يرفض محمد رشاد الشيخ راضي، ممثل حزب البعث العراقي - جناح سوريا، أن يمثل عزة الدوري ويونس الأحمد الحزب، إذ كانا قياديين في تنظيم ارتكب جرائم ضد العراقيين. وأشار إلى أنّ حرمان جناح سوريا من المشاركة في العملية السياسية العراقية يهددها بالانهيار.
قال محمد رشاد الشيخ راضي، ممثل حزب البعث العراقي quot;جناح سورياquot; في حديث مع quot;إيلافquot; عقب زيارة قام بها إلى العراق مؤخرًا إن تنظيمه يبذل محاولات مع جميع الأطراف لتعزيز القواسم المشتركة في وقت أن البعض لا يزال يعتقد أن بامكانه الإنفراد بالسلطة وإبعاد الآخرين عنها رغم أن كل المؤشرات تشير إلى أنّ الأمور لا تسير بالاتجاه الصحيح.
وأشار إلى أنّ عزة الدوري ومحمد يونس الأحمد اللذين يقودان جناحي البعث العراقي حاليًا كانا قياديين في سلطة صدام حسين الذي ارتكب الكثير من الجرائم ضد الشعب العراقي ودول الجوار لكنه وبعد سقوطه لم يقدما أي تقييم للمرحلة السابقة أو إدانتها أو تقديم الاعتذار للشعب العراقي عما ارتكب من جرائم مما يعطي الإنطباع بأنهما مازالا مقتنعين بذلك النهج ومستمرين عليه.. وهنا ردود محمد رشاد الشيخ راضي ممثل حزب البعث العراقي quot;جناح سورياquot; على اسئلة quot;إيلافquot;:
قمتم قبل أيام بزيارة إلى العراق فما هو الدافع لها والهدف منها؟
كان هدف الزيارة ذات شقين أحدهما لمتابعة بعض القضايا الشخصية والآخر هو لمواصلة الإتصالات القديمة، والتي توقفت في حينها من جانبهم ولمعرفة ما إذا كانت تجربة الفترة الماضية وتراجع العملية السياسية، ودخول الوطن في مأزق خطير قد غيّرت من قناعاتهم واقتناعهم بضرورة العمل مع كافة القوى السياسية داخل السلطة وخارجها لإنقاذ الوطن من مخاطر الصراعات الطائفية وتخفيف حدة التوترات والصراعات بين الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية.
اجتمعتم مع الرئيس جلال طالباني ونائبه السابق عادل عبد المهدي فما هي الموضوعات التي بحثتموها وهل توصلتم إلى اتفاقات او تفاهمات معينة؟
التقيت مع سيادة الرئيس جلال الطالباني في مقر إقامته في السليمانية وعبرت له عن قلقنا ومخاوفنا من التصعيد الحاصل بين المركز وأقليم كردستان، وأن رفع سقف التصريحات دون وجود إمكانية لتحقيقها لعدم نضوج الظروف الموضوعية والإقليمية والدولية يضر بالمكاسب التي حققها الأكراد ويحرج أصدقاءهم في الجانب العربي من العملية السياسية، كما طرحت موضوع إستمرار الإستقطاب الطائفي الحاد رغم مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام السابق مما يؤكد على أهمية الإنفتاح على القوى القومية والديمقراطية المغيبة لتوسيع دائرة المشاركة وخلق حالة من التوازن الذي سينعكس على المجتمع بالأمن والإستقرار، ويساعد في تسريع عجلة بناء الدولة، وقد أبدى سيادته تفهماً كبيراً وأكد دعمه وأسناده لنا في هذا التحرك وقدم لنا الكثير من الدعم المعنوي والسياسي، وأبدى إستعداده لإستقبال وفد رسمي من قبلنا في المرحلة القادمة. كما التقيت مع سيادة نائب الرئيس السابق الدكتور عادل عبد المهدي وشرحت له عن تفاصيل لقائي مع سيادة الرئيس والخطوات المقترحة لتذليل العقبات التي واجهتنا لتشكيل كتلة سياسية وطنية ديمقراطية تخلق حالة من التوازن، وتساعد في نقل الخلاف إلى مستوى العمل السياسي الهادف إلى بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي يكون عوناً للمواطن في حل مشاكله لا عبئاً عليه، وأن حزبنا بتأريخه ومواقفه في دعم هذا التوجه، سواء أيام المعارضة أو الآن، سيكون عاملاً مهماً في لعب هذا الدور المطلوب، وقد رحب سيادته بهذا التحرك وأبدى إستعداده لدعم ومساندة هذا التوجه.
