بكين: فرضت عقوبات على ثمانية مسؤولين محليين صينيين بعد وفاة خمسة اطفال مشردين عرضا في جنوب غرب الصين في حادث اثار نقاشات حادة حول تقصير اجهزة الرعاية الاجتماعية في هذا البلد الذي يعد ثاني اقتصاد في العالم.

فقد عثر عامل تنظيفات في اقليم غيزو على جثث الاطفال الخمسة الذين تتفاوت اعمارهم بين تسعة اعوام و13 عاما صباح الجمعة، في قعر حاوية قمامة كانوا يلجأون اليها بالتأكيد للاحتماء من البرد. وتوفوا على الارجح مسممين بأوكسيد الكربون بعدما حاولوا ان يتدفأوا بالحرارة المنبعثة من حرق الفحم. وكان اربعة منهم توقفوا قبل الاوان عن الذهاب الى المدرسة، اما الخامس فكان يواظب على ارتيادها.

واثارت وفاتهم نقاشا حول اطفال العمال المهاجرين الذين يعمل ذووهم في اماكن بعيدة عن العائلة. لكن هؤلاء الاطفال الذين يعنى بهم اعمامهم او عماتهم او الجد والجدة، غالبا ما يواجهون وحدهم اعباء الحياة. وكتب احد مستخدمي الانترنت في مدونة على موقع quot;سينا ويبوquot; الذي يعادل تويتر الصيني، ان quot;الجهل واللامبالاة في هذا البلد يمنعانني من رفع صوتي، ومرة اخرى، يحطمان قلبيquot;.

والتعليم الزامي في الصين. لكن عددا كبيرا من الصينيين اعتبروا ان مصير هؤلاء الاطفال الخمسة يؤكد افلاس الاجهزة الرسمية الاجتماعية والتعليمية. وطالب مستخدمون آخرون للانترنت بمعاقبة العائلات التي تركت اطفالها تائهين في الشوارع.

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان ثمانية من المسؤولين المحليين المكلفين الشؤون المدرسية او البلدية، اوقفوا في اي حال عن ممارسة مهامهم او طردوا مساء الاثنين. وقال هو جيهونغ مساعد عمدة مدينة بيجي التي توفي فيها هؤلاء الاطفال quot;يجب ان نضع الاطفال المتروكين في مقدم سلم اولوياتناquot;.

ويعرب عدد كبير من الاشخاص في الصين عن اعتقادهم بأن التطور الاقتصادي السريع والاثراء العام للسكان يترافق مع تلاشي قيم التضامن الجماعي التي كانت مطبقة ايام ماو تسي تونغ.