يحظى ضيوف الرحمن وأحوالهم بمتابعة العاهل السعودي خصوصاً مع وجود توسعة المسجد الحرام الأكبر في تاريخ السعودية، حيث سيرفع طاقة الحرم الإستيعابية إلى أكثر من مليوني مصلٍ في وقت واحد.


الرياض: وصل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اليوم الخميس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.

ويحظى ضيوف الرحمن وأحوالهم بمتابعة الملك عبدالله، حيث يحرص في كل عام على أن تعد للحجاج كل الخدمات التي تيسر لهم أداء الفريضة والمناسك بطمأنينة وسكينة وسلام، لهذا فإن قطاعات خدمات الحجاج تستنفر كافة طاقاتها وقدراتها البشرية والآلية على مدار الساعة ابتداء من الأيام الأولى لقدوم الحجاج، حتى ذروة العمل في المشاعر يوم التروية، وأيام التشريق، وحتى مغادرة ضيوف الرحمن إلى أوطانهم وبلدانهم.

وتخفف الخدمات الحديثة التي تقدمها المملكة للحجاح مشقة السفر والتنقل بين المناسك، ومكابدة التعب، حيث تستحدث لجنة الحج سنوياً خدمات إضافية وتحسينية مثل الاسعافات على الدراجات التي تمكن القطاعات الصحية من تقديم الخدمة الاسعافية والصحية للحجاج في وقت قياسي. كما أن الطيران العمودي يراقب حركة الحجاج لتتمكن غرفة عمليات الحج من التدخل السريع لحل أية عقبات أو معالجة أي حوادث طارئة.

وتوالت توسعة المسجد الحرام الذي يضم الكعبة المشرفة في مركزه منذ عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 638م، ثم شهد المسجد الحرام توسعات متتابعة عبر العصور الإسلامية. وفي عام 1925م أمر الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، بالبدء ببرنامج شامل لصيانة الحرم المكي وإضاءته و ترميمه وتحديثه وزيادة مساحته.

وبعد وفاة الملك عبد العزيز استمرت عمليات توسعة المسجد الحرام وصولاً إلى توسعةالعاهل السعوديالملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسعى بالمسجد الحرام، والتي تعتبرأكبر توسعة يشهدها المسعى في تاريخه،حيث أمر الملك عبدالله بتنفيذ مشروع وصف بالعملاق، ويشمل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به، بدءا بالجهة الشمالية لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصل في آن واحد كما تشمل التوسعة الساحات الخارجية للمسجد التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاقا، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة، كما تم تطوير منطقة الخدمات التي تشمل محطات التكييف والكهرباء، والمياه وغيرها من المحطات الأخرى التي تقدم الدعم لمنطقة المسجد الحرام، ويتوقع بعد اكتمال هذا المشروع المعماري الضخم أن تصل مساحة التوسعة إلى مليون متر مربع.

وسيرفع طاقة الحرم الإستيعابية إلى أكثر من مليوني مصلٍ في وقت واحد، ويجري العمل فيها على تظليل الساحات الشمالية وترتبط بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون للحشود، وستؤمن منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة، من خلال توفير إستهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وكذلك اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك، والعمل على تهيئة الساحة الخارجية الواقعة بين باب quot;الفتحquot; وباب quot;العمرةquot; لتنفيذ البنية التحتية والخدمات لصالح المشروع ليكون امتداداً للتوسعة وإتصالها مع الجهة الشمالية للمسجد الحرام، والعمل جارٍ أيضاً على إكمال المنارات التي ستضاف للتوسعة وعددها أربع منارات في التوسعة، منارتان رئيستان على الباب الرئيس باب quot;الملك عبداللهquot; ومنارتان الأولى في الركن الشمالي الشرقي والثانية جهة الركن الشمالي الغربي، ليصبح عدد منارات المسجد الحرام بعد إكتمال التوسعة (13) منارة.