انتقدت المعارضة سياسة رجب طيب أردوغان الخارجية، فرد بانتقاد مسلسل حريم السلطان الذي يسيء أكثر إلى مكانة تركيا وصورتها في العالم من سياسته.


أنقرة: بموضة المسلسلات التركية، المدبلجة إلى العربية، مستمرة بالرغم من انقطاع حبل الدبلجة السورية بالأصوات نفسها التي عرفها العالم العربي. فالحرب في سوريا أوقفت هذا الانتاج الذي ازدهر في العقد الماضي، كما توقف الممثلون السوريون عن المشاركة في دبلجة المسلسلات السورية، إما رفضًا لسياسة تركيا وتدخلها في الشأن السوري، أو خوفًا من دسيسة أمنية ما.

السلطان النسونجي

من المسلسلات التركية التي تسمر أمامها المشاهد العربي، مسلسل quot;حريم السلطانquot; أو quot;القرن العطيمquot; بحسب النسخة التركية الأصلية، الذي يروي سيرة السلطان سليمان القانوني، صاحب أطول فترة حكم في عهد الامبراطورية العثمانية.

فهذا المسلسل مصنف ضمن المسلسلات التاريخية، بالرغم من أنه لا يقدم سردًا لتاريخ السلطان سليمان القانوني وحكمه في القرن السادس عشر، وهو الذي هدر لأكثر من نصف عمره على صهوة جواده فاتحًا، بل يسرد قصص حريمه ومكائدهن ودسائس الحرملك، ويرسم له صورة السلطان quot;النسونجيquot;... وهذا بالضبط ما أثار حفيظة رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، فدعا صراحة إلى اتخاذ إجراء قانوني بحق مخرج المسلسل لأنه يفتقد إلى الدقة التاريخية، مثيرًا بكلامه عاصفة من الانتقادات، بعدما اتهمته المعارضة بالاستبداد الفني.

30 عامًا على ظهر الخيل

أتى انتقاد أردوغان لحريم السلطان ردًا على انتقاد المعارضة لسياسته الخارجية التي quot;تضر بتركيا ومكانتها وموقعها في المنطقة والعالمquot;. فهذا المسلسل، الذي يشاهده نحو 150 مليون مشاهد في تركيا وأجزاء من البلقان والشرق الاوسط، أكثر ضررًا بصورة تركيا الخارجية ومكانتها العالمية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أردوغان قوله: quot;كان السلطان سليمان قائدًا فاتحًا، وليس شخصًا مفرطًا في حب النساء، يتلذذ بهن ويتلاعب بمشاعرهن ويحتسي الخمر كما يصوره المسلسلquot;.

أضاف، موجهًا كلامه لمنتقديه من المعارضة: quot;يسألون لماذا نتدخل في شؤون العراق وسوريا وغزة... إنهم يعرفون آبائنا وأسلافنا من خلال مسلسل القرن العظيم، لكننا لا نعرف سليمان القانوني بالشخصية التي يظهر بها في المسلسل، فقد أمضى 30 عامًا على ظهر الخيل يوسّع حدود الامبراطورية التركية، وليس في القصر ليس كما ترون في المسلسلquot;.

مسلسلات مجدية

مع عرض المشاهد التي يظهر فيها السلطان سليمان بصحبة نسائه في القصر، وما تخللها من مشاهد تحتاج إشرافًا من الأهل حين مشاهدتها، تصاعدت النداءات من مشاهدين أتراك لتشديد الرقابة عليه أو منعه، بالرغم من أنه يحقق أعلى نسبة مشاهدة في كل أسبوع.

وأكد أردوغان تحذير مخرج حريم السلطان، الذي بدأ عرضه في كانون الثاني (يناير) 2011، وصاحب القناة التي تعرضه، متوقعًا تحركا قضائيًا في هذا السياق.

وفي تعليق على تصريح أردوغان، ردّ مسؤول في وزارة الثقافة والسياحة على رئيس الوزراء مذكرًا بأن تصدير المسلسلات التركية من طراز حريم السلطان يحقق عوائد تقدّر بنحو 65 مليون دولار.