تونس: أعلن وزير العدل التونسي نور الدين البحيري الجمعة فتح تحقيق في وفاة شاب سلفي، دخل منذ نحو شهرين في اضراب عن الطعام داخل السجن احتجاجا على اعتقاله اثر الاشتباه في مشاركته في هجوم استهدف في أيلول (سبتمبر) مقر السفارة الاميركية بتونس.
وقال البحيري وهو قيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، في مؤتمر صحفي quot;سيتم من خلال التحقيق الوصول الى كشف السبب الحقيقي لهذه الوفاةquot;.
والخميس توفي بشير القلي (23 عاما) في المستشفى بسبب quot;إضراب جوع وحشيquot; مستمر منذ شهرين بحسب محاميه.
وكانت الشرطة اعتقلت الشاب يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي للاشتباه في مشاركته في مهاجمة السفارة الامريكية.
ودفعت عائلة القلي ومحاموه ببراءته واتهموا quot;وشاةquot; بالزج باسمه ضمن قائمة مهاجمي السفارة.
وقال وزير العدل التونسي ان بشير القلي رفض وقف اضرابه عن الطعام رغم تدخلات عديدة من عائلته ومسؤولين في وزارتي العدل وحقوق الانسان.
وهذه أول مرة يلقى فيها سجين حتفه في تونس بسبب اضراب عن الطعام حسبما أكد حقوقيون.
ويقول محامون إن نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كان يجبر وبالقوة المساجين المضربين عن الطعام على الشرب والاكل.
وصرح سمير ديلو وزير حقوق الانسان في تصريح الجمعة لإذاعة quot;موزاييك إف إمquot; التونسية الخاصة انه ليس بالامكان اجبار الناس بالقوة على الاكل والشرب.
ودفن بشير القلي الجمعة في مسقط رأسه بولاية بنزرت (شمال شرق) التي تعتبر من معاقل التيار السلفي في تونس.
وقد حضرت جنازته اعداد كبيرة من السلفيين الذين قدموا من مناطق عدة في تونس بحسب وكالة الانباء الرسمية.
ومساء الخميس نقل محمد البختي (28 عاما) الذي اعتقل مع البشير القلي في القضية نفسها الى قسم للانعاش باحد المستشفيات بسبب إضراب عن الطعام بدأه منذ نحو شهرين.
وقال المحامي عبد الباسط بن مبارك لفرانس برس نقلا عن مصادر طبية ان البختي أصيب بنزيف في المخ وأن نجاته من الموت ستكون quot;معجزةquot;.
ولم يستبعد المحامي ان يكون البختي توفي وأن السلطات quot;تخفي امر موته لدواع أمنيةquot;.
وكشف وزير العدل التونسي الجمعة لاول مرة ان القضاء التونسي أصدر في 11 ايلول/سبتمبر الحالي قرارا بالافراج عن محمد البختي.
وقال quot;للأسف الشديد حالته الصحية تعكرت بعد الافراج عنه، وهو الان موجود في المستشفى على ذمة عائلته وليس على ذمة السجنquot;.
لكن المحامي عبد الباسط بن مبارك قال إن الحالة الصحية للشاب تدهورت قبل الافراج عنه.
ومحمد البختي قيادي شاب في التيار السلفي الجهادي بتونس.
وقد حكم عليه اواخر 2007 بالسجن 12 سنة نافذة بموجب قانون quot;مكافحة الارهابquot; في ما بات يعرف في تونس بقضية quot;مجموعة سليمانquot; قبل أن يتم الافراج عنه بداية 2011 ضمن quot;عفو عامquot; أقرته السلطات إثر الاطاحة بنظام بن علي.
وجرت بداية 2007، مواجهات دامية في مدينة سليمان (30 كلم جنوب العاصمة) بين قوات الامن ومجموعة سلفية أسفرت عن مقتل ضابط بالجيش التونسي وشرطيين و12 سلفيا، بحسب مصادر رسمية.
وفي 14 أيلول/سبتمبر 2012 قتل 4 متظاهرين وأصيب العشرات خلال مواجهات عنيفة بين الشرطة ومئات من المحتجين اغلبهم سلفيون، هاجموا السفارة الاميركية احتجاجا على فيلم اميركي مسيء للاسلام.
وأعلنت وزارة العدل في إحصائيات نشرتها الجمعة لأول مرة ان القضاء التونسي يلاحق 450 سلفيا في 59 قضية بينها قضية السفارة الاميركية.
وأوضحت ان 178 من هؤلاء بحالة ايقاف و149 بحالة سراح و123 بحالة فرار.
التعليقات