الندوات سلاح quot;راقٍquot;، هذا ما يعتبره كثيرون، انتهجته دولة الإمارات بعد أن كشفت عن تنظيم الإخوان وسعيه الى قلب نظام الحكم في الدولة الناجحة، بينما تدافع عنهم الدوحة في مؤتمر يحكي عن: quot;الإسلاميون والنظام الديمقراطي.. تجارب واتجاهاتquot;.
الرياض: لم يعد تعدد الندوات المقامة بين دولتي الإمارات وقطر كاتمًا لأسرار الخلاف غير الواضح أو المستتر وفق العرف الخليجي بين الدولتين الجارتين، ونقطة الخلاف بينهما quot;التنظيم العالمي للإخوان المسلمينquot;.
الإمارات تتهم quot;التنظيم العالمي للإخوان المسلمينquot; بمد يده داخل الدولة الأكثر نجاحًا بين مثيلاتها العربية، حيث اتضح بعد معلومات عديدة كشفتها المصادر الصحفية أن التنظيم متهم بتجييش عناصر داخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، المجتمعة ضمن حزمة أهداف سياسية عالية تطمح في قلب نظام الحكم بالدولة الغنية الطموحة.
وانكشف سعي التنظيم الذي تلقى دعمًا ماليًا من دولة خليجية يقدر بـأربعة ملايين دولار (لم يُفصح عن اسمها) إلى قلب نظام الحكم الفيدرالي العربي الناجح الذي تسير عليه الإمارات، وquot;تأسيس حكومة دينية بوسائل غير مشروعةquot; عبر جناح عسكري ضمن المنظومة العالمية للإخوان المسلمين.
اتهامات بالجملة، على التنظيم الذي وجد بعض بذوره في دولة الإمارات، لكن اليقظة الأمنية الإماراتية أفشلت نموه وفقًا لأهدافها التي تتكشف من حين لآخر، كان آخرها اعتراف التنظيم بتأسيس جناح عسكري، اشتعل طموحه مع الثورات العربية، واعتلاء الإخوان السلطة خاصة في مصر.
قطر، التزمت الصمت في كل اتهام quot;شخصيquot; أطلق عليها من بعد وأثناء كل ندوة إماراتية، واكتفت بالرد عبر ذات الوسيلة التي انتهجتها المؤسسات المدنية الإماراتية من مراكز أبحاث وغيرها.
دبي: ندوة quot;المنظمات الدولية ودورها في الربيع العربيquot;
بداية الرحلة، كانت من دبي عبر ندوة يوم واحد كان عنوانها quot;المنظمات الدولية ودورها في الربيع العربيquot; انطلقت حناجر المشاركين بقوة لترمي في الخليج quot;لهباًquot; لا يزال في أعماقها، بعد اتهام دولة شقيقة تراها الإمارات وشعبها أنها quot;الجار العزيزquot;.
الندوة التي عقدت في دبي كشف من خلالها المتحدثون أن للجار العزيز يداً في ذلك، حيث قال الإعلامي البحريني محمد العرب أن هناك تنسيقاً بين منظمة دولية ودولة خليجية، تستقبل شباب دول عربية وكذلك خليجية وتدربهم على مجموعة من المهارات التي تحتوي على حرب اللاعنف والخطابة المواجهة وتدعو إلى كسر هيبة رجال الأمن.
الكويتي مشعل النامي أحد المتحدثين في الندوة، قال بصراحته إن إحدى المنظمات الدولية تسير بشكل مباشر في تكوين جماعات ضغط سياسية على الحكومات الخليجية، ومنها دولة الإمارات التي يرونها هدفًا لهم، نظراً لخططها التنموية الناجحة، ويضيف النامي: أهم طرق هذه المنظمات للتدخل المباشر إثارة الفتن والجدال حول قضايا الشريعة والإصلاحات الاجتماعية والسياسية.
خلاصة الندوة التي أظهرت اسم قطر، كداعم قوي لـquot;الإخوان المسلمينquot; المتهمين بالفوضى quot;الخلاقةquot; وسعيهم إلى تضليل الرأي العام، وأن الإخوان كمنظومة يؤمنون بالعنف كمبدأ وحيد للتغيير، ويسعون كذلك الى تكفير المجتمعات تبريرًا للاستهداف الذي ينالها.
