آخر تحديث: الإثنين 18 يونيو 2012 - الساعة: 20:25 غرينتش

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الاثنين إنه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفقا على ضرورة وقف العنف في سوريا الا انه لم يتعرض لذكر الخلافات التي تفصل بين مواقف البلدين والمتعلقة بكيفية معالجة الأزمة السورية.


لوس كابوس: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في لوس كابوس في المكسيك انه توصل الى quot;نقاط تفاهم عدةquot; مع نظيره الاميركي باراك اوباما حول كيفية معالجة الازمة السورية.

واوضح بوتين اثر لقائه اوباما ان المناقشات في هذا الشأن ستتواصل، في وقت يستمر التباعد بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري على خلفية دعم روسيا لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي مشترك مع اوباما اثر لقائهما quot;في رأيي اننا توصلنا الى نقاط تفاهم عدة حول هذا الموضوعquot;.

وقال اوباما وبوتين في بيان مشترك quot;بهدف وضع حد لاراقة الدماء في سوريا، ندعو الى وقف فوري للعنفquot;، مؤكدين quot;وحدة (موقفهما) لجهة وجوب ان يتمكن الشعب السوري من اختيار مستقبله في شكل مستقل وديموقراطيquot;.

من جهة اخرى، دعا الجانبان ايران الى احترام التزاماتها quot;بالكاملquot; والى quot;اثبات الطبيعة السلميةquot; لبرنامجها النووي، في حين تراوح المفاوضات مع طهران مكانها.

وقال الرئيسان في بيانهما quot;نحن متفقان على انه يتعين على ايران بذل جهود جدية لاعادة الثقة في العالم حول الطبيعة السلمية الحصرية لبرنامجها النووي. ولهذا الغرض، ينبغي ان تمتثل طهران بالكامل لالتزاماتهاquot;.

الرئيسان الأميركي والروسي خلال لقائهما في لوس كابوس في المكسيك

كذلك، توافق اوباما وبوتين على السعي الى تسوية لتجاوز الخلاف حول الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في اوروبا، الامر الذي ترفضه موسكو.

وافاد البيان المشترك quot;رغم اختلاف التقييم، توافقنا على مواصلة السعي الى حلول للتحديات على صعيد الدرع المضادة للصواريخquot;.

ويفترض ان يحمي اوباما الذي يواجه حملة صعبة لاعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، مواقفه في مواجهة اليمين بعد اعلان منافسه الجمهوري ميت رومني ان روسيا تشكل تهديدا جيوسياسيا.

وكان رومني صرح الاسبوع الماضي ان quot;روسيا تسلح وتحمي النظام القاتل في سوريا وتعيق العقوبات الدولية على ايران وتعارض جهود الولايات المتحدة حول العديد من الملفاتquot;.

الا ان واشنطن ما زالت تأمل في الحصول على موافقة موسكو على التوصل الى حل للازمة في سوريا على الرغم من رفضها دعم جهود الامم المتحدة في هذا البلد.

واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون موسكو الاسبوع الماضي بتزويد نظام الاسد بمروحيات قتالية الا ان روسيا ردت بان كل ما قامت به هو أعمال تصليح لمروحيات قديمة.

ويقول المحللون ان روسيا تعتقد انها خدعت من قبل الدول الغربية حول ليبيا، لانها اكدت لها انها لن تسعى للاطاحة بنظام معمر القذافي، ثم ساعدت المعارضة الليبية على القيام بذلك.

كما تخشى موسكو ايضا خسارة حليف جيو استراتيجي مهم مثل سوريا حيث تتمتع بقواعد بحرية في المتوسط في حال الإطاحة بنظام الاسد واستبداله بنظام أقل تأييد لمواقفها.

واعلنت واشنطن التي تأمل في حصول انتقال للسلطة في سوريا على غرار اليمن، بوضوح، ان هدفها ليس المساس بالمصالح الروسية في سوريا. وكان المستشار المساعد لشؤون الامن القومي بن رودس اعلن الجمعة quot;ليس من مصلحتنا وضع حد للتأثير الروسي في سورياquot;.

كما يشدد المسؤولون الاميركيون على ان بوتين وافق على عناصر اساسية من التعاون مع واشنطن عندما كان رئيسا للوزراء خلال فترة تحسن العلاقات مع مدفيديف.

واشار رودس الى انه quot;خلال المحادثات الهاتفية التمهيدية التي اجراها اوباما مع بوتين، الرسالة التي نقلت الينا هي ان روسيا تريد مواصلة العمل على ارضية التوافق التي توصلنا اليناquot;.

الا ان بوتين الذي يدافع بشدة عن موقع روسيا كقوة عظمى لا يخفي قلقه ازاء واشنطن التي يتهمها بالوقوف وراء تظاهرات معارضين في موسكو.

وكان بوتين رفض المشاركة في قمة مجموعة الثماني التي استضافها اوباما الشهر الماضي. ومع ان موسكو اكدت انها لا تتجاهل واشنطن، الا ان بوتين قام بها بزيارة بكين وبرلين وباريس.