باريس: قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء انه لا ينوي quot;اليومquot; اجراء استفتاء حول تصويت الاجانب في الانتخابات المحلية وانه لن يقدم على هذا الاصلاح الا اذا كان واثقا من وجود اغلبية واسعة في البرلمان.

وقال خلال مؤتمر صحافي انه حين تكون هناك اغلبية من ثلاثة اخماس البرلمان، الضرورية لاي تعديل دستوري، quot;ساتحمل مسؤولياتي، لكن ليس قبل ذلكquot;. واضاف ان الحكومة لن تتقدم بنص في هذا المجال الا quot;اذا كانت واثقة من تبنيهquot;.
والسماح بتصويت الاجانب من الدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في الانتخابات المحلية كان احد النقاط الستين في وعود حملة المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية في ايار/مايو الماضي.
وكان الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران تقدم بالوعد ذاته قبل انتخابه رئيسا في 1981.
واكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت منتصف ايلول/سبتمبر ان مشروع قانون بهذا الاتجاه سيقدم quot;العام القادمquot;.
ويعارض اليمين الفرنسي بشدة مثل هذا التعديل وبحسب استطلاع حديث للراي فان 63 بالمئة من المستجوبين لا يؤيدونه.
وقال هولاند quot;ان تقديم نص مع وجود مخاطر تقسيم الفرنسيين وحتى تكون النتيجة في النهاية عدم مروره، هذا امر ارفضهquot;.
والخيار الاخر هو عرض الامر على استفتاء. وبهذا الصدد قال الرئيس الفرنسي quot;اذا لم نتمكن من تحقيق الامر عبر البرلمان، سارى باي وضع هو المجتمع لاحتمال المضي في هذا الاتجاهquot; قبل ان يضيف quot;لكن اليوم ليست لدي النيةquot; في القيام بذلك.
واكد مع ذلك quot;انا لست يائسا واعرف ان هناك في الجمعية الوطنية وفي مجلس الشيوخ اعضاء مصنفون في الوسط او اليمين، على استعداد للتصويت لصالح حق الاجانب في التصويتquot;.
من جهة أخرى تطرق الرئيس الفرنسي الى زيارته القريبة الى الجزائر مؤكدا ان quot;التاريخ يجب ان يستخدم لبناء المستقبلquot; مشددا على quot;الامكانات الهائلةquot; القائمة بين البلدين.
وردا على سؤال بشأن زيارته للجزائر نهاية العام الحالي قال الرئيس الفرنسي quot;هذه الزيارة نترقبها ونامل ان تشكل لحظة فارقة بالنظر الى العلاقة القائمة بين البلدين وبين الرئيسينquot;.
واضاف quot;نحن نحضر لهذه الزيارة بكثير من العناية لانه توجد العديد من المسائل التي تهم بلدينا، الجزائريون الذين يعيشون في فرنسا والجزائريون الذين يريدون القدوم الى فرنسا ولا يتمكنون من ذلك بسبب وجود قواعد، والتي تهم ايضا المستقبل والتاريخquot;.
والجزائر احد الشركاء المميزين لفرنسا في المتوسط لكن العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة تمر بانتظام بفترات توتر.
واعتبر هولاند ان quot;التاريخ يجب ان يستخدم لبناء المستقبل وليس لمنعquot; هذا البناء و quot;بالتالي علينا ان ننسج علاقات ندرك انها ستكون خاصة مع الجزائر بهدف التمكن من تجاوزها، وتجاوز كل ما له علاقة بالتاريخ وبتاريخ مؤلم بطريقة تمكننا من التوجه بحزم الى المستقبل لانه توجد امكانات هائلة بين بلدينا من اجل التنمية الاقتصادية والثقافيةquot;.
ولمناسبة هذه الزيارة تامل فرنسا في ابرام quot;شراكة استراتيجيةquot; مع الجزائر دون ان تعرب عن الندم عن ماضيها الاستعماري.
وحرب الجزائر التي ادت الى استقلال الجزائر في 1962 بعد استعمار واستيطان استمر من 1831، لم تصفها السلطات الفرنسية بانها quot;حربquot; الا في 1999. وكانت قبل ذلك تشير اليها بتعبير quot;احداث الجزائرquot;.
وبعد انتخاب هولاند اعتبر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان quot;وحدها قراءة موضوعية للتاريخquot; يمكن ان تتيح للجزائر وفرنسا quot;تجاوز آثار الماضي الاليمquot;.