دارت أحاديث جانبية في حفلة quot;غالا بارتيquot; التي أقيمت على هامش فعاليات قمة أبوظبي للإعلام 2012 التي إختتمت أعمالها الخميس بين الإعلاميين المتواجدين في القمة، خاصة بين الإعلاميين والصحافيين البريطانيين، الذين لم يتعاطفوا مع أحاديث بيل غيتس، وأبدوا عدم ارتياحهم من الكلمة الطويلة التي ألقاها في افتتاح القمة.
أعرب الإعلاميون لـquot;إيلافquot; عن شكوكهم حول نوايا غيتس الحقيقية وراء مشروعاته التي ينوي القيام بها، والتي يقول عنها إنها خيرية لا تهدف إلى الربح. وقالوا quot;نعتقد ان نوايا غيتس الحقيقية ما زالت مختبئة داخله وتختلف عن خطابه المعلنquot;.
وقال صحافي من جريدة quot;ديلي ميلquot; البريطانية لـquot;ايلافquot; إن بيل غيتس ثاني اغنى رجل في العالم جاء يبحث عن المال في الامارات، وان ذلك بدا جليًا كثيرًا في كلمته الطويلة وتصريحاته المختلفة التي تناقلتها وسائل الإعلام هنا وهناك من حيث دعوته الناس الى التبرّع من اجل مشروعات خيرية.
واضاف هل يعقل ان ثاني اغنى رجل في العالم الذي يمتلك المليارات جاء ليطلب المال؟. وهل لا يستطيع غيتس القيام بالإنفاق على تلك المشروعات من ملياراته؟.
تساءل الإعلامي: طالما ان غيتس يسعى إلى خدمة الإنسانية، ويهدف الى عمل مشروعات خيرية لمكافحة الامراض والفقر في افغانستان وباكستان فلماذا لا يقوم بانشاء مركز ابحاث طبية عالمي في منطقة الشرق الاوسط، ويكون مقره الرئيس في الامارات التي تقدم مساعدات خيرية وانسانية إلى الكثير من دول العالم؟.
وقال بعض الحاضرين مشيرين الى بيل غيتس quot;إنه يسعى الى الاهتمام الآن بالدول الفقيرة، لأن مواطني تلك الدول هم السبب في نجاحه وشهرته العالمية، موضحين أن الايدى العاملة الماهرة المتخصصة فيquot;السوفت ويرquot; رخيصة جدًا في دول مثل الهند وباكستان مقارنة بدول أخرى، وهذه العمالة هي التي كانت سببًا في تكوين ثروة بيل غيتس التي تقدر بالملياراتquot;.
استغرب الكثيرون من ظهور بيل غيتس المفاجئ والمكثف في قمة أبوظبي للإعلام وقيامه بالكثير من اللقاءات الاعلامية والصحافية بكل سهولة، وذلك بعدما كان غيتس رجلاً تصعب على رؤساء الدول مقابلته في منتدى دافوس منذ بضع سنوات فقط. وتساءلوا ما هو السبب الذي جعل غيتس رجلاً تسهل مقابلته بعدما كان مغرورًا اشد درجات الغرور. هل البحث عن المال هو الذي دفعه الى التنازل عن غروره بهذه السهولة؟.
عمليات احتيال تحوم حول أموال الصناديق الخيرية في العالم
من جهتها ذكرت وكالة اسوشيتد برس في 24 يناير/كانون الثاني 2011 أن هناك شبهات وغش تحوم حول 21.7 بليون دولار جمعها الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، حيث ان ما لا يقل عن ثلثي هذه الأموال دخل quot;جيوبquot; القائمين على هذا الصندوق، الذين قاموا ببيع الأدوية المتبرع بها للصندوق في السوق السوداء من أجل تحقيق أرباح خيالية.
وتعتبر مؤسسة بيل وميليندا غيتس شريكًا رئيسًا للصندوق العالمي في مجالات التمويل والحوكمة وحملات التأييد. وكذلك نجم الروك العالمي بونو. وهناك أنصار بارزون آخرون للصندوق، مثل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وسيدة فرنسا الاولى السابقة كارلا بروني ساركوزي. هذا ومن المفترض ان يقدم مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس إلى الصندوق 150 مليون دولار في العام.
يعتمد هذا الصندوق العالمي على المساهمات المالية الطوعية المقدمة من كل قطاعات المجتمع، كالحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الخيرية والأفراد. ويسعى الصندوق الى جمع مبلغ 15 مليار دولار أميركي، يقول انها ضرورية للوقاية من الإيدز والسل والملاريا ولعلاج هذه الأمراض على المستوى العالمي.
