اسطنبول: اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في اسطنبول ان بلاده ليست محاميا لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ونقلت وكالة انباء ايتار-تاس عن بوتين قوله في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان quot;روسيا وتركيا لم تتوصلا حتى الان الى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سورياquot;.
واضاف الرئيس الروسي ان بلاده، التي تعد احد آخر الدعائم الدولية لنظام الرئيس بشار الاسد، ستحافظ على رغم هذه التباينات، على الحوار مع تركيا التي تطالب بتنحي الرئيس السوري. وقال بوتين quot;سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معا حول وسائل تطبيع الوضع في سورياquot;.
كما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين ان رغبة تركيا في نشر صواريخ ارض-جو من نوع باتريوت للحلف الاطلسي على حدودها quot;سيزيدquot; التوتر مع سوريا.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في اسطنبول بعد زيارة العمل القصيرة التي قام بها الى تركيا ان quot;وضع اسلحة تقليدية على الحدود لا يهدىء الوضع بل بالعكس يوترهquot;.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصلالاثنين الى اسطنبول، حيث سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاجراء محادثات تتركز على الوضع في سوريا، كما ذكرت محطة التلفزيون quot;ان تي فيquot;.
وذكرت وكالة انباء الاناضول ان بوتين الذي وصل بعيد ظهر اليوم الى مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول، توجه على الفور الى الشطر الاوروبي للمدينة تحت حماية قوات امنية كبيرة نشرت لاستقباله، تشمل وحدات خاصة من الشرطة والقناصة وخبراء متفجرات.
وفي الشطر الاوروبي من المدينة، استقبل حوالى مئة متظاهر رئيس الدولة الروسي احتجاجا على السياسة التي تتبعها روسيا حيال الاقليات المسلمة، كما ذكرت الاناضول.
وذكر مصور من وكالة فرانس برس ان عددا من الاشخاص تجمعوا قبيل ذلك امام القنصلية الروسية في اسطنبول احتجاجا على دعم موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن المقرر ان يعقد بوتين واردوغان حوالى الساعة 16:30 (14,30 تغ) مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد اجتماع لمجلس التعاون بين البلدين الذي انشئ لتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي اول رحلة له الى الخارج منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر، بدا بوتين مبتسما امام الكاميرات والمصورين ساعيًا الى نفي التكهنات التي تناولت في الايام الاخيرة وضعه الصحي. واكدت السلطات الروسية انه في وضع جيد جدا.
تأتي الزيارة التي كانت ارجئت بعدما كانت مقررة في تشرين الاول/اكتوبر، وسط اجواء متوترة بين البلدين حول الملف السوري وعلى خلفية مشاكل صحية يعانيها بوتين.
ووقفت تركيا الى جانب المعارضة السورية، بينما اصبحت موسكو واحدة من الدول القليلة التي تدعم الرئيس بشار الاسد وتعرقل باستمرار محاولات اعتماد قرار في مجلس الامن الدولي يدين نظامه.
وتصاعد التوتر بين روسيا وتركيا بعدما اعترضت القوات الجوية التركية في 11 تشرين الاول/اكتوبر طائرة مدنية سورية متجهة من موسكو الى دمشق، اشتبهت انقرة في انها تنقل شحنة عسكرية لوزارة الدفاع السورية. واكدت روسيا ان الطائرة تقل تجهيزات رادار لا تحظرها الاتفاقات الدولية.
كما ابدت روسيا رفضها لقيام حلف شمال الاطلسي بنشر صواريخ باتريوت قرب الحدود مع سوريا تلبية لطلب انقرة، معتبرة ان هذا الامر يفاقم خطر اندلاع نزاع واسع يكون الاطلسي طرفًا فيه.
من جهة اخرى، قالت وكالة انباء الاناضول ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل الاحد الى اسطنبول التقى نظيره التركي احمد داود اوغلو صباح اليوم.
وكان يوري اوشاكوف مستشار بوتين للشؤون الخارجية قال في بيان ان quot;المفاوضات ستتناول سلسلة مسائل دولية واقليمية ملحّة بينها المصالحة في الشرق الاوسط والوضع في قطاع غزة والازمة في سوريا، اضافة الى التعاونquot; داخل المنظمات الدولية.
لكن على الرغم من خلافاتهما السياسية، عزز البلدان أخيرًا مبادلاتهما التجارية التي يفترض ان تبلغ هذه السنة 35 مليار دولار.
كما ان روسيا هي المزود الرئيس لتركيا بالغاز، ويفترض ان تبني اول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع في 2010.
وسيوقع البلدان خلال هذه الزيارة سلسلة من اتفاقات التعاون وخصوصا في قطاع المال. وقبل ان يعود الى موسكو سيجري بوتين اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي عبد الله غول.
التعليقات