حذر خبراء من احتمال أن يقوم قراصنة الكمبيوتر باستهداف انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة بعد غد، على غرار ما سبق وأن حدث في انتخابات المكسيك وكندا وروسيا وكوريا الجنوبية، وهو ما قد يؤدي لحدوث تشويش مؤقت وربما تأخير في إعلان النتائج.
سبق للسلطات في المكسيك وجمهورية الدومينيكان أن تصدت هذا العام لهجمات إلكترونية استهدفت الانتخابات الوطنية التي جرت هناك من قبل جماعة أنونيموس المتخصصة في أعمال القرصنة على شبكة الإنترنت.
كما تعطلت نتيجة لنشاطات مماثلة انتخابات الحزب الوطني الديمقراطي في كندا خلال آذار (مارس) الماضي. وأضرت تلك الهجمات كذلك العام الماضي بالانتخابات في روسيا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية.
ولا تُتَرجم مثل هذه الهجمات بالضرورة إلى نظام الانتخابات الأميركي. ورغم كل ما تعانيه الولايات المتحدة من نواقص، إلا أنها مازالت ترتكز في الأساس على نظم التصويت التي تستفيد من بطاقات الاقتراع الورقية أو غيرها من نظم النسخ الاحتياطي الورقية التي يمكن حسابها أو مراجعتها في سبيل التأكد في نهاية المطاف من الأصوات.
ومع هذا، أكد خبراء أمنيون أنهم مازالوا قلقين من التهديد الخاص باحتمالية حدوث تشويش مؤقت أو تلاعب بالمواقع الانتخابية التي يديرها مسؤولو المقاطعات والولايات إذا أثرت على التصورات الخاصة بنتائج التصويت، حتى وإن لم تؤثر على النتائج الفعلية، وذلك طبقاً لما نقلت عنهم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية.
جدير بالذكر أن مقطعاً مصوراً تم بثه على موقع يوتيوب العام الماضي يتحدث عن أن جماعة أنونيموس ستستهدف الانتخابات التمهيدية الرئاسية هذا العام وربما الانتخابات نفسها. وهو التهديد الذي تعامل معه بجدية محترفو الأمن السيبراني.
ساينس مونيتور أوردت من جانبها عن كارلوس مورالز، نائب رئيس قسم عمليات وهندسة المبيعات العالمية لدى quot;أربور نيتووركسquot; التي يتعاون طاقمها مع المعهد المكسيكي للانتخابات الفيدرالية للتخفيف من حدة هجمات الناشطين الإلكترونيين، قوله quot;أضحت الهجمات التي يتم شنها على الانتخابات بمثابة الوباء في واقع الأمرquot;.
وقد قام قراصنة يدعون أنهم جزء من جماعة أنونيموس بشن هجوم يعرف بهجوم الحرمان من الخدمة ( DDoS ) على موقع معهد الانتخابات الفيدرالية الذي يقوم بعمليات إحصاء للأصوات وذلك أثناء إجراء الانتخابات الفيدرالية في المكسيك قبل بضعة أشهر.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل قام هؤلاء القراصنة ببث صور مزيفة تظهر أن هناك تلاعب في عمليات إحصاء الأصوات. وسبق أن هددت جماعة أنونيموس دومينيكانا بشن هجوم quot;الحرمان من الخدمةquot; على موقع اللجنة الانتخابية المركزية هناك من أجل التشويش على إحصاءات التصويت والتشكيك في صحة الانتخابات.
وفي كلا الحالتين، أخفق القراصنة بشكل أساسي نظراً لاتخاذ السلطات في كلا الدولتين لإجراءات استباقية قبيل التصويت، حيث استعانت بنظم يمكنها التعامل مع الهجوم الإلكتروني.
وقال دافيد جيفرسون، باحث متخصص في الأمن الالكتروني لدى مختبر لورنس ليفرمور quot;سيكون هناك كثير من الأصوات التي سيتم الإدلاء بها عن طريق الانترنت، لكننا لا نعرف عددهم. وهناك تساؤل بخصوص هؤلاء الذين قد يدلون بصوتهم في اليوم الأخير ويجدون أن الخوادم الخاصة بمواقع التصويت تخضع لهجوم الحرمان من الخدمة الذي يستمر حتى إغلاق صناديق الاقتراع، وبالتالي يتم منع أصواتهمquot;.
وتابع جيفرسون حديثه بالقول :quot; سيكون ذلك أمراً مربكاً وسيجعل المهتمين بنظريات المؤامرة أو حتى الأشخاص الأمناء الذين لا يفهمون التكنولوجيا أن يقلقوا بخصوص الإحصاءات الفعلية. لكن هذا لا يجب أن يؤثر بأي شكل على إحصاء الأصواتquot;.
التعليقات