اضافت الوكالة ان هذا الصندوق يحصل على دعم كبير بملايين الدولارات من قبل عدد من رجال السياسة والمشاهير العالميين. مشيرة الى انه quot;رغم أن العديد من المساهمين في هذا الصندوق كان مرجّحًا وجود النوايا الحسنة لتبرعهم، الا انه يبدو أن أموالاً بهذا الحجم تكون مهيأة للفساد والاحتيال من قبل متلقي هذه الاموال وشركائهمquot;.
في سياق متصل ذكرت صحيفة quot;ديلي ميلquot; البريطانية في 3 فبراير/شباط 2011 انه ثار الجدل حول إساءة استخدام اموال الصندوق بعد صدور تقرير من المفتش العام للصندوق بأن ثلثي أموال المنح الصحية المقدمة إلى البلدان النامية كانت quot;تؤكل من قبل الفسادquot;، وانه كان يتم التحقيق في 28 بليون دولار حصل عليها الصندوق كتبرعات ومساعدات من حكومات ومؤسسات وافراد، ولكن لم تصل من هذه المساعدات الى الدول الفقيرة التي يعاني شعبها من الامراض والفقر الا مبالغ زهيدة جدا لا تقارن اطلاقا بالمبالغ التي تم جمعها.
وتظهر التحقيقات ان هناك عمليات احتيال وغش تجري وراء هذه الاموال الضخمة. حيث كشفت التحقيقات عن تقارير رسمية وجود مشروعات وهمية في جيبوتي ومالي وموريتانيا وزامبيا، كما ضبطت إيصالات مزورة عن مخصصات مالية تم انفاقها لأعمال التدريب، والسفر والسكن، اضافة الى الحصول على دفاتر كشفت عن سرقات كبيرة.
نتيجة لهذا التحقيق قامت بعض الدول المانحة، مثل ألمانيا والسويد، بحجب أكثر من 250 مليون دولار من أموال المساعدات التي تقدمها إلى الصندوق العالمي. فهل تحول بيل غيتس فعلا من محتكر الى حمامة خير تساعد الفقراء والمرضى؟.
من ناحية اخرى ذكر الموقع الالكتروني البريطاني (icke-exposed) في مارس/آذار الماضي ان بيل غيتس يحاول تصوير نفسه بانه محب للخير في نهاية المطاف وانه يجسد الروح الخيرية.
وقال الموقع كيف يتحول غيتس، الذي خاض معركة طويلة ومكلفة مع الحكومة الاميركية بشأن احتكار مايكروسوفت لسوق البرمجيات وحارب في الكونغرس الاميركي من اجل سياسات الاحتكار التي تتبعها شركته مايكروسوفت، فجاة الى حمامة تسعى إلى الدفاع عن حياة الأفارقة الفقراء والمحرومين اقتصاديًا والمرضى والاطفال.
واشار الموقع الى ان بيل غيتس هو واحد من أغنى الكائنات البشرية على كوكب الأرض. اكتسب هذه الثروة الهائلة، من خلال بيع كميات هائلة من البرامج، دون المستوى ومعيبة بأسعار باهظة، مبينا ان غيتس جشع للغاية، حيث انه تهرّب من دفع الضرائب المفروضة على ثروته الشخصية الضخمة، على الرغم من ادعاءاته على شاشة التلفزيون أنه يجب على الناس الأغنياء أن يدفعوا أكثر من الضرائب.
علاوة على ذلك قام بعمل خطة ماكرة للتهرّب من الضرائب عبر إنشاء مؤسسة بيل وميليندا غيتس للاعمال الخيرية التي تكون معفاة من الضرائب لاستخدامها في اخفاء امواله ومشروعاته.
واوضح الموقع ان هذه المؤسسة الخيرية معفاة من الضرائب، رغم ما لديها من اصول ضخمة تزيد على 37 بليون دولار، وفي المقابل تنفق 150 مليون دولار فقط على الاعمال الخيرية للاحتفاظ بصفتها ومسماها الخيري. وقال الموقع quot;تخيلوا كم كان سيدفع غيتس للضرائب مقابل تلك الاصول الضخمة التي تزيد على 37 بليون دولار؟quot;.
تجدر الاشارة الى ان بيل غيتس لديه 8 مليون شخص يتتبعونه على موقع التواصل الاجتماعيquot;تويترquot;. واسمه الحقيقي هو وليام هنري غيتس الثالث، وهو رجل أعمال ومبرمج أميركي ومحسن. وثاني أغنى شخص في العالم. أسّس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان، وقد صنع ثروته بنفسه. ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدر بـ9% من الأسهم المطروحة.
التعليقات