تتجه الأنظار منذ يوم الأربعاء نحو المملكة العربية السعودية التي أنهت كافة الإجراءات التي تؤمن مسيرة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكركة وسط إجراءات أمنية مشددة في الآرض والجو.


أكدت المملكة العربية السعودية إكمال الاستعدادت لموسم الحج الذي ينطلق يوم غد الاربعاء بيوم التروية في منى ومن ثم الوقوف على جبل عرفات يوم الخميس وهو الركن الأعظم في الحج. وكان وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا يوم امس الاول استعرض ميدانيا جاهزية واستعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج من الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي إن أمن الحج لن يتأثر بما يجري في سوريا أو غيرها من أحداث، مضيفاً أن quot;ما أتوقعه أن الحج والحجيج لا يتاثرون بما هو حاصل في الجهات الأخرى وبالتالي لا أعتقد سيكون هناك مردود على أمن الحج بالنسبة لما يقع للاسف في أماكن أخرى سواء في سوريا أو غيرهاquot;. وحول احتمال وجود مندسين ضمن الحجاج السوريين قال إن quot;القادمين للحج مسلمون، والمسلم لا يمكن أن يؤذي الآخرين خاصة في مواقف الحج، ليس فقط السوريين من يريد ان يعبث وان يسيء للاخرينquot;.

وأوضح الأمير احمد quot;اذا حصل شيء من هذا النوع الجهات الأمنية على استعداد جيد لمتابعة امور الححيج كلهم، لكنني اعتقد انه لن يكون شيء من هذا اطلاقا لانه من يعمل هذا العمل سيكون مردوده سيء كبير جدا ايا كانquot;.
وأشار الأمير الى ماتردد مؤخراً من احتمال حدوث توترات قد يفتعلها حجاج من إيران quot;لا نتوقع أي توتر من الجانب الايراني، أكدوا لنا حرصهم على راحة الحجيج مثلما نحرص نحن واكثرquot;.

وحشدت السلطات الأمنية السعودية نحو مئة ألف شخص لخدمة الحجيج وضمان أمنهم بينهم 25 ألفاً من الدفاع المدني الذي وضع 19 مروحية وسبعة آلاف آلية في الخدمة. وكانت القوى الأمنية المكلفة حماية الحجيج نظمت مطلع الاسبوع الجاري عرضاً عسكرياً، بدأ بتحليق 11 مروحية واستعراض قوات الطوارئ ثم تلتها تشكيلات لجميع القطاعات العسكرية والأمنية وأهمها قوات مكافحة الإرهاب وقوات أمن المنشآت والقوات الخاصة للأمن الدبلوماسي. كما قامت مروحيتان بعملية إنزال جوي لعدد من رجال الأمن، ونفذت قوات الطوارئ الخاصة عملية إنزال لتحرير رهائن مفترضين.

صحيا بددت السلطات السعودية المخاوف التي انتشرت الشهر الماضي من تفشي مرض (سارز) بين الحجاج بعد إصابة قطري بفيروس مرتبط بمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) الفتاك.
وقال مسؤول في وزارة الصحة السعودية إن المملكة العربية السعودية اتخذت احتياطاتها لمنع انتشار المرض.

وكانت منظمة الصحة العالمية أصدرت تحذيرا عالميا الشهر الماضي من أن فيروسا جديدا لم يكن معروفا قبل أصاب قطريا عمره 49 عاما كان قد سافر مؤخرا إلى السعودية و توفي بالفعل رجل آخر أصيب بفيروس شبه مطابق له.

وقالت هيئة حماية الصحة في بريطانيا وخبراء في الأمراض التنفسية إنه ليس هناك ما يدعو للقلق لكن السلطات تتابع الموقف تحسبا لأي مؤشر على انتشار الفيروس. نائب وزير الصحة زياد مميش قال لوكالة رويترز إن وزارة الصحة اتخذت إجراءات وقائية للتعامل مع تدفق أكثر من مليوني حاج، مضيفاً quot;أن من بين الإجراءات مراقبة المداخل البرية والبحرية والجوية لتقييم حالة من يدخلون والحصول على عينات في حالة ظهور أي أعراضquot;.

