غزة: رفضت فصائل فلسطينية تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول عدم أحقيته كلاجئ في العودة إلى أرضه التي احتلتها إسرائيل عام 1948. في المقابل اعتبرت حركة فتح التي يتزعمها عباس أن تصريحه تم تفسيره بشكل خاطئ.

ورأى ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المنتقدة لعباس أن تصريحه يعدّ quot;تنازلاًquot; عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، قائلين في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن حديثه quot;لا يعبّر إلا عن نفسه، ولا يمثل طموحات وثوابت الشعب الفلسطينيquot;.

وقال عباس في تصريحات للقناة الإسرائيلية العاشرة، مساء أمس الجمعة، عندما سئل هل يريد أن يعيش في بلدة صفد (المحتلة) التي قضى فيها طفولته في منطقة الجليل: quot;لقد زرت صفد مرة من قبل، لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها، لا أن أعيش فيهاquot;.

وأضاف: quot;فلسطين الآن في نظري هي حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ، لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيلquot;، متوقعًا أنه quot;لن تكون هناك أبدًا انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيلquot;.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب: quot;يدل حديث رئيس السلطة محمود عباس عن اقتصار فلسطين على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عن جهل كبير لحقيقة وطبيعة الصراع في فلسطينquot;. وأضاف: quot;من يتحدثون عن التنازل عن حق العودة إنما يريدون إسقاط هذا الحق، ونحن لن نسمح بذلكquot;.

من ناحيتها، استنكرت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة، في بيان تلقى مراسل quot;الأناضولquot; للأنباء نسخة منه اليوم السبت تصريحات عباس، مؤكدة على أن quot;فلسطين من بحرها إلى نهرها الوطن الفعلي لشعبنا الفلسطيني ومن حقه العودة إليهاquot;.

وقالت الألوية: quot;حق العودة لا يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض، فأرض فلسطين وقف إسلامي، لا يجوز التفريط أو التنازل عن شبر واحد منهاquot;.

على الصعيد نفسه، رأت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار أن تصريحات الرئيس عباس تبعث quot;الإحباطquot;، ولا تعبّر عن طموحات وثوابت الشعب الفلسطيني. وأوضحت أن quot;حق العودة الذي أراد عباس التفريط به هو حق مقدس وثابت وخط أحمر لا يستطيع أحد مهما كان التنازل عنهquot;.

من ناحية أخرى، رفضت حركة quot;فتحquot;، التي ينتمي إليها عباس، ما وصفته quot;بالتفسير الخاطئ لتصريحات عباسquot;، قائلة في بيان صحافي السبت: quot;الرئيس كان يقصد أن حكومة الاحتلال ترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، لذلك فإنه كلاجئ فلسطيني لا يمكنه العيش في صفد بسبب عدم الاعتراف الإسرائيلي بهذا الحقquot;.

وفي تصريحات سابقة لـquot;الأناضولquot; قالت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها، سامي أبو زهري :quot;لن يقبل أي فلسطيني بالتنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها، وإن كان عباس لا يريد صفد، فإنها سيشرفها ألا تستقبل أمثالهquot;.