أبوظبي: ندوة quot;الإمارات في ظل ظروف الربيع العربي وحراك الإسلام السياسيquot;
جانب من الندوة التي نظمها مركز المزماة |
في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أقام مركز المزماة للدراسات ندوة جاءت أكبر من سابقتها في إمارة دبي، وحملت ذات التوجه كذلك، لكن العنوان اختلف وجاء مباشرًا تحت مسمى quot;الإمارات في ظل ظروف الربيع العربي وحراك الإسلام السياسيquot; وتناولت بشكل خاص موضوع تنظيم الأخوان المسلمين في دولة الإمارات.
وقال رئيس مركز المزماة في افتتاحيته للندوة التي شهدت حضوراً رسميًا من وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات الشيخ نهيان آل نهيان، إن quot;بعض الجهات ومعظمها في الخارج تحاول استغلال حالة الربيع العربي للتأثير سلبياً على صورة الإمارات المشرقة، وذلك بتكثيف تواصلهم مع جمعيات حقوقية وإنسانية، وإظهار الدولة بغير صورتها الحقيقية؛ من خلال تعميم حالات خاصة لأشخاص خالفوا القوانين السارية، وتحريف الحقائق لصالح هذه الفئة وهذا مكشوف بالنسبة لنا ونسعى الى إيضاحه للرأي العامquot;.
وطالبت الدكتورة أمل الفلاسي الشباب للتصدي لفكر وتوجه وهدف الإخوان المسلمين، حيث أكدت أن المسؤولية في الحد من حراك الإسلام السياسي المتمثل بالإخوان المسلمين، لا تقع على عاتق الحكومة بقدر ما تقع على عاتق الشعب الذين يعدون خط دفاعه الأول.
الكاتب السعودي عبدالعزيز الخميس قال إن الإخوان المسلمين يحاولون النيل من الإمارات، بل أن كرههم يحركهم ضد دولة الإمارات؛ لأنهم (الإخوان) يهجمون على التجارب التنموية الناجحة.
قطر: ندوة quot;الإسلاميون والنظام الديمقراطي .. تجارب واتجاهاتquot;
من قطر، جاءت الرياح المضادة لكل الاتهامات التي تنال من الإخوان، وفي محاولة الدفاع عنهم، جمعت الدوحة أكثر من خمسين مختصًا في مسألة الديمقراطية والمدافعين عن quot;الإسلام السياسيquot;.
حيث تعقد على مدار ثلاثة أيام ندوة :quot;الإسلاميون والنظام الديمقراطي .. تجارب واتجاهاتquot; بدأت السبت حكايا أولى أوراقها التي قدمها الباحث الفلسطيني عزمي بشارة، التي شدد فيها على دور ما أسماه quot;الثقافة الشعبيةquot; معتبرًا أنه سيكون لها شأن في تأسيس الديمقراطية في العالم العربي، كون الشعوب هي من ستختار من يمثلها في نهاية الأمر.
وتستكمل في قطر كذلك الرؤية حول الإسلام السياسي، حيث سيُسلط الضوء دفاعًا عن الإسلام السياسي، عبر أوراق وتجارب لدول عديدة منها التجربة السودانية بورقة لحسن الترابي، وكذلك التجربة التونسية غير الناضجة من راشد الغنوشي.
الدفاع عن quot;الإخوانquot; سمة ندوة قطر، عكس ما جاءت به ندوتي الإمارات التي رأت تآمر تنظيمهم العالمي على الدولة، التي كانت السلطات الإماراتية أعلنت في الخامس عشر من تموز/يوليو القبض على جماعة أنشأت quot;تنظيمًا يهدف الى ارتكاب جرائم تمس أمن البلادquot; وقالت النيابة العامة الإماراتية إنها باشرت التحقيق مع الجماعة المرتبطة بتنظيمات وأجندات خارجية.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية quot;تباشر النيابة العامة حاليًا إجراءات التحقيق مع جماعة أسست وأدارت تنظيمًا يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس امن الدولة ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة، فضلاً عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجيةquot;.
التعليقات