وفي عام 2009 وضعت السعودية كاميرات حرارية في مطاراتها وزادت من أعداد المسعفين في إطار إجراءاتها للحد من فيروس (اتش1 ان1). وأضاف مميش أن المملكة لن تلجأ لاستخدام الكاميرات الحرارية هذا العام.

ومن المتوقع وصول حوالى مليوني حاج من خارج المملكة العربية السعودسة فضلا عن حوالى 750 الفا من الداخل لاداء فريضة الحج هذا العام.

من جانب آخر، انطلقت في مكة حملة موسعة باسم laquo;الحج عبادة وسلوك حضاريraquo; بإشراف الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنتين التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج، حيث تركّز هذه الحملة على توعية الحجاج وتسهيل مراحل حجهم بيسر. فقد كانت أبرز المشاكل التي اكتشفت من خلال الدراسات وفي حج الأعوام السابقة الازدحام والتدافع، الافتراش ومظاهره غير الحضارية، المخلفات، إشعال النار للطبخ، نقص تنظيم حملات الحج ومراقبتها ومنع المزيفة منها.

ومن أهمّ القضايا التي خرجت بعدة تداعيات، زيادة عدد الحجاج بصفة عامة والذين يتسللون للحج بلا تصريح وما يصاحب ذلك من افتراش وتأثير سلبي في خدمات النقل والنظافة والتغذية وخلافه، مما يستدعي تطوير منهج الأنظمة ذات الصلة بالحج، ويجري العمل على تطبيق المسار الإلكتروني واللجان المختصة تطوّر مراكز الفرز والتفتيش على مداخل مكة لتنظيم عمليات الفرز وتسهيل الوصول للحجاج النظاميين ومنع غير النظاميين وردّهم. إضافة الى مشكلة الإسكان التي تعد من المشاكل المُزمنة في المشاعر المقدسة، حيث لا يتمّ الالتزام بحدود المخيّمات مِن قِبل المطوّفين فتتعدّى على المسارات ومناطق أخرى.

وتبين أيضا أن فترات الطواف تشكّل أزمات احتقان بسبب عامل الوقت المحدود وإصرار الحجاج على أدائه خلال الفترة الضيقة، وكذلك في مزدلفة أثناء النفرة من عرفة والصلاة في مسجد نمرة، وهناك رسالة من خلال الحملة إلى المطوفين الذين بإمكانهم التعاون بصفة أكبر في التفويج، كما يجب البحث في الرخص الشرعية التي قد تيسّر على الحاج وتسهّل تنظيم الفريضة، ومن ضمن رسائل الحملة بعد أن ظهرت كثرة المخالفين من الجاليات، التوعية لمنسوبي الوزارات والبحث عن حلول.

يذكر أن الحج يبدأ الأربعاء بيوم التروية في منى، يليه الخميس يوم الوقوف بصعيد عرفة عند جبل عرفات وهو الركن الأعظم من الحج، وينفر الحجيج مساء إلى مزدلفة حيث يمكثون لبعض الوقت ويلتقطون الحصى، قبل العودة إلى منى في اليوم الأول من عيد الأضحى الجمعة لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي أو النحر ثم الحلاقة أو التخفيف ثم طواف الإفاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة.

وتأتي بعد ذلك أيام التشريق الثلاثة (السبت والأحد والاثنين) التي يمكن للمتعجل العودة إلى بلده لظرف ما أن يختصرها إلى يومين فقط. ويقوم الحاج في أيام التشريق بالخصوص برمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) بسبع حصيات مع التكبير رمزاً لرفض غواية الشيطان، وينهي الحاج مناسكه بطواف الوداع حول الكعبة.