قد يكون الإعصار ساندي كارثة تؤثر في ملايين الأميركيين لكن مع انحسار المياه قبل أسبوع من الانتخابات، تطرح التساؤلات سياسيًا حول المرشح الذي سيخسر أكثر من جراء هذه العاصفة القوية.


دايتون: تسبب الإعصار ساندي بفيضانات كبرى في شوارع نيويورك الاثنين ما ادى الى انفجار محطة لتوليد الكهرباء وترك قسم كبير من مانهاتن من دون كهرباء فيما عمّ الخراب المدينة على نطاق واسع. وخلفت العاصفة العنيفة قتلى وجرحى فيما قامت أجهزة الاغاثة بإنقاذ العديد من الاشخاص الذين علقوا على سطوح منازلهم. .

وقبل اسبوع من الانتخابات، يسعى باراك أوباما وميت رومني لكسب أصوات الأميركيين. فالرئيس الأميركي باراك أوباما في القيادة وإدارته للتحرك الفدرالي لمواجهة هذه الازمة التي ادت الى سقوط 13 قتيلا وتتسبب بخسائر بالملايين، قد تؤدي الى تعزيز موقعه او الاضرار بها.

والمرشح الجمهوري ميت رومني الطامح للفوز بانتخابات 6 تشرين الثاني (نوفمبر) عبّر عن تعاطف مع الضحايا ودعا المناصرين الى مساعدة الأميركيين المحتاجين لكنه لا يتولى منصبًا رسميًا في عمليات الاغاثة.

وقال احد مسؤولي حملة رومني في وقت متأخر الاثنين quot;الان وفيما يضرب الاعصار ويؤثر في خمسين مليون شخص، الاولوية يجب ان تتركز على جهود الاغاثةquot;. وأضاف quot;الكثير من القرارات في الحملة يجب ان تتخذ مع الاخذ في الاعتبار هذه المسألةquot;.

وأدلى البيت الابيض بمواقف مماثلة مشددا على ان quot;سلامة وأمن الأميركيينquot; تشكلان أبرز اولوية واقر بخسارة يومين كاملين من الحملات بسبب العاصفة. وقال جاي كارني المتحدث باسم أوباما quot;يجب ان نركز ليس على الحملة او الانتخابات وانما على الحرص على تعبئة كل الامكانات الفدرالية لمساعدة الولايات والمدن على مواجهة العاصفةquot;. واضاف quot;هذا هو تركيزنا الانquot;.

إقتراب الاستحقاق

لكن استحقاق الانتخابات يقترب ويجمع الكل تقريبا على ان الانتخابات الرئاسية ستكون محتدمة جدا ولا يريد اي مرشح ان يخسر في الشوط الاخير الختامي. وسيتطلب الامر بالتاكيد حنكة سياسية لتحديد موعد ومكان معاودة الحملة من دون ان يظهر المرشح وكأنه غير مبال بمعاناة ضحايا العاصفة.

والسعي وراء اصوات في فرجينيا حيث هناك اكثر من 170 الف شخص من دون كهرباء قد لا يكون استراتيجية رابحة رغم أن هذه الولاية هي بين ابرز ثلاث ولايات ستشهد معارك سياسية قوية، مع فلوريدا واوهايو.

والاحد عبر ديفيد اكسلرود مستشار أوباما عن قلقه من ان تؤثر العاصفة سلبا في التصويت المبكر الذي بدأ في عدة ولايات والذي يعتبر امرا حيويا لآمال الرئيس بالفوز بولايات مثل فرجينيا. واضاف quot;بالتأكيد نريد تسهيل الوصول الى مكاتب الاقتراع لاننا نعتقد انه كلما جاءت اعداد اكبر، كلما كان وضعنا افضلquot;. وتاريخيا، فان كثافة التصويت كانت تصب دائما في مصلحة الديمقراطيين.

لكن هناك صعوبات للمحافظين في جنوب غرب فرجينيا الريفي حيث يواجه السكان عواقب العاصفة ما قد يبقي الكثيرين في هذه المنطقة التي تصوت بمعظمها للجمهوريين في منازلهم من دون التوجه للاقتراع. ومكان اخر قد تبرز فيه اثار العاصفة مباشرة هو فيلادلفيا، المعقل الديمقراطي في بنسلفانيا التي تميل نحو اليسار. وكان هناك حوالى 400 الف شخص من دون كهرباء في المدينة ومحيطها ليل الاثنين.

فرص أوباما

ويريد الديمقراطيون ان يتوجه سكان فيلادلفيا باعداد كبرى للاقتراع، فاذا بقوا في منازلهم سيشكل ذلك فرصة لرومني للفوز بولاية حيوية. والعاصفة تطرح ايضا فرصة سياسية لأوباما لكي يظهر كقائد فعال يعرف كيف يدير موارد الحكومة في وقت يحتاجها المواطنون بشدة.

واذا كان تحرك الدولة الفدرالية غير كاف، فقد يعيد ذلك الى الاذهان ذكريات الاعصار كاترينا في 2005 ويخلف شعورا لدى بعض الناخبين المترددين بانهم قد يفضلون تغييرا في البيت الابيض. وواجه الرئيس السابق جورج بوش انتقادات شديدة لمعالجته ازمة الاعصار كاترينا الذي خلف خرابًا كبيرًا في نيو اورلينز. وفشل السلطات في تقديم مساعدات عاجلة لازمة بقية ايام رئاسته.

مخاطر رومني

والاعصار ساندي ينطوي على مخاطر ايضا بالنسبة لرومني لانه يهدد بان يطغى على اعلانه الختامي الذي يعتزم اقفال حملته عليه قبل انتخابات 6 تشرين الثاني (نوفمبر) مع التغطية الاعلامية الكبرى لانباء العاصفة.

والغى رومني تجمعين انتخابيين في فرجينيا لكنه ابقى على تجمعين في ولايتي ايوا واوهايو الحاسمتين. وسيعقد تجمعا انتخابيا جديدا الثلاثاء في اوهايو التي قد تحسم نتيجة السباق الى البيت الابيض لكنه حوله الى quot;مناسبة اغاثةquot; من العاصفة ما قد يشكل امامه فرصة لكي يبدي زعامة من خارج واشنطن.