هاجم عمار الحكيم، أداء القيادات الأمنية في البلاد، وأكد أن فشلها وضع العراقيين رهينة بيد الإرهابيين، وحملها مسؤولية تصاعد أعمال العنف، حتى بات الموت ينتشر في شوارع البلاد، واتهم دولاً وقوى سياسية عراقية بدعم الإرهاب، وحذّر من أن الأشهر المقبلة قد تشهد تطورات دولية وإقليمية كبيرة، وهو ما سينعكس سلبًا على الواقع الأمني في العراق.
الحكيم متحدثاً خلال الملتقى الثقافي للمجلس الاعلى |
قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي،عمار الحكيم، في كلمة في الملتقى الثقافي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية إن القوى الامنية لم تستجب أو تتخذ الاجراءات اللازمة للتحذيرات التي اطلقتها القوى السياسية عن مواجهة العراق لاخطار حقيقية كبيرة ومتنوعة ومتشعبة.
وقال: quot;لكن أن تصل الامور الى هذا الحد من الاختراقات الامنية خلال الايام القليلة الماضية ليكون شهر ايلول المنصرم هو الاكثر دموية منذ سنتين فإن ذلك يعني عودة العراق الى المربع الاول حيث وصل عدد الضحايا في ذلك الشهر الى 365 شهيدًا و683 جريحاً بحسب الاحصاءات الرسمية لوزارتي الصحة والداخلية، وفي وقت هرب فيه العشرات من أمراء الارهابيين وكبارهم المحكومين عليهم بالإعدام الذين وصل عددهم الى 47 محكومًا كان ينتظر تنفيذ الحكم بهم من سجن تكريت في شمال غرب البلاد ليل الخميس الماضيquot;.
وخاطب الحكيم الذي يترأس المجلس الاعلامي الاسلامي احد مكونات التحالف الشيعي الحاكم القوات الامنية قائلاً: quot;إن المسؤولية تقع على عاتقكم وعليكم أن تتحملوها كاملة وأن توقفوا هذا الانحدار الامني الخطير الذي نعيشه في هذه الايام وأن عليكم أن تواجهوا هذا التدهور الامني الخطير بطرق وافكار جديدة واستراتيجيات واقعية وناجحة وعليكم أن تكونوا اكثر براعة في مواجهة هذا الموت الذي ينتشر في شوارعناquot; ..
وحذر من أن الاصرار على الخطط السابقة سيعني المزيد من الثغرات والانهيارات والإشكاليات الامنية. واشار الى أن الارهابيين اصبحوا يتفننون في تنفيذ عملياتهم المسلحة التي تنوعت بين تفجيرات عشوائية وجرائم قتل بأسلحة الكاتم للصوت وصولاً الى عمليات نوعية تستهدف مفاصل حيوية في المؤسسة الأمنية مثل الهجوم على دائرة الجرائم الكبرى واستهداف السجون .. موضحًا أن هذا يعطي اشارة الى القادة الامنيين من أن الارهاب يتحداهم وأن الارهاب اخذ زمام المبادرة وبيده الفعل.
وشدد بالقول: quot;إن الإرهاب يجب أن يسحق وتقلع جذوره حتى يشعر المواطن بالأمان والاستقرار وأن لا يكون رهينة بيد الارهابيين يفعلون به ما يريدون ويقتلونه متى يشاؤون وهذا لا يكون الا اذا اعترفت المؤسسة الامنية بأن بعض خططها فاشلة وبعض قياداتها غير كفؤةquot;.
ودعا المؤسسة الأمنية إلى الاعتراف بالتقصير وارتكاب الاخطاء والمبادرة لمعالجة هذه وعدم اللجوء الى التبريرات. واشار الى ان ما يحصل في العراق حاليًا ليس عملاً إرهابيًا عشوائيًا وإنما هو إرهاب منظّم تدعمه أجندات خارجية وتسهل عمله بعض التيارات السياسية الداخلية التي تضع يدًا في الحكومة ويدًا أخرى مع أعدائها لهدم الدولة.