كنتم زرتم العراق قبل 3 سنوات وأجريتم مباحثات مماثلة اوسع مع المسؤولين العراقيين لكنها لم تفرز أي نتائج على ارض الواقع فهل كانت هذه الزيارة محاولة لتجاوز فشل الاولى على صعيد مشاركة تنظيمكم في العملية السياسية؟
الزيارة السابقة قبل ثلاث سنوات كانت ثمرة مفاوضات طويلة توجت بتوجيه دعوة لحزبنا من قبل وزارة المصالحة الوطنية لعقد جولة مفاوضات رسمية بهدف تصحيح الخلط الحاصل لدى البعض في عدم التمييز بين حزبنا الذي ناضل جنباً إلى جنب مع القوى السياسية، والتي هي الآن في السلطة وبين حزب صدام حسين الذي إضطهدنا قبل أن يضطهدهم، مما يتيح لنا ممارسة العمل السياسي العلني، وكانت تلك المفاوضات ناجحة وتوصلنا إلى شبه إتفاق على آلية معالجة الموضوع، ولكن بعد ذلك تم التراجع عنها من طرفهم، ربما لم تكن الظروف ناضجة في حينها، أو لإعتقاد البعض أن بإمكانهم حكم العراق منفردين دون مشاركة الآخرين. الآن وبعد مرور كل هذه السنين ومحاولة البعض إبعادنا عن المشاركة في بناء الوطن، إنتقل الصراع في ما بين أطراف العملية السياسية داخل الحكم، كل طرف يحاول إبعاد الطرف الآخر للإستحواذ على كامل السلطة غير مستفيدين من نهاية نظام صدام الذي حاول الإستئثار بالمال والسلطة وابعاد الآخرين عنها فخسر الإثنين معاً، ونحن لا نرى من المصلحة تكرار تجربة فاشلة واطالة معاناة شعبنا،لأن هذا الطريق سيؤدي إلى تقليص دائرة المشاركة وبالتالي تهديد كامل العملية السياسية بالإنهيار، لذلك وجدنا من الضروري إعادة المحاولة ربما تكون التجربة قد أقنعت البعض من الذين أعاقوا المحاولة السابقة بأن الوقت قد حان وإن المصلحة الوطنية تقتضي التعاون لإنقاذ الوطن والمواطن قبل فوات الأوان.
ابديتم خلال الزيارة رغبتكم بلقاء رئيس الوزراء نوري المالكي لكنه لم يستجب لذلك فما هو السبب في ذلك برأيكم؟
نحن نبذل الجهد والمحاولات مع كافة الأطراف لتعزيز القواسم المشتركة واستكمال ما بدأناه من محاولات سابقة والبناء عليها وتطويرها لما فيه مصلحة الجميع وهذا يتطلب التجاوب من كافة الأطراف المعنية وعدم الإستجابة لمحاولاتنا تدلل على أن البعض مازال يعتقد أن بإمكانه الإنفراد بالسلطة وإبعاد الآخرين عنها، رغم إن كل المؤشرات تشير إلى أنّ الأمور لا تسير بالإتجاه الصحيح، ومن تابع مراسم عاشوراء هذا العام وسمع صوت الجماهير الهادر بإنتقاد إدارة العملية السياسية يستطيع أن يعرف مدى الإحتقان الذي وصل اليه الشارع مما يتطلب إعادة النظر وبشكل سريع بطريقة التعامل مع هموم الناس ومطالبهم.
هل تمت زيارتكم ومباحثاتكم في العراق بالتنسيق أو بدفع من تنظيم حزب البعث في سوريا؟
نحن كحزب سياسي له مؤسساته وقياداته لايمكن أن يقوم أي شخص بعمل سياسي بهذا الحجم دون وجود قرار وتوجيه من أعلى سلطة فيه وهذا التحرك ليس جديداً وإنما هو إستمرار لما بدأناه قبل سنين.
هناك تنظيمان لحزب البعث العراقي حاليًا ظهرا بعد سقوط النظام في العراق يقودعزة الدوري أحدهما والآخر محمد يونس الاحمد المقيم في سوريا، فأي منهما تعتبرونه الممثل الشرعي لبعث العراق؟ ومن منهما الأقرب لكم، وهل هناك تنسيق تنظيمي أو نشاط سياسي معه؟
إن شرعية أي تنظيم سياسي تنبع من مدى تبني ذلك التنظيم لطموحات الجماهير والدفاع عنها، وعزة الدوري ومحمد يونس الأحمد كانا قياديين في سلطة صدام حسين الذي ارتكب الكثير من الجرائم بحق الشعب العراقي وبحق دول الجوار، وبعد سقوطه لم نسمع منهم أي تقييم للمرحلة السابقة، أو إدانتها، أو تقديم الإعتذار للشعب العراقي عما ارتكب من جرائم، مما يعطي الأنطباع بأنهما مازالا مقتنعين بذلك النهج ومستمرين عليه، لذا لا أرى أياً من هذه القيادات قريبة علينا.
