عاد المحامي والصحافي الكويتي الشهير محمد الجاسم إلى مشاغباته السياسية بعد رسالة مثيرة اضطرت خارجية بلاده إلى إصدار بيان يفندها.


الكويت: نددت وزارة الخارجية الكويتية بمقال للكاتب والمحامي محمد عبد القادر الجاسم. وأكد بيان الوزارة على لسان مصدر مسؤولمساء أمس quot;أن الوزارة اطلعت باستياء بالغ على المقال المنشور في احد المواقع الالكترونية للكاتب محمد عبدالقادر الجاسم الذي وجه من خلاله رسالة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والى ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة في الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيانquot;.

وتابع البيان: quot;تؤكد الوزارة رفضها القاطع واستنكارها الشديد لما جاء في الخطاب لما يمثله من اساءة ومساس بالعلاقات الاخوية والتاريخية والمصيرية مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدةquot;.

وأضاف البيان quot;كما أن المقال يمثل تطاولاً وتجاوزًا على الثوابت في هذه العلاقات الاخوية فضلاً عما يمثله من تدخل مرفوض بالشأن الداخلي للاشقاء لا يملك ايًا كان الحق في ممارستهquot;.

واضاف المصدر quot;أن دولة الكويت وهي تدين ما ورد في المقال فإنها تؤكد في الوقت نفسه أنه يمثل اضراراً بالغة بالمصالح العليا للبلادquot;. واختتم المصدر تصريحه بأن الوزارة quot; ستباشر باتخاذ الاجراءات اللازمة مع الجهات المعنية حيال ما ورد في المقال بما يحفظ علاقات الاخوة مع الاشقاء ويصون الرباط المصيري معهمquot;.

وكان الجاسم وهو صحافي كويتي ورئيس تحرير سابق وجه رسالة عبر موقعه الشخصي بعنوان quot;الى ملك وشيخquot;، قال من خلالها أنه يظن أن السعودية والامارات تدعمان قمع الحرية quot;النسبيةquot; في بلاده، قائلاً إن ذلك يتردد في الكويت.

وأضاف في رسالته الموجهة خصوصاً إلى العاهل السعودي و ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن quot;حركات التغييرquot; لن تستغرق وقتًا طويلاً.

وأضاف الجاسم في مقاله quot;نحن في الكويت لسنا في خصومة مع آل صباح إطلاقاً.. لكننا نعمل من أجل الحفاظ على حقوقنا كشعب وعلى ثرواتنا الوطنية وعلى كرامتنا.. وليس بيننا من يريد إسقاط النظام، فسقف التغيير الذي نسعى إليه لا يتجاوز الدستور، وليس لدينا quot;فوبياquot; من quot;الاخوان المسلمينquot; ولا القبائلquot;.

وختم الجاسم رسالته بتكرار جملة quot; الحرية لمسلم البراك ثلاث مراتquot;، والبراك برلماني شهير وعرف عنه معاداته السافرة لحكومة رئيس لوزراء السابق ناصر المحمد الصباح.

وتشهد الكويت اضطراباً تسببت فيه سيطرة حلف قبلي اسلامي على أغلبية البرلمان ومن ثم صدام مع الحكومة، وعلى إثر ذلك وجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بتعديل قانون الانتخابات ليقضي على افرازاته القديمة التي تسببت بتوزيع طائفي وقبلي لغالبية مقاعد البرلمان.

لكن هذه التغييرات لم تعجب الأغلبية السابقة في البرلمان ما دعاهم الى حشد مريديهم في مظاهرة خرج فيها آلاف المتظاهرين مطالبين بوقف التعديلات.