في زيارة حملت في مدلولاتها طابعًا سياسيًا على الرغم من هدفها الاقتصادي المعلن، وصل أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني برفقة عقيلته موزة المسند إلى قطاع غزة، ما أثار استياء السلطة الفلسطينية التي اعتبرت الخطوة تعزيزًا للانقسام الفلسطيني.
غزة: قام أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني اليوم الثلاثاء بزيارة quot;تاريخيةquot; الى قطاع غزة هي الاولى لرئيس دولة منذ ان سيطرت حركة حماس عليه في 2007.
وما يزيد من أهمية هذه الزيارة هو ان الشخصيات النادرة التي توجّهت إلى القطاع في السنوات الخمس الماضية مثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون او وزراء خارجية اوروبيين، تجنبوا اي اتصال مع حماس التي تقاطعها الاسرة الدولية لرفضها الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العمل المسلح.
وقال رئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية خلال حفل وضع حجر الاساس لمدينة سكنية تحمل اسم امير قطر في خان يونس جنوب القطاع quot;اليوم ندك جدار الحصار (...) اليوم نعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية المباركةquot;.
إقرأ أيضًا |
سياسة قطر المشجعة للإسلاميين تتجسد بزيارة أميرها الى غزة |
واعلن هنية ان الشيخ حمد quot;وافق على زيادة المنحة القطرية لتصبح 400 مليون دولار بدلا من 254 مليوناquot; لمشروعات إعمار القطاع المحاصر. وهو يشير بذلك الى مشروع اعلنت عنه قطر في 25 ايلول/سبتمبر لاعادة اعمار القطاع الذي دمر خلال عملية quot;الرصاص المصبوبquot; الاسرائيلية في كانون الاول/ديسمبر 2008-كانون الثاني/يناير 2009 وخصوصا عبر مشاريع بنى تحتية ومساكن.
واوضح هنية ان المنحة الاضافية تشمل خصوصا زيادة عدد الوحدات السكنية في مدينة الأمير حمد الاسكانية ليصبح quot;ثلاثة آلافquot;. كما تشمل quot;بناء مدينة سكنية للاسرى المحررين في صفقة التبادل (مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط) قبل عام بقيمة 25 مليون دولار على مساحة مئة دونم واقامة مركز للإصلاح والتأهيل بقيمة ثمانية ملايين دولارquot;، على حد قوله.
وتابع ان quot;قيمة مستشفى الاطراف الصناعية رفعت الى 15 مليون دولار بدلا من 2,5 مليون دولار. وكان امير قطر وصل بعيد الساعة 10,45 (8,45 تغ) من مصر على رأس وفد يضم زوجته الشيخ موزة ورئيس الوزراء الشيخ حجمد بن جاسم آل ثاني، عن طريق معبر رفح حيث كان هنية في استقباله.
وعلى الفور عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والقطري ثم استعرض امير قطر وهنية حرس الشرف قبل ان يصافح الامير كبار مستقبليه من قادة حماس بينهم محمود الزهار وخليل الحية وصالح العاروري الذي وصل غزة صباحا، ووزراء الحكومة المقالة وقادة اجهزتها.
وكانت طائرة امير قطر حطت قبيل ذلك في مطار العريش في سيناء قبل ان تقله مروحية الى الجانب المصري من رفح. وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زار غزة في 1999 حيث استقبله الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وتسعى حماس التي تدين quot;الحصار السياسيquot; المفروض عليها وتقول إنها ضحيته رغم فوزها في الانتخابات التشريعية قي 2006، لجذب شخصيات دولية الى غزة منذ ان طردت السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس في حزيران/يونيو 2007.
وفي ايلول/سبتمبر 2007، تخلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان عن التوجه الى قطاع غزة خلال جولة في دول quot;الربيع العربيquot;. وانتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة امير قطر للقطاع معتبرين انها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني. وكان الشيخ حمد اتصل قبل ايام بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لطمأنته بشأن الزيارة.
ومع ذلك، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع مساء الاثنين في مقر الرئاسة الفلسطينية العرب الى quot;عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزةquot; لان ذلك quot;يخدم اساسا المشروع الاسرائيليquot;.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين quot;كنت اتمنى ان يعلن امير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزةquot;، معتبرا ان quot;وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطينيquot;.
من جهتها، نشرت صحيفة quot;الايامquot; الفلسطينية التي تصدر في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء رسما كاريكاتوريا كتب فيه quot;فلسطين موحدة (...) لا اهلا ولا سهلا بالمقسمينquot;. كما انتقدت اسرائيل الزيارة واصفة اياها quot;بالغريبةquot;. وقال يغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية quot;يمكننا ان نأمل بان يقوم الامير بتشجيع الفلسطينيين الذين لا يدعون الى العنفquot;.
التعليقات