توقعت شركة سيمانتك، المختصة في توفير الحلول الأمنية، ازدياد الأنشطة الخبيثة التي تستهدف الأجهزة الجوّالة والشبكات الاجتماعية في العام القادم، كما أشارت إلى أن الاجرام الالكتروني سيستهدف الامارات بشكل مكثف.


نشرت شركة quot;سيمانتكquot; المختصة في توفير الحلول الأمنية وحلول إدارة المنظومة التخزينية، وشركة quot;نورتونquot; التابعة لها، توقعاتهما الخاصة بالجرائم والتهديدات الإلكترونية للعام 2013، فأشارتا إلى أن الإمارات ستكون هدفًا للجرائم الإلكترونية التي تستهدف المستخدمين في الشركات أو المستخدمين العاديين

الأكثر تعرضًا


صنّفت quot;سيمانتكquot; الإمارات من بين أكثر الدول تعرّضًا للرسائل الإلكترونية المزعجة في العام الماضي، إذ بلغت نسبة هذه الرسائل 73 بالمئة من إجمالي الرسائل الإلكترونية، وفقًا لتقرير quot;سيمانتكquot; للعام 2011 حول التهديدات الأمنية العالمية عبر الإنترنت.

كما فاقت نسبة الرسائل المزعجة الواردة إلى الإمارات خلال الأشهر الستة الأخيرة المتوسط الشهري لها، وفقًا لتقرير quot;سيمانتكquot; الشهري لاستقصاء المعلومات.
ويمكن ربط النسبة المرتفعة للرسائل المزعجة بتركيز المختصين في الجرائم الإلكترونية على الإمارات، نظرًا للانتشار السريع والمتزايد للإنترنت واستخدام البرامج المقرصنة أو غير المرخّصة فيها، ما يجعل عمليات الاختراق أكثر جدوى حال نجاحها.

توقع المزيد

أظهر تقرير quot;نورتونquot; للجرائم الإلكترونية في وقت سابق من هذا العام أن 1.5 مليون مستخدم وقعوا ضحية للجرائم الإلكترونية في الإمارات خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة، ما كبّد المؤسسات والشركات العاملة في الإمارات خسارات مالية بلغت نحو 422 مليون دولار.
ومن المتوقع أن تتسبب الهجمات الإلكترونية بمصاعب أكبر خلال العام القادم، نظرًا لتطور أشكال هذه الهجمات مقارنة بالعام الماضي، لا سيما الهجمات التي تستهدف الأجهزة الجوالة والشبكات الاجتماعية.
وقد شهد العام 2012 وقوع 46 بالمئة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية في الإمارات ضحايا للجرائم الإلكترونية، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع نسبة 39 بالمئة العالمية.
وفي هذا السياق، توقع جاستن دو، مدير الإجراءات الأمنية والسحابية لدى quot;سيمانتكquot; في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازديادًا مستمرًا في الهجمات الموجّهة التي تستهدف الحكومات والشركات والأفراد خلال العام 2013، quot;إذ تقف وراء هذه الهجمات دوافع سياسية ومالية، وستشهد الإمارات هجمات معقّدة تعود إلى النسبة المرتفعة من الأجهزة الجوالة التي يملكها كل شخص هنا، إلى جانب الجرائم الإلكترونية التقليديةquot;.

صراعات افتراضية

بحسب دو، ازدادت الجرائم الإلكترونية عالميًا بنسبة 81 بالمئة مقارنة بالعام 2011، quot;ما يحتِّم على المؤسسات في الشرق الأوسط توخي الحذر والاهتمام بحماية معلوماتهاquot;.
وستلعب الصراعات بين الدول والمنظمات والأفراد دورًا جوهريًا في عالم الانترنت، فالدول أو المجموعات المنظمة من الأفراد سيستمرون باستخدام الانترنت من أجل إتلاف أو تدمير المعلومات أو الأموال الآمنة لأهدافهم.
ففي العام 2013، سنشهد في عالم الانترنت ما يدعى على أرض الواقع باستعراض القوى، إذ باتت الدول والمنظمات وحتى المجموعات من الأفراد تستعين بقراصنة الكمبيوتر لإظهار مدى قوتها وquot;إرسال رسائل ذات أهداف ومعاني واضحةquot;.
وهذه الرسائل تتخذ شكل الفيروسات الرقمية الضارة، خصوصًا بعدما بدأت موجة برامج مكافحة الفيروسات الوهمية بالتلاشي، مع ظهور الأحكام الجنائية الخاصة بهذا النوع من الأنشطة الإجرامية عبر الإنترنت.
غير أن نوعًا جديد من البرمجيات الخبيثة الأقوى قد ظهر أخيرًا، يدعى Ransomware، يتجاوز عملية خداع الضحايا التقليدية للوصول إلى حد الإخافة والترهيب.
ففي العام 2013، من المتوقع أن يبدأ مجرمو الإنترنت باستخدام سبل خفية أكثر مهنية، تصل إلى حد استفزاز ضحاياهم، واستخدام ما يجعل استعادة البيانات بعد معالجة البرنامج وإزالته أمرًا شبه مستحيل.

