يبدو أن الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة رهن بقدرة كل من الجانبين على إعلان نجاح ما، وبمصداقية الوساطة التي نسفها شنّ العملية الإسرائيلية، فيما كانت التهدئة سارية.


القدس: تواصلت الغارات الاسرائيلية الكثيفة واطلاق الصواريخ الفلسطينية الاحد بالموازاة مع اتصالات مكثفة في القاهرة بشكل خاص من اجل وقف المواجهات.

واعلن الرئيس المصري محمد مرسي السبت أن quot;هناك بعض المؤشرات إلى امكانية التوصل قريبًا الى وقف لإطلاق النارquot;، وذلك في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.

وتحادث رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل عن هذا الملف مع رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وامير قطر حمد بن خليفة آل ثاني طالبًا ضمانات دولية باحترام إسرائيل أية هدنة.

وقال المسؤول في حماس في غزة احمد يوسف الأحد عبر اذاعة صوت فلسطين التابعة للسلطة الفلسطينية إن الحركة تسعى الى quot;رفع الحصار الظالم عن غزة، ووقف الاعتداءات المتكررة والاغتيالات الاسرائيليةquot;، وهي شروط مسبقة لا تتلاءم مع شروط اسرائيل.

واعتبر الخبير العسكري في صحيفة معاريف الإسرائيلية أنه quot;في نهاية الاسبوع درس الجيش الاسرائيلي نتائج العملية، وكان راضيًا عنها. فبعد توجيه ضربة الى حماس باغتيال قائد جناحها المسلح احمد الجعبري تركزت الجهود في نهاية الاسبوع على المحافظة على الردع الذي نجم من الاغتيالquot;.

واوضح أن quot;الكرة منذ البارحة باتت في الملعب السياسي الذي سيختار بين خوض مفاوضات لوقف اطلاق النار أو شنّ هجوم بريquot;.

وكتب المراسل العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت quot;لا أحد في المجموعة القيادية للعملية يرغب في هجوم بريquot;. وتدارك quot;لكن اذا تمكنت حماس من تسديد ضربة كبرى الى اسرائيل لرسم صورة انتصار، فهناك خطر أن يذعن الوزراء لإغراء تصحيح هذه الصورة لدى الناخب الاسرائيليquot;، في اشارة الى انتخابات 22 كانون الثاني/يناير.

وفي برنامج مساء السبت على تلفزيون حماس، اشادت كتائب عز الدين القسام جناح الحركة المسلح بانجازاتها خلال المواجهات.
وافاد خبراء الدفاع في صحيفة هآرتس أن quot;الهدف الرئيس لاسرائيل هو ضمان الهدوء على المدى الطويل، والحصول على وعد بالحؤول دون الهجمات الفلسطينية على البلدات والدوريات الاسرائيلية في الجهة الاخرى من السياج الحدوديquot;. واضافوا quot;احدى المصاعب الحالية تكمن في غياب وسيط ذي نفوذ كافٍ لانتزاع اتفاقquot;.

مساء السبت اكد مسؤول كبير في حماس رفض كشف اسمه أن quot;مصر لم تعد قادرة على ضمان تهدئةquot;. وتابع مذكرًا انه quot;بوساطة مصرية اتفقنا على تهدئة تم خرقها في غضون 48 ساعةquot;، في اشارة الى اغتيال الجعبري في 14 تشرين الثاني/نوفمبر في اثناء تهدئة بعد ثلاثة ايام من المواجهات. كما حمّل اردوغان السبت quot;اسرائيل المسؤولة عن انتهاك وقف اطلاق النارquot; مسؤولية التصعيد.

ولكن حتى مصر، التي طلب منها الجميع استخدام نفوذها لدى حماس لإعادة الهدوء، بدت كأنها تقرّ بضعف قدرتها على الوساطة.

واكد رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الجمعة في اثناء زيارة لغزة أن quot;على اسرائيل أن تحترم التعهدات وتحترم المواثيق التي وقعت عليهاquot;، متعهدًا أن بلاده quot;لن تتوانى عن تكثيف جهودها، وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارهاquot;.