المالكي خلال لقائه نظيره الروسي مدفيديف |
وجّه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعنف هجوم إلى السياسة التركية في المنطقة، حيث وصفها بالوقحة التي تدفع المنطقة كلها إلى حرب شعواء، وأكد ضرورة تدخل المجتمع الدولي لايقاف الممارسات التركية هذه، نافيا بشدة الاتهامات الأميركية بإرسال إيران السلاح إلى سوريا عبرالأراضي العراقية .
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; لا يجب أن يتدخل في الأزمة السورية تحت مبرر حماية تركيا لأن لا شيء يهددها. وأضاف ان الحديث عن أن الطائرات السورية ألقت قنابل على الأراضي التركية مبالغ فيه كثيرا، حتى وإن حدث شيء من هذا القبيل. وأشار إلى انه لا يجب تضخيم الموضوع إلى حرب وجلب منظمة كاملة كالناتو لحماية تركيا التي لا يهددها شيء معتبرا أن تدخل الحلف في الوضع السوري يهدد بإشعال حرب جدية في كل المنطقة.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي السياسة التركية تجاه سوريا مشيرا إلى أنها غير صحيحة وأن انقرة تخاطر من خلالها بأمن المنطقة كما قال في تصريحات في موسكو التي يزورها اليوم لوكالة quot;انترفاكسquot; الروسية مضيفا أن تركيا تتصرف بوقاحة، وتأخذ على عاتقها مسؤولية حل المشاكل في سوريا بدل الشعب السوري وتريد فرض حلها، مؤكدا ضرورة تدخل المجتمع الدولي لايقاف تركيا.
ورأى المالكي أن أنقرة تحاول إقحام حلف الناتو في الشؤون السورية ما يعتبر خطرا جديا، ويهدد بتكرار السيناريو الليبي. وشدد على أن الأزمة السورية يجب أن تحل بشكل سلمي وأنه بعد استقرار الوضع واستتباب الأمن سيتمكن الشعب السوري من اتخاذ قراره بتغيير النظام أو عدم تغييره وانه لن يكون حيئذ خطر على الدولة ولا على دول منطقة الشرق الاوسط.
وكان وزير الخارجية التركي أحمد اوغلو قد اقترح الأسبوع الحالي تولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع السلطة في سوريا بدلا من الرئيس بشار الأسد وقيادة البلاد لفترة انتقالية تخرجها من أزمتها الحالية.
وأعلن المالكي عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليوم الأربعاء أن روسيا والعراق متفقتان على أن تسوية الوضع في سوريا يجب أن تتم من دون اي تدخل خارجي. وأكد الاستعداد لبذل كل ما هو ممكن لضمان نجاح مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الابراهيمي والتي يجب ان تتمثل في ايجاد حل سلمي للازمة السورية.
وقال المالكي إنه اتفق مع بوتين خلال المباحثات على أنه يجب بذل كل الجهود الممكنة من أجل التطور الديمقراطي للمنطقة وعدم السماح بالاعمال التحريضية والتدخل الخارجي في شؤون المنطقة وتفادي السيناريوهات العسكرية لحل القضايا.
وأعرب رئيس الحكومة العراقية عن تثمينه لموقف روسيا على استعدادها لمساعدة العراق في مسألة إخراج البلاد من تحت مفعول الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أن بلاده نفذت كل التزاماتها في هذا الجانب. وقال إن بلاده تدعو إلى التسوية السلمية للنزاع السوري وتدين من يقوم بتمويل وتسليح أحد الجانبين المتناحرين. وأضاف إن الموقف العراقي قريب جداً من الموقف الروسي موضحا أن العراق يعتبر أن الحل السلمي هو الحل الوحيد الممكن للمشكلة السورية لأن التدخل العسكري سيؤدي إلى اشعال الاضطرابات في المنطقة.
وأكد المالكي أن العراق لا يؤيد تلك الدول التي ترى أنه لا يمكن حل المشكلة السورية إلا بطريقة أمنية والإطاحة بالنظام باستخدام القوة. وشدد على أن العراق يعارض تزويد أي طرف للنزاع بالسلاح وتمويله وقال إن بلاده تتخذ موقفا حياديا ويعتبر أن كل شيء يجب أن يسوى بطريقة سلمية.
ومن جانبه، أعرب بوتين عن سروره من تطابق أو تقارب وجهات النظر الروسية والعراقية بشأن الكثير من القضايا مشيرا إلى انه تم خلال مباحثاته مع المالكي تبادل الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية الملحة. وأشار بوتين إلى أن موقفي روسيا والعراق من سبل حل الأزمة السورية متشابهان، وأكد تفهم روسيا قلق العراق من خطورة انتشار العداءات الإثنية والطائفية في المنطقة.