وحذر الحكيم من أن الأشهر المقبلة قد تشهد تطورات دولية وإقليمية كبيرة وهو ما سينعكس سلبًا على الواقع الأمني في العراق، وقال: quot;لقد حان الوقت لتفكر اجهزتنا الامنية بحلول جذرية للواقع الامني الذي نعيشه وأن تراجع تقييم اداء القيادات الامنية ومدى فاعلية الخطط الامنية التي وضعت في الظروف السابقةquot;. وقال إن quot;لهو المجاميع الارهابية في شوارع بغداد وبيدها المسدسات الكاتمة للصوت فإن هذا يعني أن استخفافها بالمواطنين قد وصل الى حد الاستهزاء بأرواح الناس بشكل يدعو لوضع حد لمثل هذه الظاهرة التي تتوسع يومًا بعد آخرquot;.
واقر الحكيم بارتباك الساحة السياسية وانشغال السياسيين في تصفية الحسابات في ما بينهم .. وقال إنه ليس من المنطقي أن يبقى الناس يتابعون نتائج الصراعات السياسية ومسلسل الازمات التي لا تنتهي في هذا البلد فعلى السياسيين أن يعملوا من اجل الاهتمام باوضاع المواطنين ووضع احلامهم وطموحاتهم موضع التحقق والتنفيذ حتى يشعروا بأن هذا الوطن هو وطنهم.
وأضاف: quot;أننا اليوم نعاني من ازمة في الوطنية لأن سياسات الديكتاتورية الغابرة استهدفت العلاقة بين الوطن والمواطن واصبح الانسان يشعر بانه ليس عزيزاً وكريمًا في وطنه وعلينا أن نغير هذا الانطباع ونكرس العلاقة الوثيقة بين الناس وبين وطنهم وذلك لا يكون الا من خلال اشاعة العدل والانصاف وحل مشاكل الناس والاهتمام بخدمتهم ورعايتهم وحل مشاكلهمquot;.
اثار الشغب في السجن الذي فرّ منه المعتقلون مؤخراً |
وكان 102 من السجناء تمكنوا الخميس الماضي من بينهم 74 سجينًا محكوماً بالاعدام من الفرار من سجن تسفيرات تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) بعد مواجهات مع القوات الامنية ادت الى مقتل 16 عنصر أمن، فيما تمكنت قوات الامن من قتل أربعة من السجناء الهاربين وإلقاء القبض على 24 آخرين ولا يزال مصير 73 من السجناء مجهولاً وسط مخاوف من عبورهم الحدود القريبة الى سوريا المجاورة.
وكشفت وزارة الداخلية في بيان لها عن أن عملية هروب السجناء تمت بتواطؤ بعض عناصر الحماية في موقف التسفيرات، وأن الاسلحة التي استخدمها الارهابيون كانت قد دخلت الى الموقف أثناء أوقات الزيارات العائلية. ورصدت الوزارة مكافآة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقال السجناء الفارين، فيما عممت صور واسماء السجناء على الاجهزة الامنية والمطارات والمنافذ الحدودية في محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار ونينوى.
يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهد خلال الاشهر القليلة الماضية تكرار هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا quot;الإرهابquot;، حيث أعلنت وزارة العدل في الخامس من أب (اغسطس) الماضي عن إحباط محاولة لهروب نزلاء من سجن بغداد المركزي غرب العاصمة من خلال نفق حفره النزلاء، فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية، في نهاية تموز (يوليو) الماضي بعد استهدافها بسيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة، فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطهير مبنى المديرية من المسلحين في هجوم استمر لخمس ساعات وأسفر عن مقتل ثمانية مسلحين وضبط خمسة أحزمة ناسفة.
وكان زعيم تنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ابوبكر البغدادي اعلن في كلمة صوتية في تموز (يوليو) الماضي عن شن عملية جديدة اطلق عليها اسم quot;هدم الاسوارquot; تستهدف اطلاق سراح سجناء التنظيم.
التعليقات