تاريخ النشر 16-11-2012 الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش
آخر تحديث الساعة16-11-2012 الساعة 17:30 بتوقيت غرينيتش
أكدت معلومات إطلاق سراح عنصر حزب الله اللبناني المعتقل في العراق، بتهمة قتل جنود أميركيينبعد أنكانيقيم في دار للضيافة في المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد.
وقال المصدر إن دقدوق كان يتمتع بوضع ورعاية جيدين، ويزوره العديد من المسؤولين السياسيين في الاحزاب النافذة، مشيرا إلى أن الضغوط الايرانية على بغداد لإطلاق دقدوق، قد غلبت في النهاية على الأميركية الرافضة لهذا الاجراء.
وعشية الإنسحاب الأميركي من العراق، أواخر العام الماضي، أعلن ان قرارا أميركياً صدر بتسليمه إلى السلطات العراقية.
وألقى الجيش الأميركي في 20 آذار (مارس) عام2007 القبض على دقدوق في مدينة البصرة الجنوبية مع الأخوين ليث وقيس الخزعلي، اللذين تدربا على يديه ليؤسسا quot;عصائب أهل الحقquot; المنشقة عن التيار الصدري. وقد ادعى دقدوق حينها أنه أصم وأبكم في حين كان يحمل أوراقاً ثبويتة عراقية مزورة فيما أطلق سراح الأخوين الخزعلي عام 2009 مقابل خمسة مخطوفين بريطانيين هم الخبير بيتر مور وأربع جثث بموجب صفقة تبادل بين quot;عصائب أهل الحقquot; ومسؤولين بريطانيين.
وكان الإدعاء العام الأميركي أعلن أن دقدوق اعترف بأنه يقود وحدة عمليات خاصة تابعة لحزب الله في العراق كما تلقى في عام 2005 أوامر من قيادة حزب الله للتوجه إلى إيران والتنسيق مع فيلق القدس في أنشطة تدريب على استخدام العبوات اللاصقة الخارقة للدروع والصواريخ المحمولة والتي درب عليها لاحقاً مجموعات عراقية مسلحة كما حمّله مسؤولية هجوم في مدينة كربلاء (110 جنوب بغداد) عام 2007 أسفر عن خطف وقتل خمسة جنود أميركيين.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طالب في 27 حزيران (يونيو) الماضي الحكومة العراقية بالإفراج عن علي دقدوق quot;فوراquot; وذلك بعد ان اعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانتيا في 22 من الشهر نفسه أن الرئيس باراك أوباما طلب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عدم الإفراج عن الناشط في حزب الله اللبناني المتهم بقتل جنود أميركيين مؤكداً أن الإدارة الأميركية تتوقع أن ينفذ ذلك.
ويوم الثلاثاء الماضي، قال مسؤولون أميركيون إن تعليمات صدرت إلى السفير الأميركي في بغداد روبرت بيكروفت، بطلب لقاء المالكي لحثه على إبقاء دقدوق في السجن لكنهم أشاروا إلى انهم يخشون في الوقت نفسه ألا تكون مساعيهم في هذا الاتجاه مجدية وأبلغوا قادة الكونغرس بأن من الجائز أن يُفرج عن دقدوق في وقت قريب.
واتسمت قضية دقدوق بحساسية سياسية للبيت الأبيض، ليس بسبب الاتهامات الموجّهة اليه فحسب، وانما لأسباب تتعلق بالتوقيت ايضا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية quot;ان الولايات المتحدة ما زالت تعتقد ان دقدوق يجب ان يُحاسب على جرائمهquot;. وأشار مسؤولون عراقيون في حينه إلى انهم سيحاولون تهدئة الاميركيين بتأجيل الإفراج عن دقدوق إلى ما بعد الانتخابات الاميركية التي جرت الاسبوع الماضي ولكن المسؤولين الاميركيين شدّدوا مرارًا على أنهم لا يريدون أن يروا دقدوق طليقًا بالمرة.
وكان دقدوق الذي انتمى إلى حزب الله اللبناني منذ عام 1983 مسؤولا عن حماية الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وعمل في وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب وزار مقر فيلق القدس في طهران مرات عدة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وحث الرئيس أوباما المالكي على عدم الإفراج عن دقدوق خلال زيارته للولايات المتحدة في أواخر عام 2011، فيما كانت ايران تضغط على الحكومة العراقية للإفراج عنه وبذلك أصبحت قضية دقدوق محكًا لعلاقات الحكومة العراقية الحالية بالولايات المتحدة.
ولاحظ تقرير أعدّته الأجهزة الاميركية في ربيع العام الحالي أن الحكومة العراقية تحسب على ما يبدو ان بمقدورها إبقاء دقدوق رهن الاعتقال فترة كافية لإرضاء الاميركيين، ولكنها ليست طويلة، بحيث تثير غضب الايرانيين وحزب الله. وأُثيرت إمكانية الافراج قريبًا عن دقدوق خلال محادثات جرت في الأسبوع الماضي بين احد مستشاري المالكي ومسؤول كبير في ادارة اوباما، كما أفادت مصادر رسمية اميركية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تواصل العمل بصورة وثيقة مع الحكومة العراقية quot;لاستكشاف اية خيارات قانونية لعلها ما زالت متاحة في هذه القضيةquot;.
التعليقات