أنقرة: بعث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برد مكون من 4 صفحات على رسالة زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قليتشدار أوغلو، التي أرسلها اليه أمس، والمتعلقة بالوضع السوري، موضحا أن ادعاءات تلك الرسالة لا تعكس الحقائق.

وكان قليتشدار أوغلو قد أرسل، أمس، برسالة خطية إلى أردوغان، تتضمن التطورات السورية وتأثيراتها على تركيا ودول المنطقة إضافة إلى سرد جملة مقترحات للتوصل الى حل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن حزب الشعب الجمهوري يقف الى جانب سوريا كدولة مستقلة بسيادة مع ضرورة حماية وحدة أراضيها، مؤكدا انه من الضروري إتباع تركيا سياسة السلام والمصالحة والعمل على تأمين إنهاء أعمال العنف بالسرعة الممكنة لكي لا تلحق تلك التطورات السلبية أضرارا كبيرة بالبلاد.

وأوضح أردوغان خلال رده على تلك الرسالة أنه كان ينتظر أن يتخذ حزب الشعب الجمهوري موقفا واضحا وصريحا من أصحاب الحقوق من الشعوب، مشيرا إلى أن الموقف السياسي الذي لا يميز بين الظالم والمظلوم، وبين القاتل والمقتول، ليس موقفا إنسانيا ولا أخلاقيا.

وتابع قائلا: quot;إن إدارة الشعب الجمهوري تعاني ضعفا أخلاقيا وإنسانيا، مشيرا إلى أن مثل هذه المواقف لا يمكنها بأي حال من الأحوال انتاج حلول للأزمة السوريةquot;.

وأضاف أردوغان quot;في الوقت الذي يمكن فيه جعل تركيا أكثر تأثيرا ونفوذا في التطورات الحاصلة ، تأتي ادعاءات حزب الشعب الجمهوري متنافية مع الحقائقquot;.

وتابع قائلا: quot;يتضح من خلال رسالتكم أنكم لا ترون أن إصرار النظام السوري على ارتكاب المذابح، يعرقل عملية البحث عن كل أشكال الحلول للأزمة السورية التي أرهقت المنظمات الدولية والمحليةquot;..

ولفت أردوغان إلى أنه باعتبار اليوم يوجد في سوريا نظام فقد كل شرعيته، مستغربا من تلك الدعوات التي تنادي بالبحث عن حل سلمي ضاربة عرض الحائط بكل ما يجري على الأرض في سوريا، ومشيرا إلى أن هذه الدعوات إن دلت على شيء فإنما تدل على الدعم للنظام السوري المسؤول عن الأزمة الإنسانية العميقة في البلاد.

وأوضح أردوغان أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز الـ80 ألف لاجئ، مشيرا إلى إن استقبال تركيا لهؤلاء البشر الذين فروا من المجازر والاغتصاب والتعذيب والموت، مسؤولية تاريخية وسياسية وأخلاقية تقع على عاتق تركيا. وإن تحويل هذا الأمر إلى شأن داخلي خطأ سياسي وأخلاقي لا يعني شيئا سوى دعم نظام مسؤول في المقام الأول عن الأزمة الإنسانية التي نراها بأم أعيننا.

وأشار إلى أن مثل هذه التصرفات تعني عدم استيعاب التطورات الكائنة في المنطقة، وتعني كذلك الوقوف في الجانب الخطأ من التاريخ، وتفهم هذه الأشياء على أنه تشجيع للنظام الذي يقتل شعبه للاستمرار والتمادي في القتل.