انشق جهاد المقدسي أم لم ينشق، أقيل أم أقال نفسه، كل هذا لا يهم، فالمهم كما يقول مصدر دبلوماسي أنه خارج سوريا الان. لكن مكان وجود المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية ما زال غامضًا وآخر المعلومات تشير إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية.
يحيط الغموض بمكان وجود المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، فعلى الرغم من الشائعات التي تتحدث عن وجوده في الولايات المتحدة، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية quot;نعتقد أن جهاد المقدسي في لندن، ولا يمكننا تأكيد وصوله إلى السفارة الأميركيةquot; وقال تونر إن الولايات المتحدة علمت من مصادرها أن المقدسي في لندن.
لكن صحيفة الـ quot;غارديانquot; البريطانية، ذكرت أن مقدسي في طريقه إلى الولايات المتحدة بعد إعلان انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر دبلوماسية موثوقة أكدت أن مقدسي في طريقه إلى الولايات المتحدة أو وصل إليها بالفعل، بعد نجاحه في مغادرة دمشق إلى بيروت. وأثارت هذه التعليقات ردود فعل بريطانية، إذ أصر عدد من المسؤولين على أن المقدسي لم يصل إلى لندن.
لم ينشق.. في عطلة
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد لـ quot;سكاي نيوزquot; إن مقدسي لم ينشق على الإطلاق، وانه في عطلة لمدة ثلاثة أشهر.
ولم يصدر المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية حتى اليوم أي بيان بشأن وضعه، غير أن العديد من أنصار المعارضة السورية وصفوا رحيله بأنه quot;هروب وليس انشقاقاً، فيما أشاد آخرون بوطنيته ولباقته.
شقيقه يتراجع
وقال سامي المقدسي، شقيق المتحدث باسم الحكومة، على صفحة فايسبوك الخاصة به إن بياناً سيصدر باسم شقيقه قريباً. لكنه عاد ونفى أن يكون شقيقه قد انشق عن النظام، مشيراً إلى أن صفحته على فايسبوك قد اخترقت.
هروب من سفينة غارقة
وقال مسؤولو الأمن في لبنان إن المقدسي طار من بيروت إلى لندن يوم الاثنين، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد انشق أو أجبر على الاستقالة من منصبه. ووصف العديد من أنصار المعارضة، انشقاق المقدسي على أنه quot;هروب الفأر من سفينة غارقةquot; لأنه من الذين خدموا النظام بإخلاص لفترة طويلة.
أما ائتلاف المعارضة السورية الجديد، فلم يعلق على انشقاق المتحدث باسم الحكومة حتى اللحظة. لكن الغارديان نقلت عن أسامة منجد، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، قوله إن انشقاق مقدسي يمثل ضربة كبيرة للنظام وعلى غرار انشقاق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، لأنه كان الناطق باسمه والشخص الذي كان يضفي الشرعية على ممارساته ضد الشعب. واعتبر أن انشقاق المتحدث يشكل مؤشراً على أن النظام quot;في مراحله الأخيرة وأوشك على الزوالquot;.
ورجّحت مصادر المعارضة السورية أن يكون هناك دور للمقدسي وعدد من المسؤولين السابقين في الحكومة الانتقالية، التي من المقرر أن يتم تشكيلها في المغرب الأسبوع القادم، طالما أن quot;أيديهم ليست ملطخة بالدماءquot;.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل انشق المقدسي لأنه طُرد أم أنه طُرد لأنه انشق؟
المهم أنه خارج سوريا
ويقول مصدر دبلوماسي لوكالة رويترز إن ما يهم هو أن المقدسي ليس في سوريا، وquot;سواء انشق أو أقال نفسه أو أقيل، فهذا كل ما يهم في هذه المرحلةquot;، مشيراً إلى أن المقدسي اعترف مؤخراً بوجود أسلحة كيميائية في سوريا، ما يعني أنه يملك معلومات مهمة وسيكون هدفًا لوكالات الاستخبارات من تركيا الى واشنطن.
يشار إلى أن العواصم الغربية تتحدث عن أن أحداث الثورة السورية تتسارع وباتت تهدد الحكومة، خاصة في منطقة دمشق. وأصدرت وكالة الاستخبارات المركزية الاسبوع الماضي تقييماً رجحت فيه أن الاسد سيسقط في غضون ثمانية إلى 10 أسابيع.
التعليقات