القلق الذي تشعر به الولايات المتحدة من إمكانية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية يدفع الجيش الأميركي إلى تحديث مخططاته العسكرية المتعلقة باحتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.


واشنطن: قام الجيش الأميركي خلال الأيام الماضية بتحديث مخططات عسكرية تتعلق بتوجيه ضربة إلى سوريا، بعد تزايد التقارير الأمنية التي تشير إلى قيام نظام الرئيس بشار الأسد بتزويد بعض القنابل المستخدمة في القصف الجوي بغاز السارين السام، وفقا لما جاء في تقرير نشرته quot;سي أن أنquot;.

وقال مسؤول أميركي كبير طلب رفض كشف اسمه إن القنابل موجودة في موقعين قريبين من قاعدتين جويتين في سوريا، ولكنه أضاف أن تلك القنابل ما زالت في مكانها، وفق المعلومات المتوفرة لدى الجانب الأميركي.
وأضاف المسؤول أن الخطط العسكرية الأميركية تحدّث بشكل يومي، مضيفا: quot;كلما ازدادت المعلومات المتوفرة لدينا يزداد وضوح الخيارات التي يمكن أن نلجأ إليها،quot; ولكنه شدد على أن الوضع يحيطه الغموض، إذ لم يتضح بعد ما إذا كان النظام السوري سيلجأ بالفعل إلى السلاح الكيميائي أم أنه سيتراجع بعد تهديدات الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وبحسب المسؤول، فإن لدى واشنطن في منطقة الشرق الأوسط ما يكفي من القدرات العسكرية لتنفيذ عملية في سوريا إذا صدرت أوامر بذلك، مشيرا إلى وجود قاذفات قنابل وطائرات مقاتلة أميركية في عدة قواعد في الشرق الأوسط، إلى جانب حاملات الطائرات والسفن المزوّدة بصواريخ موجّهة.
ويشير المسؤول إلى وجود مخاطر محتملة إذا ما جرى استهداف أماكن وجود الأسلحة الكيميائية، ما يرجح إمكانية استهداف مراكز الاتصال والقيادة، غير أن ذلك قد لا يعني بالضرورة القضاء على الخطر، إذ لا تعرف الولايات المتحدة مدى سيطرة الأسد على قواته وبالتالي احتمال أن تلجأ القيادات الميدانية إلى التصرف بمفردها.
دعوة دمشق إلى توقيع اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية
من جهة أخرى، دعت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الجمعة دمشق الى توقيع اتفاقية حظر هذه الأسلحة، مبدية quot;قلقها الكبيرquot; من احتمال استخدام الاسلحة المذكورة في سوريا.
وقال المدير العام للمنظمة احمد اوزومجو في بيان quot;للمرة الاولى في تاريخ اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التطبيق في نيسان/ابريل 1997، ثمة قلق كبير حيال امكان استخدام اسلحة كيميائية (في سوريا)quot;.
ويأتي هذا الموقف بعدما أكد مسؤولون اميركيون في الايام الاخيرة ان النظام السوري يقوم بتجميع العناصر الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيميائية بغاز السارين.
واكد اوزومجو انه وجه رسالة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم quot;ليحضّ حكومته على المصادقة على الاتفاقية من دون تأخيرquot;.
وسبق ان طلبت المنظمة، وهي الهيئة التنفيذية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تم التوصل اليها برعاية الامم المتحدة، مرارا من سوريا ان تصادق على النص المذكور.
واضاف المدير العام quot;امام سوريا فرصة لتؤكد للمجتمع الدولي انها ترفض الاسلحة الكيميائية عبر الموافقة على المصادقة على الاتفاقيةquot;، موضحا ان الدول التي سبق ان قامت بذلك تسمح لفرق المنظمة بالاشراف على تدمير اسلحة كيميائية قد تكون في حوزتها.

وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة من quot;جريمة شنيعةquot; في حال استخدم النظام السوري الاسلحة الكيميائية في النزاع، في حين نفت موسكو وجود نية مماثلة لدى دمشق التي تفرض quot;رقابة مشددةquot; على هذه الاسلحة، ما يشكل إقرارا ضمنيا بوجودها.