رأى محللون فلسطينيون أن هدفين يقفان وراء الهجوم الإسرائيلي على غزة: قطع طريق إمداد السلاح من سيناء إلى القطاع، وجسّ نبض الأنظمة العربية الجديدة التي أتى بها الربيع العربي، وجلّها ذات صبغة إسلامية.
رام الله: يتواصل الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي وأسفر السبت عن مقتل عشرة فلسطينيين وتدمير مقر حكومة حماس المقالة في القطاع.
وقال المحلل والكاتب السياسي عبد المجيد سويلم إن quot;منطقة سيناء مهمة لإسرائيل، وهي تريد التأكد من بقاء الوضع الامني فيها محكمًا، فكأنها تقول للعرب: غيروا ما شئتم من انظمة لكن العلاقة الامنية القائمة بيننا وبين مصر على اساس اتفاقية كامب ديفيد يجب أن تبقى على ما هيquot;.
واضاف سويلم quot;هذا الامر لا يقلل من اهداف أخرى لهذه الحرب المتواصلة على غزة، والتي منها ارباك الساحة الفلسطينية قبل التوجه الى الامم المتحدة (لطلب صفة دولة غير عضو)، لكنهم يريدون تأكيداً من النظام المصري الجديد الا تمر الاسلحة الى غزة من سيناءquot;.
وتشهد منطقة سيناء الواقعة بين غزة في جنوب غرب اسرائيل ومصر عمليات تهريب، علمًا بأن اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر واسرائيل في العام 1979 نصت على ترتيبات أمنية لمنع عمليات التهريب عبر هذه المنطقة.
واشار سويلم الى أن quot;اسرائيل تريد ايضًا من حربها على غزة ترسيم علاقة أمنية جديدة مع مصر، في ظل النظام الجديد الذي يقوده محمد مرسي، عقب انتهاء حقبة النظام السابق الذي قاده حسني مباركquot;.
وتدخلت مصر مرارًا ابان النظام السابق كلما ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري بين حركة حماس واسرائيل عبر المدير السابق للمخابرات العامة المصرية عمر سليمان في مسعى لتهدئة الوضع.
كذلك، ادت القاهرة دوراً كبيراً في انجاز اتفاقية التبادل التي ابرمتها حركة حماس مع اسرائيل اواخر العام الماضي، وافضت الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان محتجزاً في قطاع غزة منذ منتصف 2006 لقاء اطلاق سراح اكثر من الف معتقل فلسطيني.
وسلم القائد العسكري لكتائب القسام احمد الجعبري الذي اغتالته اسرائيل الاربعاء في غارة استهدفت سيارته، بنفسه الجندي الاسرائيلي للجانب المصري.
كما نجحت المخابرات المصرية في انهاء اضراب عن الطعام اعلنه معتقلون فلسطينيون في السجون الاسرائيلية في نيسان/ابريل الفائت، في مقابل الافراج عن بعض المضربين الموضوعين في الاعتقال الاداري، ومنهم ثائر حلاحله.
لكن اسرائيل عاودت اعتقال حلاحله ومثله تسعة كانت شملتهم صفقة التبادل مع شاليط، بحسب ما قال نادي الاسير الفلسطيني.
من جهته قال باسم الزبيدي استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت إن تبديل شكل العلاقة الامنية بين اسرائيل ومصر في ظل النظام المصري الجديد quot;هو بالفعل احد اهداف هذه الحرب، لكنه هدف جزئيquot;.
وتدارك أن quot;الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو أن اسرائيل تريد جس نبض الحالة العربية بعد مناخات ثورات الربيع العربي، وعما اذا كانت التغييرات التي حدثت في هذه الانظمة عميقةquot;.
وزار رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قطاع غزة الجمعة، واعتبرت حماس هذه الزيارة تغييرًا في الموقف المصري في ظل النظام الجديد.
لكن الزبيدي قال quot;في تقديري إن الموقف المصري في ظل النظام الحالي تقاطع جدًا مع النظام السابق، ولم يتم التصرف من قبل مصر في شكل يختلف كثيرًا عن موقف النظام المصري السابقquot;.
وتوافق الزبيدي مع سويلم على أن من الاهداف الاخرى للهجوم الاسرائيلي quot;التشويش على توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي للتصويت على صفة دولة غير كاملة العضويةquot;.
واضاف quot;اليوم وفي ظل الحرب الدائرة في غزة، لا احد يتحدث عن توجه (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس الى الامم المتحدة، وقد نجحت اسرائيل في تحويل المعادلة الدبلوماسية الى معادلة عسكرية في النزاع الفلسطيني الاسرائيليquot;.
التعليقات