يعاني سكان قرية كيسان القريبة من بيت لحم خوفًا مزدوجًا، من سقوط صواريخ غزة الفلسطينية ومن انتقام المستوطنين الإسرائيليين. ويضاف إلى ذلك خلو القرية من ملاجئ حصينة، ما يدفع بهم إلى تمضية ليلهم خارج منازلهم.
كيسان: قضى سكان قرية كيسان القريبة من بيت لحم جنوب الضفة الغربية الليل خارج بيوتهم خشية من سقوط صاروخ اخر عليهم، او انتقام مستوطني نيفي ناحال الملاصقة لهم، بعد سقوط صاروخ اطلق من قطاع غزة الجمعة في ارض خلاء تابعة للقرية.
وقال أنور غزال لوكالة فرانس برس quot;قضى معظم سكان القرية الليل خارج بيوتهم. كانت جرافات الجيش تعمل طوال الليل لاخراج الصاروخ من الصخر، فيما يجري البحث عن مروحته وبقاياه في الجبال القريبةquot;.
واضاف انور quot;لم ننم. خفنا من انتقام المستوطنين، ومن سقوط صاروخ آخر على بيوتناquot;.
وسقط أول صاروخ يطلق من قطاع غزة مستهدفا القدس الجمعة في قرية كيسان جنوب شرق بيت لحم بعيد إطلاق صفارات الإنذار لاول مرة في مدينة القدس.
وقالت الشرطة الاسرائيلية في البداية ان الصاروخ سقط في تجمع مستوطنات غوش عتصيون، في حين سقط الصاروخ على صخرة في ارض مزروعة باشتال الزيتون تبعد نحو 400 متر عن منازل القرية.
وبلدة كيسان يسكنها نحو 600 فلسطيني وتحيطها مستوطنة quot;نيفي ناحالquot; الملاصقة لاراضيها ومستوطنة quot;معاليه عاموسquot; التي تبعد عنها نحو 900 متر.
ولا يستطيع سكان قرية كيسان البناء او تطوير قريتهم لوقوعهم في المنطقة المصنفة quot;جيمquot; الخاضعة للاحتلال الاسرائيلي والادارة الاسرائيلية، ومعظم شبان القرية عاطلون عن العمل ويستخدم سكانها الذكور الدراجات الهوائية كوسيلة للتنقل لعدم وجود مواصلات عامة في القرية التي لا توجد فيها كذلك عيادة.
وروى انور غزال quot;كنت اقف انا وصديقي عند طرف الشارع عندما دوت صفارات الانذار من منطقة المستوطنات. لم نتحرك لانه لا يوجد عندنا ملاجىء. بعد دقائق سمعنا صوت انفجار هز الارض، وعلت على بعد مئتي متر منا سحابة دخان كثيفةquot;.
واضاف quot;بعد دقائق، نزل رجل امن من المستوطنة وقال لنا: الحمد لله على السلامة. وبعد دقائق قليلة وصلت قوات من الجيش معززة الى المكان واغلقوا المنطقةquot;.
وتابع انور quot;اصيبت زوجتي بحالة هلع. خافت واصرت على ترك البيت مع طفلتنا الرضيعة الى بيت اهلها في بلدة بيت فجارquot;.
وتابع quot;حقق الجيش معي ومع صديقي لنصف ساعة، لمعرفة اين اختفت مروحة الصاروخ، وطلبوا منا تبليغهم في حال عثرنا عليها، واخذوا ارقام هواتفنا لاستدعائنا اذا لزم الامرquot;.
اما بسام عودة (26 عاما) فقال quot;كنت ذاهبا لشراء سكاكر لابنتي وجدان (ثلاث سنوات) عندما انطلقت صفارات الانذار. خافت ابنتي وبدات بالبكاء فحملتها، وما ان دوى انفجار الصاروخ حتى ارتخت ابنتي بين يدي وفقدت الوعي. اعتقدت في البداية انها ماتتquot;.
واوضح quot;نقلتني سيارة احد اقربائي الى بلدة تقوع لاسعافها. لم تستفق الا بعد ساعتين، لا استطيع ان اصف مقدار الخوف الذي عشتهquot;.
وقالت آمنة (53 عاما) وهي تمسك بيدها شظية صاروخ معدنية قاسية quot;عندما دوى انفجار الصاروج هويت ارضا. مكان سقوط الصاروخ قريب جدا. شعرت ان راسي واذني سينفجران، واصابني صداع استمر طول الليل، ولا زالquot;.
واضافت quot;في البداية اعتقدت ان هذا التفجير من المستوطنين وعندما علمت انه صاروخ من غزة دعوت بان ينصر الله المجاهدين على اليهودquot;.
وقال السكان الذين يعيشون من تربية الحمام والاغنام، ان الاغنام هاجت وعلا ثغاؤها وتدافعت وكان من الصعب تهدئتها، اما الحمام quot;فطار ولم يعد الا ظهر السبتquot;.
وتسبب انفجار الصاروخ في سقوط قصارة بيت قديم تملكه مريم عبيات (63 عاما) واحداث شقوق في الحائط.
وقالت مريم quot;خفت ان ينتقم منا المستوطنون لسقوط الصاروخ، بقينا سهرانين باب الدار طوال الليل. كما خفنا ان سقط صاروخ اخر ان يسقط البيت عليناquot;.
وتابعت quot;قتل الجيش زوجي في الانتفاضة الاولى اثناء رعيه لاغنام، ودفاعا عن ارضنا، وبعدها عندما كنت ارعى غنمنا مكانه ضربني المستوطنون. قالوا لي ممنوع الرعي والاقتراب من المنطقة لانها ملكهمquot;.
ويتسابق اطفال قرية كيسان على دراجاتهم لارشاد القادمين الى مكان سقوط الصاروخ.
وقال احدهم quot;كسرت جرافات الجيش اشتال الزيتونquot;.
وقال عبده منصور (12عاما) quot;كان قلبي يخفق ويدق بشدة طوال الليل. لم انم، خفت من الجيش. لم انم الا بعد ان رحل الجيش بعد الفجرquot;.
التعليقات