رغم الاضطرابات التي تشهدها شوارع القاهرة على مدار الأيام القليلة الماضية بين مؤيد ومعارض على خلفية الإعلان الدستوري الأخير وسعي الرئيس محمد مرسي إلى الاستحواذ على سلطة شبه مطلقة، إلا أن علاقة القاهرة العسكرية بواشنطن ظلت كما هي، ما يعني أن الولايات المتحدة ستستمر في تحديث الجيش الأكبر في القارة الأفريقية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: قال محللون إن بنية مصر العسكرية تشكل خطراً على واشنطن وإسرائيل، في ظل تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى بشكل أساسي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
وورد في بيان أرسله البنتاغون يوم أمس إلى صحيفة واشنطن تايمز الأميركية quot;نقوم دائماً بمراجعة مساعداتنا الأجنبية لضمان تعزيزها الأهداف الأميركية، وأنها تُستَخدَم في الأغراض الصحيحةquot;.
وينتظر أن تحصل مصر حتى الآن على 200 دبابة أبرامز من طراز M1A1، وهي القوة النارية الآلية نفسها التي يتسلح بها الجنود الأميركيون، ما سيعزز من قائمة الجرد الخاصة بمصر إلى 1200 دبابة من هذا النوع.
كما ستتحصل مصر على سرب من طائرات فالكون طراز إف- 16، وهي طائرات حربية متعددة الأغراض تحظى بالقدرة على خوض صراعات عنيفة وإسقاط قذائف.
ونوهت الصحيفة بأن الحكومة الأميركية منحت شركة لوكهيد مارتن عقداً في آذار / مارس عام 2010 لتصنيع 20 طائرة من طراز إف ndash; 16، سيتم تسليم آخرها في العام المقبل. وهو ما سيزيد الأسطول الإجمالي لمصر إلى 240 طائرة من هذا الطراز.
إلى ذلك، قال روبرت سبرينغبورغ، محلل الشؤون المصرية والأستاذ في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري في كاليفورنيا، إن مصر تمتلك حتى الآن أكبر جيش في أفريقيا.
وأضافت واشنطن تايمز من جهتها في الإطار عينه أن المساعدات العسكرية الأميركية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات قد جعلت سلاح الجو المصري رابع أكبر مشغل لطائرات إف- 16 بين 25 دولة حول العالم. كما إن الأربعة آلاف دبابة التي تمتلكها مصر، والتي من بينها ألف أو أكثر من طراز M1A1، جعل الجيش المصري سابع أكبر جيش على مستوى العالم يمتلك دبابات.
ثم نوهت الصحيفة بالدور الذي قام به الجيش يوم أمس لتطويق قصر الاتحادية بدبابات وبأسلاك شائكة، بعد مناوشات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري، حيث توفي ما لا يقل عن ستة أشخاص يوم الأربعاء جرّاء تلك الاشتباكات بين الطرفين.
ومن المقرر أن يتم الاستفتاء على الدستور الذي انتهت اللجنة التأسيسية أخيراً من إعداده في الـ 15 من الشهر الجاري، وسط تأييد كبير من الإخوان للموافقة عليه.
في غضون ذلك، حذر فرانك غافني، مسؤول الشؤون الدفاعية إبان فترة حكم الرئيس ريغان، من خطر صعود الإخوان في الوقت الذي تتواصل فيه مع الولايات المتحدة.
وتابع غافني الذي يدير حالياً مركز السياسة الأمنية بقوله quot;قلقي الرئيس إزاء طريقة تعامل إدارة أوباما مع مصر هو أنها تبدو غافلة عن حقيقة أن البلاد تُدَار الآن من قبل نظام معاد للغاية للولايات المتحدة، ويشكل تهديداً مباشراً على أصدقائنا في إسرائيلquot;.
وأضاف غافني أن هناك أمرين مزعجين، أولهما الكم الهائل من الأسلحة التي ورثها أعداء الولايات المتحدة، وثانيهما جودة تلك الأسلحة.
وقال متحدث باسم البنتاغون متحدثاً لصحيفة واشنطن تايمز إنه لا يستطيع أن يعلق بمزيد من المعلومات بخصوص مستقبل شحنات الأسلحة التي سيتم منحها إلى إدارة الرئيس محمد مرسي. وسبق للسيناتور جون ماكين أن طالب الإدارة الأميركية في الشهر الماضي بأن تهدد بقطع المساعدات عن مصر ما لم يقم مرسي بإعادة البلاد إلى ديمقراطية تعنى بتقاسم السلطة.
التعليقات