نفي تزويد إيران لسوريا بالأسلحة عبر العراق
ونفى المالكي الاتهامات الأميركية بإرسال ايران السلاح إلى الحكومة السورية عبر استخدام الأراضي العراقية قائلا إن ذلك ليس حقيقة وإن العراق لن يسمح باستخدام اراضيه لنقل السلاح والمقاتلين إلى الدول المجاورة.
وأضاف أن السلطات العراقية تفتش الطائرات المارة بين البلدين بدون تحذير ولم تجد على متنها اي سلاح. واشار إلى ان نقل السلاح عبر الأراضي العراقية يتناقض ليس مع القرارات الدولية فحسب، بل ومع دستور العراق، بالاضافة إلى انه قد يجلب مشاكل جدية للبلاد.
واعتبر ان هذه المعلومات هي لعبة سياسية او خطوة سياسية لأن سوريا لا تحتاج السلاح الذي سيتم نقله عبر العراق مؤكدا ان بغداد طلبت تقديم أدلة على المعلومات القائلة بانه يتم نقل السلاح عبر الأراضي العراقية الا انه لم يقدم لها شيء من ذلك. ولفت رئيس الوزراء لعراقي إلى ان الحكومة العراقية ابلغت سوريا وايران انها تسمح بنقل بضائع مختلفة عبر اراضيها، عدا السلاح، وستستمر باجراء عمليات تفتيش مفاجئة.
والاسبوع الماضي قامت السلطات العراقية للمرة الاولى بانزال وتفتيش طائرة شحن إيرانية في مطار بغداد الدولي، كانت تقوم برحلة بين دمشق وطهران قبل ان تسمح لها بإكمال رحلتها. وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر quot;طلبنا من طائرة شحن ايرانية الهبوط واستجابت، وقد تم تفتيشها من قبل مختصين في الشحن الجوي والجهات الامنيةquot;. واضاف quot;لم نشاهد اي شيء يخالف تعليمات حظر نقل الاسلحة بين الجانبين السوري والايراني وبالتالي قمنا بالسماح لها باستكمال رحلتهاquot;.
ومن جهته كشف السفير الايراني في العراق حسن دانائي مر، عن إدانة واحتجاج بلاده لدى العراق ضد تفتيشه لطائراتها المتجهة إلى إيران عبر اجوائه مؤكدا أن هذا العمل يتنافى والاتفاقات المعقودة بين منظمتي الطيران في البلدين. وأضاف السفير دانائي بشأن تفتيش الطائرات الايرانية في العراق quot;انه لحد لم تكن هناك سوى حالة واحدة فقط من التفتيشquot;. وقال quot;على اي حال اننا ندين هذا العمل كالسابق ونعتقد أنه مخالف للاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران في البلدينquot;. وأشار إلى أن وزارة خارجية بلده قد احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية .. وعبر عن الامل quot;بأن لا يتكرر هذا الموضوع لان هذا الامر يتعارض مع المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدينquot;.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد وعد مؤخرا بعمليات التفتيش هذه استجابة لبواعث قلق واشنطن من قيام إيران بشحن أسلحة إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته في قمع الانتفاضة الشعبية المستمرة ضده منذ 18 شهرا.
وتؤكد الحكومة العراقية بأستمرار أنها لن تسمح أبدا باستخدام مجالها الجوي لنقل أسلحة لأي من طرفي الصراع السوري ورفضت الشهر الماضي السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بالمرور عبر مجالها الجوي للاشتباه في حملها أسلحة. وأتهم مسؤولون أميركيون بارزون الشهر الماضي إيران بشحن اسلحة وتجهيزات عسكرية إلى سوريا عبر الأجواء العراقية.
ومطلع ايلول (سبتمبر) الماضي طلبت الولايات المتحدة من العراق ارغام الطائرات الايرانية المتجهة إلى سوريا والعابرة في المجال الجوي العراقي على الهبوط واخضاعها للتفتيش خشية ان تكون محملة بالاسلحة المتجهة إلى النظام السوري.
وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون هذا الطلب الاسبوع الماضي خلال لقائها نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند quot;نأمل ان تخضع طائرات الشحن هذه للتفتيش دوريا وان يؤدي ذلك إلى ردع اولئك الذين يستغلون المجال الجوي العراقي لايصال اسلحة إلى سورياquot;.
التعليقات