برمجيات خبيثة

ودخل عالم الجوال دائرة الاستهداف، من خلال برمجيات خبيثة تهاجم أجهزة الهواتف المحمولة، تدعى Madware، فتعطل جهاز المستخدم، وتتمكن من إفشاء كل المعلومات المتعلقة بموقع الجهاز ومعلومات الاتصال المخزنة في داخله، وكشفه أمام مجرمي الانترنت.
يقوم Madware، الذي غالبًا ما يتسلل إلى هاتف المستخدم عند قيامه بتحميل إحدى التطبيقات، بإرسال تنبيهات إلى شريط الإعلام، وإضافة الرموز، وتغيير إعدادات المتصفح، وجمع المعلومات الشخصية الموجودة في الجهاز.
خلال الأشهر التسعة الماضية، ازداد عدد التطبيقات الأكثر عدوانية من نوع Madware بنسبة 210 بالمئة. وبسبب إمكانية جمع موقع ومعلومات الجهاز بشكل مشروع من قبل شبكات الإعلان، تتوقع شركة quot;سيمانتكquot; زيادة استخدام Madware نتيجة سعي الشركات إلى تنمية إيراداتها من خلال نشر الإعلانات عبر الهواتف المحمولة.
إلى تطبيقات المجمول، تكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي، التي تطلب تبادل المعلومات الشخصية، وإنفاق المال على الألعاب وعلى إرسال الهدايا للأصدقاء.
لذا بدأت هذه الشبكات بإيجاد طرق جديدة لجني الأموال من خلال منصاتها، وذلك بالسماح لأعضائها بشراء وإرسال الهدايا الحقيقية، وهو ما يفتح الأبواب أمام قراصنة الإنترنت لاستخدام وسائل جديدة لتمهيد الطريق لهجماتهم.
وتتوقع شركة quot;سيمانتكquot; زيادة في نسبة هجمات البرمجيات الخبيثة التي تسرق تفويض الدفع في الشبكات الاجتماعية، وخداع المستخدمين ودفعهم إلى تقديم تفاصيل الدفع وغيرها من المعلومات الشخصية القيمة إلى شبكات اجتماعية وهمية.

السحابية الخطرة

مع استخدام الأجهزة المحمولة في التقاط البيانات التي يتم تخزينها وفق التقنيات السحابية، يتزايد خطر التعرض للاختراقات والهجمات التي تستهدف البيانات الموجودة على أجهزة الهواتف المحمولة.
تقوم بعض البرمجيات الخبيثة على تكرار التهديدات القديمة، كسرقة المعلومات من الأجهزة مثلًا. لكنها طورت خدعًا جديدة أكثر ذكاءً. فالبرمجيات الخبيثة الحالية الخاصة بأجهزة الهواتف المحمولة ترسل رسائل نصية تمكن القراصنة من الاستفادة منها.
في العام 2013، ستتقدم تقنيات الهواتف المحمولة إلى حد يفسح المجال أمام استحداث فرص اختراق جديدة لمجرمي الانترنت.
بالإضافة إلى ذلك، ستؤدي الزيادة في استخدام خدمة الحوسبة المتنقلة إلى إجهاد البنية التحتية لجدران الحماية SSL في الهاتف المحمول، ما يكشف عملية تصفح الإنترنت من خلال متصفحات الهاتف المحمول، لا يخضعها للحماية المناسبة. وسيؤدي هذا الأمر إلى تفاقم المشكلة، لأن العديد من عمليات التصفح هذه تستخدم تطبيقات غير آمنة، ما يزيد من نسبة المخاطر، تمامًا كالرجل الذي يقف وسط حقل للرماية.