل أي شيءquot;.
وأضاف مالك quot;يجب أن تعترف الجامعة العربية بالحقيقة، وتفضح الدابي وتقاريره المتواطئة، ويجب إقالة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على هذا الورطة، التي دفع ثمنها الشعب السوري حوالى ألف قتيلquot;.
وكان مالك قد اعتبر في وقت سابق أن تمديد مهمة بعثة المراقبين العرب هو دليل قاطع على تواطؤ بعض أنظمة الجامعة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإصرار على المضي قدمًا إلى الأمامعبر الإصرار على الباطل تفاديًا لتأكيد الفضيحة التي فجّرها.
من جانبه قال المعارض السياسي الكردي صلاح بلال في تصريح خاص لـquot;إيلافquot;إن إيقاف عمل بعثة المراقبين جاء بعد 3 شهور من المبادرة العربية الأولى.
وأضاف quot;فشلت بعثة المراقبين في إقناع النظام السوري بالعمل معها، ولم تسحب آلية واحدة أو دبابة واحدة، خاصة في المناطق المنكوبة، كحمص وإدلب، لتؤكد أن الفترة التي منحتها الجامعة العربية للنظام لم يستفد منها، وكانت سيناريو لمزيد من قتل السوريين، والتي أكدت في ما بعد من خلال المعطيات أن الجامعة قد تورّطت في تقرير الدابي، وعندما اصبح الوضع في سوريا لا يتحمل الصمت، ولم يبق حل، كان على الجامعة أن تتخلص من هذه الورطة بأن تسحب المراقبين،وتتوجّه إلى مجلس الأمنquot;.
وأشار إلىquot;أن هذا في النهاية أكد على صحة ما كنا نذهب إليه في البداية المتمثل في إحالة ملف سوريا إلى مجلس الأمن، والتي تأخرت فيها الجامعة العربية والمجلس الوطنيquot;.
وكانت جامعة الدول العربية أعلنت عبر بيان، أنه quot;تقرر وقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بسبب تصاعد العنف في البلادquot;. كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن مهمة المراقبين أوقفت، ولم تجمّد، خوفًا على حياتهم، ولفت إلى أن الجامعة لن تسحب المراقبين.
وبدأت دول غربية وعربية مناقشة مشروع قرار بشأن سوريا، أعدّته فرنسا، وتعتزم عرضه على مجلس الأمن الدولي، وهو، بحسب المعلومات، يتماشى مع المبادرة العربية الجديدة، التي أقرّها مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وقد تمت إعادة صياغة القرار بعد إيقاف بعثة المراقبين.
وأقرّ وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم في القاهرة، مبادرة عربية، دعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية خلال شهرين، وتفويض الرئيس بشار الأسد نائبه الأول بصلاحيات كاملة، الأمر الذي رفضته الحكومة السورية بشدة، معتبرة أن هذه القرارات تمسّ سيادة سوريا، وتعتبر تدخلاً في شؤونها الداخلية.
هذا وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أنه تقرر عقد اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، يوم الأحد الخامس من شباط (فبراير) المقبل، برئاسة رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم.
التعليقات