تظاهرة في دوما تطالب الأسد بالرحيل- 24 كانون الثاني (يناير) 2012

يستعد الناشطون السوريون للتظاهر اليوم تحت شعار laquo;جمعة حق الدفاع عن النفسraquo;، فيما واصل النظام أعمال العنف والقمع بعد اقتحام مدينة دوما في ريف دمشق. هذا وأكد مسؤول محلي أن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من الجيش السوري الحر، الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار.


دمشق: دعت المعارضة السورية إلى التظاهر اليوم الجمعة تحت عنوان quot;جمعة حق الدفاع عن النفس - سوريا دولة مدنية لكل مواطنيهاquot;. وتواصلت أعمال العنف في سوريا أمس، وأسفرت عن سقوط 57 قتيلاً، منهم عشرة أطفال برصاص قوات النظام، التي اقتحمت مدينة دوما في ريف دمشق، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأسبوع الماضي.

هذا وأكد مسؤول محلي لوكالة quot;رويترزquot; أمس، أن السلطات السورية تجري محادثات مع عناصر من quot;الجيش السوري الحرquot;، الذي بات يسيطر على مناطق قريبة من دمشق، لوقف إطلاق النار. وفي مشهد أخر، تجمعت حشود كبرى من السوريين الخميس في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، وعن رفضهم التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان الجمعة أن 62 شخصًا قتلوا أمس (الخميس) في مدن سورية عدة، بينهم 43 مدنيًا، وسبعة منشقين، و12 عسكريًا بينهم ضابط.

وأوضح بيان المرصد أن quot;43 مدنيا قتلوا الخميس، بينهم 24 مدنيًا وتسعة أطفال في مدينة حمص (وسط)، وأربعة مواطنين، بينهم سيدة في حماه (وسط)، وشاب في تفتنار الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب)، وفتى في نوى التابعة لريف درعا (جنوب)، وأربعة في ريف دمشقquot;. وأضاف quot;كما قتل سبعة جنود منشقين في محافظات سورية عدة، وقتل 12 من عناصر الجيش والأمن، بينهم ضابط برتبة عقيدquot;.

من جانب آخر، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس أنه سيتوجّه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت إلى نيويورك لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن، وطلب quot;مصادقتهquot; على المبادرة العربية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية.

وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة إلى quot;بدء حوار سياسي جاد في أجل لا يتجاوز أسبوعينquot; من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبت الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة.

وأعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة. وطالب العربي الخميس الحكومة السورية بـquot;الامتناع عن أي تصعيد أمني أو عسكريquot;، معربًا عن قلقه quot;لاستمرار العنف والاقتتال في سورياquot;. وقال العربي في بيان إنه يشعر بـquot;القلق جراء استمرار العنف والاقتتال في سوريا، وهو ما يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء كل يومquot;.

ودانت الأمم المتحدة والصليب الأحمر وفرنسا مقتل المسؤول في الهلال الأحمر السوري عبد الرزاق جبيرو. ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل جبيرو الأربعاء، وطلب من الحكومة السورية quot;إجراء تحقيق في هذه الجريمة، وإحالة المسؤولين عنها إلى القضاءquot;.

وأشار بان كي مون إلى أن الهجوم quot;استهدف آلية، كان شعار الهلال الأحمر واضحًا للعيان عليهاquot;. وquot;ذكر الجميع بواجباتهم، التي تقضي باحترام العاملين في المجال الإنساني، وحمايتهم خلال تأدية مهامهمquot;. وقتل عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر في إدلب، قرب خان شيخون أثناء تنقله على الطريق السريع بين حلب ودمشق الأربعاء، كما ذكر الصليب الأحمر.

وكانت وكالة سانا الرسمية السورية أعلنت أن جبيرو قتل على أيدي quot;مجموعة إرهابية مسلحةquot; أطلقت النار عليه بالأسلحة الرشاشة. من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن quot;مدير منظمة الهلال الأحمر في إدلب الطبيب عبد الرزاق جبيرو اغتالته قوات الأمن على طريق خان شيخون -المعرةquot;.

فيما اتهمت صحيفة حكومية الخميس البلدان العربية بعرقلة الحل الداخلي للأزمة في سوريا، والتورّط بعمليات القتل، والارتباط بمشاريع أميركية. وكتبت صحيفة تشرين الحكومية quot;عوضًا من أن تلعب الدول العربية دورًا موضوعيًا وحياديًا في تغليب لغة الحوار والمنطق بين السوريين لحلّ الأزمة التي تشهدها بلادهم، فإن استمرارها في تنفيذ سياسة الضغوط والعقوبات والانسياق خلف المشاريع الأميركية وإغفالها للحقائق سيزيد من معوقات الحل الداخلي تدريجيًاquot;.

واعتبرت الصحيفة quot;أن بعض الأنظمة العربية أصبحت متورّطة فعليًا في عرقلة الحل بعد تورّطها في عمليات القتل والتخريب الجارية بشكل مباشر أو غير مباشرquot;. ودعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية الخميس إلى التشاور مع موسكو، قبل التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي، لإقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي إلى جانب النظام السوري.

وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية، التي تضم أحزابًا يسارية وكردية وشخصيات معارضة، في اتصال مع وكالة فرانس برس، إنه يأمل في أن quot;يذهب (الأمين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي إلى موسكو قبل توجّهه إلى نيويوركquot; للحصول على دعم مجلس الأمن للمبادرة العربية.

وأعرب مناع عن اعتقاده أن روسيا quot;يمكن أن تؤيّد هذه المبادرة إذا شعرت بأنها طرف فيها. أما إذا همّشت فستواجههاquot;، مضيفًا إن quot;الروس يريدون دورًا أكبرquot;. وحذر مناع من أن شعور موسكو بأن هناك quot;محاولات لإبعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها إلى جانب السلطات السوريةquot;.

وتنصّ الخطة العربية، التي تلاها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام الاجتماع الوزاري في القاهرة الأحد، على quot;تفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنيةquot;، يفترض أن يتم تشكيلها quot;خلال شهرينquot;.

ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج، ويؤكد أنه يقاتل quot;مجموعات إرهابيةquot;، يتهمها بالسعي إلى زرع الفوضى في البلاد، في إطار quot;مؤامرةquot; يدعمها الخارج. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011 في سوريا، سقط أكثر من 5400 قتيل، بحسب الأمم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف، بحسب المعارضة.