خلافًا للتوقعات، جاء إعصار ساندي المدمّر ليصبّ بشكل كبير في مصلحة الرئيس باراك أوباما قبيل أيام قليلة من بدء معركة الانتخابات الرئاسية، فترسخ صورته القيادية على حساب منافسه ميت رومني.


القاهرة: بينما كان كثيرون يتحدثون عن صعوبات ينتظر أن يواجهها أوباما بسبب الإعصار، وهو ما قد يضرّ بسمعته قبيل الانتخابات مباشرةً، جاء هذا الإعصار ليمنح أوباما فرصة حقيقة على طبق من ذهب، لكي يستعرض عضلاته كقائد يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الأزمات.

وهو ما أبرزته وسائل إعلام أميركية، بعدما أكدت أن الإعصار مكّن أوباما من القيام بدور quot;القائد الأعلىquot;، وأنه قد اكتسب نتيجة لذلك لحظة ثناء نادرة من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، بعدما أشادا بأداء الحكومة الفيدرالية.

وسيقوم اليوم أوباما بزيارة إلى نيوجيرسي من أجل تفقد المناطق التي تضررت برفقة الحاكم الجمهوري للولاية، كريس كريستي، المعروف بانتقاده الرئيس، قبل أن يتحوّل موقفه هذه المرة، ويثني على أوباما، في تصريحاته، بفضل ما بذله من جهد في مواجهة الإعصار.

وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المواجهة المحتدمة التي نشبت في العام 2005 بين الرئيس وقتها جورج بوش وحاكم ولاية لويزيانا الديمقراطية، كاثلين بلانكو، بخصوص الأسلوب الذي تم انتهاجه من قبل الإدارة للتعامل مع التداعيات التي نجمت من إعصار كاترينا.

في المقابل، لم يساعد الإعصار رومني في محاولاته التي كان يقوم بها لإيجاد دور لنفسه في تلك الأزمة التي استحوذت على اهتمام المواطنين الأميركيين. وكل ما فعله رومني هو تنظيم فعالية للإغاثة بغية جمع تبرعات لضحايا الإعصار، وإن تركز ذلك في بعض جوانبه على حملة ترشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة بعد أيام.

كما لم يجب رومني عن أسئلة الصحافيين المتعلقة بما إن كان سيعيد النظر الآن في ما سبق وإن أكد من خلاله من قبل أن إدارة الكارثة وظيفة يجب أن تنتقل إلى الولايات.

صحيفة واشنطن بوست الأميركية رأت من جانبها أن أداء أوباما في تلك الأزمة من الممكن أن ينظر إليه بشكل مختلف، في ظل تواصل جهود الإغاثة الفيدرالية. وبغضّ النظر عن المشكلات التي ستظهر، فإن أوباما هو من سيتحمّلها، كما حدث مع بوش عند هبوب إعصار كاترينا.

وقال أوباما محذراً خلال زيارة قام بها يوم أمس إلى مقر الصليب الأحمر في واشنطن quot;العاصفة لم تنته بعد. وسنواصل المضي قدماً قدر استطاعتنا لتقديم الموارد. ولا يسعني هنا سوى القول إن تلك الأزمة لا تحتاج بالفعل أية بيروقراطية أو أي روتينquot;.

ورأت الصحيفة في هذا الإطار أن إعصار ساندي جاء ليثير الانتباه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي المتعلقة بكيفية إحداث توازن بين أن تكون رئيساً وأنت تخوض حملة الترشح لإعادة انتخابك مرة أخرى. وقالت إنه نادراً ما حدث موقف كهذا الحاصل الآن مع أوباما مع أي رئيس سابق قبيل بدء الانتخابات الرئاسية بتلك المدة القصيرة، خاصة وأن أية عثرة أو خطوة تبدو ذات دافع سياسي قد تكلف أوباما الأصوات.

إلى الآن، لا يستعجل الفريق المنوط بحملة إعادة ترشيح الرئيس أوباما، ويوجد مقره في شيكاغو، أن يقوم بإعادته إلى أجواء المنافسة الانتخابية، بعدما خرج منها بسبب انشغاله خلال اليومين الماضيين بإعصار ساندي وتداعياته المحتملة على جوانب عدة.

وألغت الحملة مسيرتين كانتا مقررتين اليوم في أوهايو، وقال أحد المساعدين إن برنامج أوباما سيُحَدَّد من جانبه، ومن جانب مستشارين في البيت الأبيض، مثل دافيد بلوف وجاكوب ليو.

في غضون ذلك، بعث جيم ميسينا، مدير حملة أوباما، برسائل عبر البريد الإلكتروني إلى الأنصار الموجودين في الولايات المتضررة، لكي يتبرّعوا لمصلحة الصليب الأحمر.

بالاتساق مع الجهد الذي بذله أوباما للخروج من نفق ذلك الإعصار المظلم، الذي كان بمثابة الاختبار الصعب بالنسبة إليه في هذا التوقيت الحرج، لفتت الصحيفة كذلك إلى عبارات الثناء التي حصل عليها أوباما من عدد كبير من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري.