رصد استطلاع للرأي أجراه اتحاد طلبة الجامعة العبرية ارتفاع معدل التحرّش الجنسي بالطالبات الجامعيات، وفي ظل تفشّي وانتشار الظاهرة، ناقشت لجنة التعليم في الكنيست الإسرائيلي تلك الإشكالية، بينما أوصى اتحاد الطلبة الشرطة بضرورة تسيير دوريات ووضع نقاط للمراقبة حول الحرم الجامعي.


طلاب في الجامعة العبرية في القدس

ارتفع معدل التحرّش الجنسي بطالبات الجامعات الإسرائيلية، وتصدرت الجامعة العبرية قائمة الجامعات الإسرائيلية، التي تعاني طالباتها تفشي تلك الظاهرة.

وبحسب تقرير مطول نشره الملحق الأسبوعي لصحيفة هاآرتس، أجرى اتحاد الطلبة في الجامعة العبرية استطلاعاً للرأي حول عدد المرات التي تعرّضت فيها الطالبات للتحرش خلال شهر دراسي واحد، وأوضحت نتائج الاستطلاع تعرّض فتيات الجامعة لما يزيد على أربع حالات تحرّش جنسي خلال شهر واحد، خاصة خلال الفترات الدراسية المسائية والليلية، وفي الطريق الرابط بين الحرم الجامعي والمدن الجامعية التي تقيم فيها بعض الطالبات.

دراجة بخارية لمطاردة الضحية

يرصد تقرير الصحيفة العبرية واقعة، تعرّضت لها إحدى الطالبات المشار إليها بالحرف quot;سquot;، وتدرس في كلية تابعة للجامعة العبرية في منطقة quot;هارتسوفيمquot;، فخلال توجّهها إلى أحد المعابد اليهودية من مقر المدينة الجامعية، التي لا تبعد كثيراً عن حرم الجامعة العربية، سقطت ضحية عملية تحرّش جنسي من قبل عدد من الشباب، ولم تكن quot;سquot; هي الضحية الوحيدة بين زميلاتها في الفصل الدراسي، وإنما عانت معظم زميلاتها من الواقعة عينها لمرات متعاقبة.

عن الواقعة تقول quot;سquot;، وهي طالبة في السنة الأخيرة (الليسانس) في كلية العلوم الاجتماعية: quot;كانت عقارب الساعة ما بين الرابعة والخامسة مساءً، وكان ضوء النهار واضحاً، فوقفت بانتظار صديق لي في ميدان مقابل لمقر المدن الجامعية، وفجأة طاف حولي شاب يستقل دراجة بخارية، ويلقيني بنظرات متوحشة، وفي الوقت الذي حاولت عدم الاكتراث به، أمطرني بعبارات ونعوت غير أخلاقية، وعندما حاولت الخلاص منه، لم يتوقف، وتتبع خطواتي بدراجته، فنهرته، وطلبت منه الابتعاد عني، إلا أنه رهن الاستجابة إلى طلبي بتنفيذي طلبه غير الأخلاقي، وحينما توقفت لمواجهته، تلمّس مواقع حساسة جداً في جسدي، كما قام برفع ردائي عنيquot;.

على الرغم من محاولات quot;سquot; تعنيف هذا الشاب، إلا أن أسلوبها لم يردعه، ولم يثنيه عن مواصلة تحرّشه بها، ولم يبتعد عنها، إلا بعد هرولتها باتجاه مخفر الشرطة القريب من المكان، وخلال هذا اليوم حررت quot;سquot; محضراً في الشرطة، غير أن المتهم بالتحرّش لم يتم القبض عليه نهائياً.

وأظهرت نتائج استطلاع الرأي التي أجراها اتحاد الطلبة في نهاية الأسبوع الذي تعرّضت فيه quot;سquot; لواقعة التحرش، أن quot;سquot; ليست بمفردها التي وقعت ضحية لهذه العملية، وإنما لاقت العشرات من طالبات الجامعات الإسرائيلية مصير quot;سquot; نفسهداخل الحرم الجامعي وخارجه.

وبحسب هاآرتس، شارك في استطلاع الرأي 200 طالبة تقيم في المدينة الجامعية التابعة للجامعة العبرية، وأعلن 60% من المستطلعة آراؤهن أنهن لا يشعرن بأمان حال التواجد في الشوارع المحيطة بالمدينة الجامعية، لا سيما في المساء والليل، بينما إدعت 25% ممن جرى عليهن الاستطلاع أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية تعرّضن للتحرش الجنسي ثلاث مرات على الأقل، في حين قالت 30% من المشاركات في الاستطلاع أنهن تعرّضن لأربع حالات تحرش جنسي خلال الفترة عينها.

مجابهة تفشي الظاهرة عبر دوريات الشرطة

نتائج استطلاع الرأي، الذي يدور الحديث عنه، وصلت إلى المستوى السياسي، وتحديداً للجنة التعليم البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، وبحثت اللجنة كيفية التعاطي مع ارتفاع وتيرة التحرش الجنسي في الجامعات الإسرائيلية، كما أمد اتحاد طلبة الجامعة العبرية الشرطة ووحدة تأمين الجامعة بنتائج الاستطلاع، إضافة إلى طلب يوصي بضرورة مجابهة تفشي هذه الظاهرة، والعمل على الحدّ منها، وتضمن خطاب التوصية ما نصه كالآتي: quot;تلقى اتحاد الطلبة العديد من الشكاوى، التي تفيد بتعرّض الطالباتللتحرش الجنسي، الأمر الذي يوجب على الشرطة مواجهة تلك الظاهرة والتصدي لهاquot;.

وفي ضوء معلومات اتحاد طلبة الجامعة العبرية، أوعزت الدوائر القيادية في الشرطة الإسرائيلية بتسيير دوريات ووحدات تأمين في ساعات المساء والليل في الشوارع المحيطة والقريبة من المدن الجامعية المتاخمة للجامعة العبرية، وذلك في أعقاب جلسة عُقدت خلال الأسبوع الماضي بين ممثلين عن اتحاد طلبة الجامعة العبرية وقائد مخفر الشرطة المتاخم للجامعة.

وأعلنت الشرطة أنها في صدد وضع نقاط مراقبة ثابتة خارج مقر المدن الجامعية وعلى الطريق المؤدي منها إلى الحرم الجامعي، غير أن المراقبين يرون أن تشديد الحراسة الشرطية في هذه الأماكن سيكون على حساب مناطق أخرى مزدحمة بالسكان والمارة، وهي الأماكن التي ترتفع فيها معدلات الجريمة.

ولفتت الصحيفة العبرية في نهاية تقريرها إلى أنه في أعقاب ورود معلومات حول الاشتباه في وقوف شباب في القرية العيسوية وراء عمليات التحرّش بطالبات الجامعة العبرية، يجري اتحاد طلبة الجامعة اتصالات حثيثة ولقاءات شبه دورية مع موسى درويش، أحد رجالات القرية، في محاولة للوصول إلى شباب القرية المتورّطين في ارتكاب عمليات التحرّش وإلقاء القبض عليهم.