هل تعتقدون أنه بعد سقوط نظام البعث في العراق والمواجهة المسلحة التي يتعرض لها نظام البعث في دمشق أن لتنظيمكم المقرب لسوريا قاعدة شعبية في العراق تؤهله للمشاركة في العملية السياسية؟
من السهل على أي تنظيم أن يدعي وجود قاعدة شعبية واسعة لديه، لكن مادامنا نحن نطالب بالسماح لنا بالعمل السياسي العلني وخوض الإنتخابات البرلمانية، هذا بحد ذاته يؤكد على مدى ثقتنا بتنظيمنا وامكانياته بالفوز بثقة قطاعات واسعة من الجماهير. ولا أرى هنالك أي مقارنة بين سقوط صدام حسين ونظامه وبيننا، لأننا لا نتطلع للإنفراد بالسلطة ولكن للمشاركة مع أطراف الحركة الوطنية ضمن تحرك سياسي ديمقراطي لبناء دولة مدنية، وبالنتيجة سيكون صندوق الإقتراع هو الحكم لنا أو علينا.
ما هو موقفكم من الازمة السورية والمواجهة التي يتعرض لها النظام؟ هل هي ثورة شعبية أم مؤامرة خارجية وما الهدف منها؟
مما لاشك فيه، هنالك تآمر واسع على المنطقة بشكل عام وعلى سوريا بشكل خاص لإعادة ترتيب وضع المنطقة بما يتلاءم والمصالح الغربية والإسرائيلية، وهذا يتطلب وجود خط داخل القطر يتناغم مع هذا التحرك تكون مهمته تهيئة الأرضية لإنجاح هذا المخطط، فكان من الضروري تجريد سوريا من نقاط القوة التي تتمتع بها تأريخياً قبل البدء بالتحرك، وتصويرها على إنها نقاط ضعف يجب التخلص منها وعلى رأس هذه الأهداف تهميش دور الحزب القاعدة الأساسية للنظام واعتباره سبباً في تدهور العلاقات مع الحكام العرب، والموضوع الآخر إهمال المؤسسة القومية لعزل سوريا عن محيطها الشعبي، والإبتعاد عن خط المقاومة، ورغم أن رموز هذا التوجه قد هربوا خارج سوريا إلا أن أدواتهم استمرت بالتخريب والتنسيق مع الخارج، وقد أثبتت الأحداث خطأ هذا التصور وانكشاف حقيقة أهدافه بعد أن شكل بعض الحكام العرب رأس الحربة في الهجوم على سوريا.
هل تعتقدون أن موقف العراق الرسمي استطاع الحفاظ على حياديته في الازمة السورية؟ وما هو المطلوب منه لانهاء هذه الازمة هناك؟
كما أشرت سابقاً أن المؤامرة تستهدف كامل المنطقة وليس سوريا لوحدها وما يجري في سوريا سيؤثر على الأوضاع السياسية في العراق بالضرورة، لذلك حاولت الحكومة العراقية المساعدة في حل هذا الإشكال بالتفاوض ورفض استخدام السلاح والوقوف ضد التدخل الخارجي، ودعوْتُ بعض أطراف المعارضة السورية وتحاورت معهم وحاولت ترتيب لقاء بين الحكومة والمعارضة في بغداد، ولكن من يقف خلف هذه الأزمة لايسمح بحل الخلافات عن طريق الحوار، لأنه مصمم على إسقاط سوريا لقطع سلسلة الدعم المقاوم، لانهم غير معنيين بمصلحة الشعب السوري ولا يهمهم الإصلاح رغم إنه مطلوب.
ما هو رأيكم بما يقال بأن الاحداث الدامية في سوريا حاليًا هي حرب بالنيابة لأطراف دولية معادية للنظام السوري وأخرى مؤيدة له؟ وماهو خطر ذلك على سوريا وعلى الاوضاع في المنطقة؟.
بعد سقوط الإتحاد السوفيتي انفردت الولايات المتحدة الأميركية بقيادة العالم، ومنذ عام 1990 ولغاية بداية الأزمة في سوريا إستطاعت أميركا أن تخوض حروباً وتسقط حكومات دون الإلتزام بالقانون الدولي، ولا الأخذ بالحسبان ردات الفعل الدولية لأنها أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، وحاولت الإستمرار على النهج نفسهدون الإنتباه إلى أن الوضع الدولي قد تغيّر وبدأت روسيا والصين ومجموعة ( البركس ) بالظهور كقوة عظمى ثانية في العالم وأصبح العالم مرة أخرى متعدد الأقطاب، وكانت الأحداث في سوريا هي عنوان لتأكيد هذا المحور، ورسالة واضحة للعالم الغربي بأن زمن الإنفراد بالقرارات الدولية قد انتهى ولابد من التشاور والإلتزام بالقانون الدولي في التعامل مع الأزمات ورفض أسلوب البلطجة الذي استخدم طيلة العشرين سنة الماضية.
التعليقات